الرياض - ياسر الجرجورة في الثلاثاء 28 يناير 2025 09:02 مساءً - في خطوة نوعية تسعى لتعزيز القطاع العقاري في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، أُتيح للأجانب فرصة تملك أسهم الشركات العقارية العاملة في هاتين المدينتين المقدستين.
توضيح عاجل حول جنسيات ونوعية الاجانب الذين سيستثمرون في عقارات مكة والمدينة
ومع الإعلان عن هذا القرار، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة رصانة المالية، عبدالله بن عبدالرحمن الربدي، المفهوم الدقيق لـ"المستثمر الاستراتيجي" ودوره المهم في دعم هذه الشركات بما يتجاوز مجرد الدعم المالي.
من هو المستثمر الاستراتيجي؟
خلال مداخلة مع قناة العربية، قدم الربدي تعريف للمستثمر الاستراتيجي باعتباره ذلك النوع من المستثمرين الذي يقدم إضافة جوهرية للشركة تتعدى حدود التمويل المادي أو زيادة رأس المال.
وأوضح أن القيمة التي يضيفها المستثمر الاستراتيجي تتعلق بجوانب استراتيجية تهدف إلى تطوير الشركة أو نقلها إلى مستويات جديدة من الكفاءة والريادة.
كيف يضيف المستثمر الاستراتيجي قيمة للشركات؟
تحدث الربدي عن كيفية تحقيق المستثمر الاستراتيجي لهذه الإضافة، مستشهد بالأمثلة العملية.
على سبيل المثال، عندما يتحالف أحد هؤلاء المستثمرين مع شركة تطوير عقاري كبرى من خلال شراء أسهمها أو الاستحواذ على حصة استراتيجية فيها، فإن الهدف ليس فقط تحقيق الربح المالي أو تحسين قيمة السهم في السوق، بل يشمل أيضًا العمل على:
- نقل الخبرات العالمية: المستثمر الاستراتيجي غالبًا ما يكون جهة دولية ذات خبرة عريقة في مجالات التطوير العقاري أو التقنيات الحديثة، مما يتيح للشركة المحلية الاستفادة من هذه الخبرات.
- التوسع في الأسواق العالمية: من خلال توفير شبكات اتصال دولية تفتح الأبواب أمام الشركات العقارية للدخول إلى أسواق جديدة، مما يعزز من مكانتها ويزيد من فرص نموها.
- تطوير المشروعات: عبر تقديم تقنيات بناء متطورة أو أساليب إدارة مبتكرة تساهم في تحسين جودة المشروعات وتسريع تنفيذها.
- تعزيز الابتكار: بإدخال مفاهيم حديثة في تصميم المدن الذكية أو استخدام الطاقة المتجددة في المشاريع العقارية.
لماذا يعتبر هذا التحالف مهمًا؟
يشير الربدي إلى أن المستثمر الاستراتيجي ليس مجرد مساهم عادي يهدف إلى تحقيق أرباح سريعة، بل هو شريك طويل الأمد يمتلك رؤية استراتيجية تتماشى مع أهداف الشركة.
على سبيل المثال، إذا استثمرت شركة عالمية متخصصة في التطوير العقاري أو التكنولوجيا في شركة محلية تعمل في مكة أو المدينة، فإن هذا التعاون يمكن أن يرفع مستوى الشركة من خلال تحسين آليات العمل وتطوير مشاريع متوافقة مع معايير عالمية.
كيف ينعكس هذا على السوق العقاري في مكة والمدينة؟
السماح للأجانب بالتملك في أسهم الشركات العقارية العاملة في مكة والمدينة المنورة يشكل نقلة نوعية في تعزيز التنافسية داخل السوق المحلي، ومع دخول المستثمرين الاستراتيجيين، يمكن توقع عدة نتائج إيجابية، من أبرزها:
- رفع مستوى الجودة: بفضل الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في التصميم والتنفيذ.
- زيادة الاستثمارات الأجنبية: حيث تسعى الشركات العالمية إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في سوق العقارات بالمملكة.
- خلق فرص عمل جديدة: إذ تسهم المشروعات الكبرى المدعومة من مستثمرين استراتيجيين في زيادة الطلب على القوى العاملة المحلية.
- تحقيق رؤية السعودية 2030: من خلال تحسين جودة البنية التحتية في المدن المقدسة، بما يلبي احتياجات الحجاج والمعتمرين والزوار.
يتجاوز مفهوم "المستثمر الاستراتيجي" مجرد كونه جهة تضخ رأس المال في الشركات، ليصبح شريك حيوي يساهم في تحويل الشركة إلى كيان أكثر تطور واستدامة.
ومع فتح الأبواب أمام المستثمرين الأجانب للدخول في السوق العقاري بمكة والمدينة، يمكن القول إن هذه الخطوة تمثل ركيزة أساسية نحو تحقيق التنمية الشاملة وتعزيز مكانة المملكة كوجهة استثمارية عالمية في القطاع العقاري.