إعادة تأهيل بيانات 1000 مريض قلب

الدوحة - سيف الحموري - أصدر فريق من الباحثين في قطاع العلوم الصحية والطبية بجامعة قطر بقيادة الدكتورة كرم الترك عدوي، رئيس قسم الصحة العامة في كلية العلوم الصحية في جامعة قطر، بالتعاون مع الأستاذة الدكتورة شيري جريس، باحث أول في معهد تورنتو لإعادة التأهيل بجامعة تورنتو في كندا، وأستاذ في كلية الصحة في جامعة يورك في كندا، تقريرا يسلط فيه الضوء على الإنجازات المهمة التي حققها السجل الدولي لإعادة تأهيل مرضى القلب في عامه الأول. 
حيث حلل التقرير الأول الخاص بالمجلس الدولي للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسجل الدولي لإعادة التأهيل بيانات لأكثر من 1000 مريض شاركوا في أحد برامج التأهيل المجمل عددها 14 برنامجًا لإعادة التأهيل في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك برنامج التأهيل المتوفر في قطر. يعد سجل المجلس الدولي للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وإعادة التأهيل القلبي هو أول قاعدة بيانات عالمية لبرامج الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وإعادة التأهيل. يسلط التقرير الضوء على إنجازات السجل الدولي الرائدة ولهذه الإنجازات القدرة على تعزيز رعاية أمراض القلب للمرضى الغير مقيمين في المستشفى بالأخص للحالات المتواجدة في الدول محدودة ومنخفضة الدخل والتي تعد في أمسِّ الحاجة لمثل هذه البرامج التأهيلية.
يعتبر برنامج إعادة تأهيل مرضى القلب برنامجًا لإدارة ودعم المرضى غير المقيمين في المستشفيات والذين يعانون من أمراض قلبية مزمنة ويعالج عوامل الخطر لديهم، ويعزز البرنامج أهمية التمارين الرياضية المنهجية، ويعمل على تثقيف مرضى القلب، بالإضافة إلى تطوير نمط الحياة وتقديم الاستشارات النفسية لهم. ومع ذلك، على الرغم من انخفاض تكلفة البرنامج وفعالية تأثيره، فإن هذه البرامج ليست متاحة على نطاق واسع في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل. ففي بعض الدول ذات الدخل المرتفع مثل قطر، يوجد ارتفاع في نسبة حالات مرضى القلب وبالتالي هناك حاجة كبيرة وملحة لتوفير برامج إعادة التأهيل القلبي، ومثل هذه البرامج غير متوفرة لتلبية هذه الحاجة الكبيرة. علاوة على ذلك، لم يسبق أن توفرت مثل هذه السجلات لدعم برامج التأهيل ومراقبة جودة الرعاية الطبية من قبل.
يلخص التقرير الأول الخاص بالسجل الدولي لإعادة التأهيل البحوث المتعلقة بالسجل التي تم إجراؤها حتى الآن، بما في ذلك عملية التطوير الدقيقة للسجل واختبار قابلية الاستخدام. وكذلك، يلخص التقرير نتائج الاختبارات التجريبية للسجل التي تتضمن مقابلات شخصية مع الموظفين المسؤولين عن إدخال البيانات في السجل ومقابلات شخصية أيضًا مع المرضى وذلك بهدف معرفة سبل تطوير عمليات التسجيل في قواعد البيانات بشكل أفضل. وأوضح التقرير حول تطور شهادة الاعتماد الخاصة ببرامج التأهيل التي تلبي الحد الأدنى من معايير الجودة المطلوبة. وكان برنامج إعادة التأهيل في دولة قطر من بين أوائل البرامج الحاصلة على هذه الشهادة.
