التزام قطري - إسباني بتعميق الشراكة الإستراتيجية

الدوحة - سيف الحموري - صدر بيان مشترك بمناسبة الحوار الإستراتيجي الأول بين دولة قطر ومملكة إسبانيا الذي عقد بتاريخ 21 يونيو 2024 في العاصمة الإسبانية مدريد.

Advertisements

وفيما يلي نص البيان:
أطلق معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر وسعادة السيد خوسيه مانويل ألباريس بوينو، وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون في مملكة إسبانيا، الحوار الاستراتيجي القطري الاسباني الأول في العاصمة الاسبانية مدريد بتاريخ 21 يونيو 2024، تتويجا للشراكة الثنائية العميقة والمتنامية بين البلدين.
ويعد الحوار الاستراتيجي بين قطر وإسبانيا خير شاهد على الشراكة الاستراتيجية التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة الدولة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى إسبانيا في مايو 2022، حيث أعربت قطر وإسبانيا خلالها عن عزمهما على تعزيز شراكتهما على مستوى استراتيجي.
وقد تم إضفاء الطابع الرسمي على هذه التطلعات من خلال مذكرة التفاهم بشأن إقامة الحوار الاستراتيجي القطري الإسباني التي تم التوقيع عليها خلال زيارة دولة السيد بيدرو سانشيز بيريز كاستيخون، رئيس الوزراء بمملكة إسبانيا إلى الدوحة بتاريخ 3 أبريل 2024 لتعميق التعاون في جميع المجالات.
واستعرض الوزيران مجالات التعاون بين دولة قطر ومملكة اسبانيا، وأثنيا على العلاقات الدبلوماسية القوية والمستمرة منذ 52 عاما، متفقين على أن العلاقة قد حافظت على مسار تطور إيجابي، وتعهد الجانبان بمواصلة تعزيز الشراكة بينما.
وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، شدد الوزيران على أهمية احترام كافة أبعاد القانون الدولي، وأشارا إلى التصريحات المهمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، وجلالة الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا، لدعم السلام في الشرق الأوسط، والإنسانية وحل النزاعات في جميع أنحاء العالم.
وأشاد سعادة وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون في مملكة إسبانيا، بجهود دولة قطر للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار من خلال الوساطة وذلك استجابة لحالة الطوارئ الإنسانية المستمرة في غزة، وجهودها لاستئناف تبادل المعتقلين والأسرى.
وأشاد معالي رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر بقرار الحكومة الإسبانية الأخير الاعتراف رسميا بدولة فلسطين وجهودها المستمرة لتشجيع الدول الأخرى على التقدم في هذا الاتجاه والمضي قدما في تنفيذ حل الدولتين.

التعاون الإقليمي والدولي 
أكدت دولة قطر ومملكة إسبانيا التزامهما بتعميق شراكتهما الاستراتيجية، متفقين على أن هذه الشراكة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى لمواجهة مجموعة من التحديات العالمية ولدعم نظام متعدد الاطراف، لا سيما في تعزيز الجهود لتوحيد الأصوات العربية - الاوروبية تجاه خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
وشدد الجانبان على أهمية الشراكة المبنية على المبادئ المشتركة في مواجهة التحديات السياسية والدبلوماسية المعقدة وتأمين مصالحهما الاستراتيجية.
وجددت دولة قطر ومملكة إسبانيا التزامهما بتحقيق سلام عادل ومنصف، بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وتحقيق الأمن المتبادل مع إسرائيل. واتفقا أن السلام لا يمكن تحقيقه الآن إلا من خلال المفاوضات بين الطرفين بدعم دولي ومن خلال تنفيذ حل الدولتين.
وأكد الوزيران دعوتهما إلى وقف فوري ودائم ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة بما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق في جميع أنحاء قطاع غزة وتحرير الرهائن. كما دعا الجانبان جميع الأطراف إلى ضمان اتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ حكم محكمة العدل الدولية الصادر في 24 مايو 2024 بشأن رفح.
وفي هذا السياق، رحبت قطر بجهود إسبانيا لإنهاء الحرب على غزة والشروع في عملية سلام دائمة وعادلة من أجل تنفيذ حل الدولتين، بما في ذلك مقترح إسبانيا بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بمشاركة الطرفين. وتأمل كل من دولة قطر ومملكة إسبانيا أن يؤدي ذلك إلى تكثيف الجهود الدولية لدعم مسار حل الدولتين والعودة إلى عملية التفاوض، وأكدا أن تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقد شدد الجانبان على أهمية إعطاء الأولوية لجهود خفض التصعيد من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، الأمر الذي سيؤدي إلى الحد من التوترات في الجبهات الإقليمية الملتهبة الأخرى. كما تحدثا عن التحديات الأمنية الإقليمية ورؤى لحل النزاعات فيما يتعلق بإسرائيل وفلسطين، مضيفين أن الدبلوماسية هي الطريق الوحيد للمضي قدما.

