الرياض - ياسر الجرجورة في الخميس 9 يناير 2025 02:08 مساءً - في مقاله الذي نشره في صحيفة "عكاظ"، تساءل الكاتب الصحفي خالد السليمان عن الحلول الممكنة للتعامل مع الارتفاع المبالغ فيه لأسعار الإيجارات في الرياض، مشيرا إلى أن هذه الزيادة الكبيرة التي قد تصل إلى أكثر من 150% في السنة الواحدة تضاف إليها زيادات متكررة على مدار السنوات السابقة لا يمكن تفسيرها سوى بالجشع المتزايد من قبل ملاك العقارات.
تضاعف أسعار الإيجار السكني في الرياض 150% في هذه الأحياء
واعتبر السليمان أن هذا التلاعب في الأسعار لا يحتسب في سياق منطقي يرتبط بتكاليف أو تحسينات فعلية في هذه العقارات، بل هو مجرد استغلال لحالة السوق.
تأثير الارتفاعات على الاقتصاد المحلي ومعيشة المواطنين
أشار السليمان إلى أن هذه الارتفاعات السريعة في إيجارات العقارات تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي وعلى تكلفة معيشة الأفراد.
فمع كل زيادة في الإيجار، يواجه أصحاب الأعمال تحدي في مواكبة هذه التكاليف، ما قد يضطرهم إما إلى رفع أسعار خدماتهم ومنتجاتهم، وهو ما سينعكس سلبا على تكلفة المعيشة بالنسبة للمواطنين، أو إلى إغلاق أنشطتهم التجارية، مما يؤدي إلى فقدان وظائف وتأثير سلبي على السوق المحلي.
وزاد السليمان تحذيره بأن هذه الأوضاع قد تزداد سوء مع اقتراب فعاليات كبرى مثل "إكسبو 2030" وكأس العالم 2034، وهو ما يثير القلق بشأن المستقبل القريب لأسعار الإيجارات في المدينة.
الظاهرة تؤثر على الشباب والسوق العقاري: حالة الإيجارات في العقارات القديمة
لفت السليمان إلى أن معظم العقارات التي شهدت زيادات غير مبررة في أسعار الإيجارات هي عقارات قديمة وليست جديدة، مما يجعل هذه الزيادة غير مبررة بالنظر إلى أن هذه المباني لم تشهد تحسينات كبيرة تبرر رفع أسعار الإيجار.
وتساءل السليمان عن السبب وراء هذا الارتفاع المفاجئ الذي يركز بشكل أساسي على استغلال الفرص دون مراعاة حقيقية لتكاليف التشغيل أو تحسينات على المباني.
كما أثار تساؤل حول إمكانية تدخل الدولة في وضع حدود لهذه الزيادة والتشدد في تطبيق آليات محددة لزيادة الأسعار، مشيرا إلى أن هناك تجارب في بعض الدول العربية التي فشلت في تطبيق مثل هذه الضوابط.
من حلم امتلاك المنزل إلى صعوبة الاستئجار: تأثير الإيجارات على الشباب
وأضاف السليمان أنه في الوقت الذي كان يمتلك فيه الشباب حلمًا في امتلاك منزل خاص بهم، أصبح الآن مجرد استئجار سكن بداية الحياة الزوجية حلم بعيد المنال، لا سيما في ظل الزيادات السنوية غير المبررة في الإيجارات.
وأشار إلى أن الشباب قد يواجهون تحديات مستمرة في القدرة على تحمل هذه الزيادة، أو قد يضطرون إلى التنقل من مكان لآخر دون ضمانات بألا يواجهوا زيادة أخرى في الإيجار في المستقبل القريب.
زيادة أسعار الأراضي والعقارات: مشهد من الصعب استيعابه
واختتم السليمان مقاله بالتأكيد على أن الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها أسعار الأراضي والعقارات في السنوات العشرين الماضية لا يمكن استيعابها، وخاصة مع وتيرتها المتسارعة في السنوات الأخيرة.
هذه الزيادات تجعل من المعيشة أكثر صعوبة بالنسبة للفئات ذات الدخل المحدود، وتؤدي إلى تفاقم مشاعر القلق والإحباط في المجتمع، خصوصًا بالنسبة لأولئك الذين لا تزال أجورهم عاجزة عن مواكبة هذا التضخم في الأسعار.