«القطري للصحافة» ينظم ورشة عمل «حماية الصحفيين في أوقات النزاعات المسلحة»

الدوحة - سيف الحموري - نظم المركز القطري للصحافة صباح أمس بمقره ورشة عمل بعنوان «حماية الصحفيين في أوقات النزاعات المسلحة» بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بحضور عدد من الصحفيين والإعلاميين.
وتخلل البرنامج افتتاح معرض فني على هامش البرنامج ضم عددا من اللوحات المعبرة عن قضايا حريات وحقوق الشعوب والافراد.

Advertisements

ورحب سعادة الاستاذ سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة في كلمته الافتتاحية بسعادة السيد يوسف بن علي الخاطر رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري والسيدة شريين بوليني رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطر والحضور، واكد ان الدور المناط بالمركز القطري للصحافة بدأ يؤتي ثماره بمثل هذه الندوات وورش العمل، التي تؤكد على الدور المهم لهذا المركز في توفير فرص التدريب والتأهيل عبر الندوات والمحاضرات لجميع فئات المجتمع.
وقال الرميحي: هذه اول تجربة نخوضها اليوم تؤكد على الدور الفاعل الذي يقوم به الزملاء الافاضل في المركز بقيادة الاستاذ الفاضل والاعلامي القدير صادق محمد العماري المدير العام للمركز في ظل تعاونه مع الاستاذة شيخة الخاطر وباقي زملائهم في اثراء هذا المشهد وتقديم كل جميل وشيق.
واكد الاستاذ صادق محمد العماري المدير العام للمركز القطري للصحافة ان الورشة باكورة تعاون المركز مع الهلال الاحمر القطري، معبرا عن فخر المركز بالتعاون مع الهلال الاحمر القطري الذي سيستمر في فعاليات أخرى قادمة بإذن الله.
قال سعادة السيد يوسف بن علي الخاطر رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري في كلمته: بدايةً نتوجه بجزيل الشكر إلى سعادة سعد بن محمد الرميحي، وفريق عمل المركز القطري للصحافة، على ضيافتهم الكريمة. ونرحب بكم جميعاً في هذه الورشة الهامة، التي تُعقد بتنظيم مشترك بين الهلال الأحمر القطري، والمركز القطري للصحافة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تحت عنوان «حماية الصحفيين في أوقات النزاعات المسلحة»، وهي باكورة النتائج المترتبة على مذكرة التفاهم الموقعة مؤخراً بين الهلال والمركز القطري للصحافة، واستمرار للتعاون القائم بين الهلال واللجنة الدولية في شتى المجالات والاختصاصات المشتركة.
وأضاف: تعد هذه الورشة واحدة من سلسلة المحاضرات وورش العمل التي ينظمها الهلال الأحمر القطري، بالتعاون مع مختلف الجهات الشريكة، ضمن برنامجه السنوي للتعريف بالقانون الدولي الإنساني، وحقوق الإنسان، والدبلوماسية الإنسانية، بهدف نشر هذه الثقافة بين أفراد المجتمع وفئاته، مع التركيز على فئة الشباب والنشء، والقطاعات المهنية المعنية أكثر من غيرها بهذا الجانب، مثل قطاع الصحافة والإعلام.
وتابع الخاطر: من المؤكد أنكم كصحفيين عاملين في مجال حيوي وحساس، ألا وهو مجال نقل المعلومة والخبر، وتكوين الفكر والرأي العام، تدركون جميعاً ضرورة الإلمام بالخلفيات القانونية والإنسانية والدبلوماسية التي تحيط بما تنقلونه من أخبار تتعلق بالأحداث والقضايا الإنسانية، ودور المؤسسات المنوط بها معالجة تلك الأحداث والاستجابة لها، وعلى رأسها بالطبع مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