الدفاعي العسكري
أكدت دولة قطر ومملكة إسبانيا على أهمية شراكتهما الدفاعية، مشددين على التزامهما المشترك بقيم السلام والتعايش والاحترام بين الشعوب. وفي مواجهة التهديدات الإقليمية والعالمية، كما ناقش الجانبان الأنشطة الحيوية الجارية الرامية إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في خفض التصعيد. واكد الجانبان على أهمية تعميق العمل المشترك لمواجهة التهديدات المشتركة، بما في ذلك المتعلقة بحرية الملاحة والتصدي لها.
كما اعترفا بأهمية تكثيف المناقشات حول سبل تعزيز الشراكات والتعاون في المستقبل، وأكدا على التزام دولة قطر ومملكة إسبانيا بمواصلة التعاون في مواجهة التحديات الأمنية العالمية المشتركة.

الأمن والعدل 
سلطت قطر وإسبانيا الضوء على شراكتهما القوية في مجال الأمن والعدالة/ وأعربتا عن رغبتهما تعميق التعاون وبناء القدرات في مجالات أمن الحدود وإنفاذ القانون، كما أكد الجانبان التزامهما المشترك بمواصلة جهودهما في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تمويل الإرهاب الذي لا يزال يشكل أحد أكبر التهديدات للأمن الدولي، بالإضافة إلى الجريمة المنظمة.
وشددا على أهمية مكافحة التطرف بجميع أشكاله، بما في ذلك مكافحة جميع أشكال الكراهية والعنصرية.

التعليم والثقافة 
إدراكا للطموح المشترك لتعزيز التعاون في التعليم والتدريب المهني والثقافة، رحب الجانبان بالمناقشات الرامية إلى الارتقاء بمستوى شراكتهما، وشددا على متانة الروابط بين الشعبين الصديقين لتعزيز التنوع والشمول والتميز المؤسسي.
ووقعت مؤسسة قطر ومؤسسة ألبينيز اتفاقية تهدف إلى إنشاء برنامج أبحاث للموسيقى العربية والشرقية في مدرسة رينا صوفيا للموسيقى، بالإضافة إلى تنظيم العديد من ورش العمل الفنية والتعليمية والثقافية.

كما أعلنت دولة قطر التالي:
إنشاء كرسي « تميم بن حمد لتعليم اللغة العربية والتراث الأندلسي» في جامعة غرناطة.
توفير منح دراسية لتعليم اللغة العربية في جامعة قطر خلال العام الدراسي 2024-2025، حيث أعربت جامعة قطر عن نيتها البناء على هذه الشراكة مع الجامعة الإسبانية في السنوات القادمة.
وأقر الجانبان بأهمية العمل من أجل تنظيم عام ثقافي قطري-إسباني.
وأعربا عن اهتمامهما بتعزيز التعاون في مجالات الفنون البصرية والفنون المسرحية والسينما والموسيقى والمكتبات والأرشيف والمتاحف وإدارة التراث الثقافي للبلدين، فضلا عن المساهمة في تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية، وبالمثل، يعترف الجانبان بعالمية الثقافة والطبيعة المتأصلة بشكل أساسي للحقوق المتعلقة بالإبداع الثقافي والمشاركة الثقافية.

التعاون في مجال الابتكار:
عقدت قطر وإسبانيا جلسة حول الابتكار وناقش المسؤولون مجالات إضافية للتعاون، بما في ذلك زيادة التبادلات الأكاديمية المهنية والبحثية.

أخبار متعلقة :