خطبة فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة بجامع الإمام 21 يونيو

الدوحة - سيف الحموري - أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أن المسلم يعيش على ظهر الأرض في صراع مع أعداء كثر، صراع مع النفس والهوى، وصراع مع الشيطان، وصراع مع أعداء الإسلام، ولكن عداوة الإنسان وصراعه مع الشيطان قديمة منذ خلق الله البشرية وإلى قيام الساعة، ولذلك من الأهمية بمكان أن يبين صور كيد إبليس والتأمل في هذا المكر الشيطاني، والنظر في سبيل الخلاص منه، وطريق النجاة، فالله قد هدى النجدين وأوضح الطريقين.

Advertisements

وقال الخطيب إن مداخل الشيطان تأتي من قبل صفات الإنسان، فلئن كان الشيطان خرج من الجنة بالحسد، فإن آدم خرج منها بالحرص والطمع، وترتقي خطوات الشيطان التي يستدرج فيها ابن آدم حتى يتخذه معبودا من دون الله، كما حذر من ذلك سبحانه فقال: "ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين"، ويقع العبد في ذلك حين يسلم قياده لعدوه بالمعاصي والشهوات والشبهات، فيتبع كل شيطان مريد "كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير"، وجاء في الحديث التحذير من الشيطان ومن تتبع خطواته ووسوسته، وبيان أنه يترصد لابن آدم في كل طرق الخير، فعلى المسلم الاحتياط لنفسه والاستعانة بالله تعالى، أخرج النسائي عن سبرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام فقال: تٌسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك، فعصاه فاسلم، ثم قعد له لطريق الهجرة، فقالك تهاجر وتدع أرضك وسماءك، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول، فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل، فتنكَح المرأة، ويُقسّم المال، فعصاه فجاهد" ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أن من فعل ذلك أي في مجاهدة الشيطان وعدم تتبع خطواته فأسلم، وجاهد، وقتل أو غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة.

وأضاف الشيخ عبدالله النعمة أن خطوات الشيطان ومسالكه كثيرة في تتبع البدع والأهواء والشبهات، فكم روّج الزيغ على بعض العارفين وكم سحر ببهرجته بعض المبتدعين وكم أغوى بعض من ضعف بإيمانه من المسلمين حتى ألقاهم في تشعبات الآراء ومسالك الضلال متنقلا بهم من حال إلى حال ومن خطوة إلى خطوة وضلال "ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون"، فالعجلة في الأمر دون علم ومعرفة من خطوات الشيطان، صح في الحديث "التأني من الله والعجلة من الشيطان" وتأتي خطوات من بعد ذلك في أهواء النفوس،  فالبخل وخوف الفقر سلاحً شيطاني وسوء ظن بالله "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم".

وذكر الخطيب أن خطوات الشيطان الغضب فهو تمرد شيطاني على عقل العاقل، وحالة من الخروج عن جادة ذوي الرجاحة، روي عن بعض الأنبياء أنه قال لإبليس: بم غلبت ابن آدم؟ قال: عند الغضب وعند الهوى، أما الأماني وحصائد الغرور فذلكم هو السلاح الشيطاني المضاد "يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا" يعدهم هذا الغرّار بحسب طبائعهم ويجرهم إلى حبائله بحسب ميولهم ومشتهياتهم.

وأردف: لقد أخذ هذا اللعين الميثاق على نفسه ليقعد لابن آدم كل طريق "لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين" لئن كان هدد بذلك وتوعد، فإن كيده ضعيف ومكره يبور، إذا تسلح المسلم بسلاح الإيمان والعقيدة النقية وحسن عبادته لله، وتوكله عليه "إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون"، وعلى الرغم من وضوح ذلك، فقد يزل المؤمن أو يخطئ وقد يصيبه نزغ من الشيطان أو يمسه طائف من وسوسته، لكنه سرعان ما يلوذ بربه ويلجأ إلى ذكره، ويتوب إليه من قريب فيخنس شيطانه "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون" صلتهم بالله الوثيقة تعصمهم من أن ينساقوا مع عدو الله وعدوهم يتخلص المؤمن بذكر الله ويلجأ إلى ربه، صح عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: "الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس" وقال تعالى: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير

أخبار متعلقة :