معرفة مستجدات الأوضاع 
وأكد أن أهمية مثل هذه الورش التثقيفية بالنسبة للمراسل والمصور الصحفي، كمدخل للاطلاع على مستجدات الأوضاع الإنسانية في المنطقة والعالم، وفهم المعايير والمحددات التي ينبغي مراعاتها والوعي بها عند تغطية الموضوعات الخبرية، ومعرفة البنود والمفاهيم القانونية التي تكفل لهم الحماية أثناء العمل في مناطق النزاعات والحروب، لضمان سلامة الصحفيين الميدانيين أولاً وقبل كل شيء، ومساعدتهم على أداء رسالتهم الإعلامية والمهنية، دون فقدان لمزيد من أرواح الصحفيين والمراسلين ضحايا الاعتداءات والانتهاكات اللاإنسانية من أطراف النزاعات المسلحة.
واختتم كلمته قائلا: نشكركم كل الشكر على اهتمامكم بالمشاركة في هذه الورشة النافعة، ونرجو أن تستفيدوا من خبرات ومعارف الكوادر المتخصصة المشاركة في تقديم هذه الورشة، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمركز العربي للقانون الدولي الإنساني. ونكرر الشكر لسعادة الأخ سعد بن محمد الرميحي على روح التعاون في إتمام هذا العمل المشترك، الذي نتمنى أن تتبعه أعمال أفضل وأفضل في المستقبل، تحقيقاً للأهداف المنشودة من هذا التعاون البنَّاء لكلا الطرفين.

192 جمعية وطنية حول العالم 
وقالت السيدة شيرين بوليني – رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطر إن الاشخاص الذين تستهدفهم اللجنة وبرامجها هم عادة من المتضررين من الحروب واعمال العنف ومساعدتهم وحمايتهم واللجنة منظمة مستقلة ومحايدة، وأن اللجنة تملك 160 عاما من الخبرة وتنسق مع المنظمات الدولية مثل الهلال الاحمر والجمعيات الوطنية مثل جمعية الهلال الاحمر القطري، حيث توجد 192 جمعية وطنية حول العالم وتلك كيانات موثوق بها ومحترفة في تقديم المساعدات الانسانية الخبرة.
وأضافت: اتفاقيات جنيف الاربع لعام 1994 ضمنت نشر القانون الدولي الانساني على اوسع نطاق ممكن وادراج دراسته بمناهج التعليم العسكري والمدني، حيث تساعد اللجنة الدولية للصليب الاحمر السلطات الوطنية والقوات المسلحة والجامعات في مجال تدريس القانون الإنساني، والذي يتعامل فقط مع حالات النزاع المسلح والعواقب الوخيمة المترتبة عليه، وليس الاسباب التي أدت لحدوثه.
وأشارت إلى أن اللجنة الدولية للصليب الاحمر هي المنظمة الانسانية الوحيدة المذكورة باتفاقيات جنيف، والدول المشتركة بين معاهدات جنيف يتوجب عليها وفق المادة واحد احترام القانون الدولي الانسان في جميع الأحوال، حيث تحتاج اللجنة الدولية للصليب الاحمر الوصول الى الاشخاص في منازلهم سواء في المناطق الحضرية او الريفية او اماكن الاحتجاز. او مخيمات اللاجئين والنازحين داخليا، موضحة أن الاهداف الرئيسية وراء ذلك تتمثل في منع انتهاكات القانون الدولي والانساني وهو القانون المطبق اثناء الحرب والاغاثة بين السكان والمتضررين وايضا منع سوء المعاملة والتعذيب، ومساعدتهم على اعادة التواصل مع عائلاتهم والعثور على اقاربهم المفقودين وتبادل الاسرى او إطلاق سراحهم.

