حال السعودية

ما لا يعرفه الكثيرون عن البراكين في السعودية وتاريخها ومواقعها

ما لا يعرفه الكثيرون عن البراكين في السعودية وتاريخها ومواقعها

الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 24 يناير 2025 05:22 مساءً - تتميز المملكة العربية بتنوع جغرافي فريد يضم عدد كبير من البراكين الخامدة المنتشرة في مناطق مختلفة، تعرف هذه التكوينات البركانية محليا باسم "الحرات"، وتغطي مساحة شاسعة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع، ما يمثل نحو 4.6% من إجمالي مساحة المملكة.

ما لا يعرفه الكثيرون عن البراكين في السعودية 

تعكس هذه الحرات التاريخ الجيولوجي العريق للمملكة وتطور تضاريسها عبر ملايين السنين.

تاريخ النشاط البركاني في السعودية

بدأ النشاط البركاني في شبه الجزيرة العربية منذ حوالي 30 مليون سنة، تزامنا مع انفتاح البحر الأحمر وتدفق الحمم البازلتية، واستمرت البراكين في النشاط على مدى فترتين زمنيتين رئيسيتين:

  • المرحلة الأولى: انطلقت قبل نحو 30 مليون سنة، وشهدت تدفق كميات هائلة من الحمم البازلتية نتيجة انفتاح البحر الأحمر.
  • المرحلة الثانية: بدأت قبل 10 ملايين سنة واستمرت حتى أحدث نشاط بركاني تاريخي وقع جنوب المدينة المنورة في عام 1256م (654هـ).

أبرز الحرات البركانية في المملكة

تنتشر الحرات البركانية في مناطق متعددة من المملكة، ولكل منها سماتها الجغرافية والجمالية الخاصة:

  • حرة رهاط: تعد أكبر حقل بركاني في المملكة، حيث تغطي مساحة تقارب 20,000 كيلومتر مربع. تمتد من جنوب المدينة المنورة إلى شمال الطائف، وتحتوي على أكثر من 700 فوهة بركانية، حرة رهاط تضم أحدث نشاط بركاني تاريخي في المملكة، الذي حدث في جبل الملساء.
  • حرة خيبر: تقع شمال المدينة المنورة وتغطي مساحة تبلغ 14,000 كيلومتر مربع. تتميز بوجود مجموعة متنوعة من المخاريط البركانية والقباب البركانية والدروع، ما يجعلها إحدى أبرز الوجهات الجيولوجية في السعودية.
  • حرة كشب: تقع في منطقة مكة المكرمة، وتغطي مساحة تصل إلى 5,900 كيلومتر مربع، تتميز بوجود قباب حممية ومخاريط بازلتية تبرز الجمال الطبيعي للمنطقة.
  • حرة البرك: تقع غرب مدينة أبها، بالقرب من ساحل البحر الأحمر، وتغطي مساحة تبلغ حوالي 1,800 كيلومتر مربع، تحتوي على تدفقات حممية ومخاريط بازلتية تشكلت نتيجة النشاط البركاني السابق.

آخر نشاط بركاني مسجل

شهدت المملكة آخر نشاط بركاني مسجل في جبل الملساء، الواقع ضمن حرة رهاط، عام 1256م.

استمر هذا الثوران البركاني لعدة أيام، ونتج عنه تدفقات حممية غطت مسافات طويلة، مما أثار الذعر في المناطق القريبة.

يعتبر هذا الحدث جزء مهم من التاريخ الجيولوجي للمنطقة، ويوفر للباحثين بيانات قيّمة لدراسة النشاط البركاني.

أهمية دراسة البراكين في السعودية

تشكل دراسة البراكين والحرات البركانية أهمية كبيرة في فهم التاريخ الجيولوجي للسعودية وتقييم المخاطر الطبيعية المحتملة، وتسهم هذه الدراسات في:

  • تعزيز الاستعداد لمواجهة أي نشاط بركاني مستقبلي.
  • تحسين خطط التنمية الحضرية في المناطق القريبة من الحرات.
  • دعم البحث العلمي وتطوير فهم أفضل لتكوين الأرض.

الطبيعة الجغرافية والجيولوجية

تبرز الحرات البركانية في المملكة التنوع الجيولوجي الفريد الذي تتميز به البلاد، حيث تعكس التكوينات البركانية عملية تطور الأرض عبر الزمن.

وبفضل موقعها الاستراتيجي وبيئتها الجغرافية المتنوعة، تعد السعودية وجهة مثالية لدراسة الظواهر الجيولوجية الفريدة.

على الرغم من أن معظم البراكين في المملكة خامدة منذ قرون، إلا أن فهم تاريخها ومواقعها لا يزال ذا أهمية كبيرة للباحثين والمجتمع.

تسهم هذه المعرفة في تعزيز الوعي الجيولوجي والبيئي، ودعم جهود المملكة في حماية البيئة وتنميتها بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.

Advertisements

قد تقرأ أيضا