 أكثر من نصف عدد المرضى الموجودة بياناتهم في السجل عانوا من نوبات قلبية، فكان إجمالي عدد المرضى في السجل 1000 حالة في العام الأول منذ تأسيس السجل، وكانت نسبة الإناث تصل إلى 18.1 ٪، ومتوسط عمر المرضى هو 57.6 عامًا. وأظهرت النتائج أن المرضى الذين شاركوا في هذه البرامج التي تتميز بجودتها العالية كانت نتائجهم الصحية أفضل على المدى القصير، كتحسن قدرتهم البدنية وانخفاض نسبة عوامل الخطر في حالتهم. ومن المتوقع أيضًا أن يكون لديهم نتائج أفضل على المدى الطويل، كانخفاض معدل خطر الوفاة أو انخفاض الحاجة إلى الذهاب إلى المستشفى. ومن ناحية أخرى، سيتم متابعة المرضى المشاركين في البرامج بشكل سنوي لتتبع مدى تحسن نتائجهم الصحية.
 وأشارت الدكتورة كرم الترك عدوي، رئيس قسم الصحة العامة في كلية العلوم الصحية، قائلة: «إن التقرير يوضح أنه يمكن إنشاء برامج إعادة تأهيل مرضى القلب بمعايير عالية الجودة حتى في الدول ذات الدخل المحدود أو المنخفض. فالجهود المبذولة من قبل فريق السجل تركز على دعم برامج إعادة تأهيل مرضى القلب وتلبية المعايير الدولية المطلوبة لرعاية برامج إعادة التأهيل. ندعو المزيد من برامج التأهيل للمشاركة في السجل الدولي والمشاركة تعد مجانية. ومن خلال مشاركة البرامج في هذا السجل يتم دعمها فورًا لتعزيز نتائج المرضى الصحية وتقليل الضغوطات والأعباء المرتبطة بإدارة ودعم أمراض القلب والأوعية الدموية». 
من جانبها، قالت الأستاذة الدكتورة شيري جريس، باحث أول في معهد تورنتو لإعادة التأهيل بجامعة تورنتو في كندا، وأستاذ في كلية الصحة في جامعة يورك في كندا: «إذا تم تشخيص حالتك أو حالة أحد أفراد أسرتك بمشكلة صحية مرتبطة في القلب، حتى لو كان ذلك منذ فترة طويلة، فقم بسؤال طبيبك عن كيفية التسجيل في برنامج إعادة التأهيل القلبي. وحاول التغلب على أي عوائق تحول دون مشاركتك بهذا البرنامج، فالتسجيل في هذا البرنامج يجعل الوصول لملفك الصحي المرتبط بحالتك المرضية القلبية سهلاً في جميع أنحاء العالم، وهذا بدوره يحسن من نوعية وجودة حياتك وصحتك».
والجدير بالذكر أن هناك بعض التحديات الموجودة في هذا التقرير والتي تتضمن أن السجل يحتوي على برامج من دول محدودة شاركت في السجل الدولي، بالإضافة إلى أن بعض المرضى لا يلتزمون باستكمال متابعاتهم التقييمية. وبالرغم من هذه التحديات، فلقد انضم عدد جديد من البرامج إلى بيانات السجل الدولي منذ وقت نشر التقرير.
يواصل فريق المجلس الدولي للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسجل الدولي لإعادة التأهيل عمله في تتبع النتائج الصحية للمرضى على فترات زمنية طويلة. حيث يتضمن ذلك تقييم عدد المرات التي يحتاج فيها المرضى لإعادة إدخالهم إلى المستشفى ومدة أعمارهم. كما أنهم يعالجون بعض المشكلات المرتبطة بجودة الرعاية التي يظهرها السجل، مثل انخفاض مشاركة الإناث والحاجة إلى مشاركة المرضى في برنامج التأهيل بشكل ممتد ومستمر دون انقطاع. يحتوي السجل على معلومات قيمة لتحديد المشكلات المتعلقة برعاية مرضى القلب الغير مقيمين في المستشفى في الدول ذات الدخل المحدود والمنخفض، ويستخدم فريق السجل الدولي هذه المعلومات بهدف تحسين جودة رعاية المرضى.
أُجريت الدراسة بالتعاون بين جامعة قطر وجامعة يورك في كندا، بمشاركة الأستاذة الدكتورة شيري جريس. وتم تمويل هذه الدراسة من قبل برنامج التعاون الدولي للتمويل المشترك، كتمويل مشترك بين الجامعتين. بالإضافة إلى مشاركة ثلاثة طلاب من برنامج الماجستير في كلية العلوم الصحية في جامعة قطر بفاعلية في هذا البحث.

Advertisements

أخبار متعلقة :