حيادية واستقلال 
وتابعت: نحرص على العمل وفقا لعدد من المبادئ مثل عدم التحيز والحيادية والاستقلال وهي بعض المبادئ للحركة الدولية للهلال والصليب الاحمر الدولي، حيث اننا نتحدث عما نفعله، لكن لا نتحدث عما نراه وان عمل اي منظمة قائمة على مبادئ يكون معقدا ويلتزم اخذ الكثير من العوامل في الاعتبار من قبول اطراف النزاع لها الى أمن وسلامة موظفيها، واحتياجات واهتمامات المستفيدين والقانون المنطبق والقدرة على ايصال الدعم والمفاوضات مع الحكومة او الجماعات المسلحة من غير الدول.
مرآة المجتمع
وشاهد على الحدث 
وفي تناوله لأحكام القانون الدولي الانساني خلال مشاركته بورشة حماية الصحفيين في اوقات النزاعات المسلحة عرض د. محمد النادي رئيس المركز العربي للقانون الدولي الانساني مجموعة صور تعكس معاناة الصحفيين والانتهاكات التي تمس حقوقهم المحمية بموجب القانون الدولي الانساني، منوها بأن ذلك يؤكد ان الصحفي هو مرآة المجتمع والشاهد على الحدث.
وعرّف د. النادي خلال الورشة القانون الدولي الانساني والفئات والاعيان المحمية بموجبه، كما تطرق الى محور حماية الصحفيين في ضوء قواعد القانون الدولي الانساني.
واستعرض خلال الورشة تاريخ القانون الدولي الانساني او ما يعرف بقانون الحرب والنزاعات المسلحة في العهود القديمة، حيث أكد ان ابعاد هذا القانون تستمد من وصايا فرعونية قديمة ومن وصايا حمورابي ومن الثقافة الهندية ومن رسائل الروم ثم من الشرائع السماوية والتي كان لها دور كبير في ذلك.
واوضح ان تطورات القانون الدولي الانساني مرت بثلاث مراحل وهي مرحلة العصور القديمة ومرحلة الشرائع السماوية ومرحلة فلسفة الانوار في العصر الحديث.
وذهب الى ان القانون الدولي الانساني بأبعاده الحالية يمت بسبب وثيق الى كتاب المواطن السويسري الذي عنونه بـ»تذكار سولفريتو» والذي تناول فيه وصف احدى معارك نابليون بونابرت في عام 1850م، حيث هز هذا الكتاب وجدان العالم.
وذكر ان الكاتب دعا في نهاية كتابه الى وضع معاهدة تلزم الجيوش بتوفر الرعاية لجميع الجرحى من الجنود، فضلا عن دعوته ايضا الى انشاء جمعيات وطنية تقدم المساعدة للخدمات الطبية.
وقال: في عام 1864 تم عقد اجتماع بحضور 16 دولة تمخض عن عقد اتفاقية تكونت من 10 مواد تمثل اهم المبادئ التي قام عليها القانون الدولي الانساني الحديث.
واضاف: ثم توالت الاتفاقيات بما في ذلك اتفاقيات جينيف الاربع في عام 1949م والخاص بتحسين معاملة أسرى وجرحى ومرضى القات المسلحة وحماية المدنيين في اوقات الحروب، لتعقيبها اتفاقية لاهاي في عام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح.
وابان ان نطاق تطبيق القانون الدولي الانساني من حيث الزمان، انه يطبق منذ بداية النزاع المسلح ومن حيث النطاق المادي يطبق في حالة تأخذ وصف النزاع المسلح دوليا او غير دولي بما في ذلك حالات الاحتلال. 
ونوه بأن المستثنين من حماية القانون الدولي الانساني فئتان فقط هما المرتزقة والجواسيس، على ان يتمتعا رغم ذلك بالحدود الدنيا للمعاملة الانسانية.
وختم د. محمد النادي حديثه بالتأكيد على ان القانون الدولي الانساني جاء من اجل أنسنة الحرب وحماية الاشخاص والبيئة والاعيان والممتلكات الثقافية والدينية.

الحاجة للمعلومات مثل الطعام والمياه والعلاج 
وتطرقت السيدة يارا خواجة، مستشارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشؤون الإنسانية في قطر، إلى حماية الصحفيين والتغطية الإعلامية من منظور إنساني واستخدام المصطلحات القانونية، مشيرة إلى احتياج الناس للمعلومات بقدر احتياجهم للطعام، المياه، العلاج، المأوى، مستشهدة بمقولة الصحفية البريطانية كرستيان امانبور: «أنت تغطي قصة، أنت تحكي قصة، أنت تُحدد كيف يرى العالم القصة، عليك إذاً أن تفعل ذلك بطريقة صحيحة، عليك أن تعرف ما تفعله»، موضحة أن أخلاقيات المهنة الصحفية تقوم على عدم التحيز، حماية المصادر، التحقق من المعلومات حماية الخصوصية والمعطيات الشخصية وحماية الضحايا. 
وقالت مستشارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشؤون الإنسانية في قطر، إن دور الإعلام خلال النزاعات والكوارث يتمحور حول نقل الواقع ونشر المعلومة، المساهمة في صناعة الرأي العام، كشف الحقائق ومراقبة التجاوزات، مبينة الممارسات الخاطئة للإعلام خلال تغطية النزاعات والكوارث، والتي تتمثل في تحفيز الوصم والصور النمطية ضد فئة معينة عبر استعمال توصيف أو مفردات أو عبارات مشحونة أو ذات تعريف ضبابي لها أن تخلق بلبلة ومزيدا من العنف أو تعمق الوصم، ونشر معلومات غير دقيقة أو تزييف الحقائق.

أخبار متعلقة :