الدوحة - سيف الحموري - احتفت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، باليوم الدولي للتعليم تحت شعار:" التعليم مسؤولية الجميع"، وذلك من خلال فعاليات متنوعة أقيمت اليوم.
وتناولت الاحتفالية مناقشة القضايا التعليمية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في التعليم، وأهمية تشجيع الاستثمار في مجال الخدمات التعليمية، والحفاظ على القوة البشرية في ظل التسارع بعالم الأتمتة، وغيرها من الموضوعات المرتبطة بالشأن التعليمي.
من جانبه قال السيد عمر عبدالعزيز النعمة وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي:" إن اليوم الدولي للتعليم، الذي يتم الاحتفال به في 24 يناير من كل عام، يعد مناسبة عالمية مهمة تم اعتمادها لأول مرة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2018 لتسليط الضوء على أهمية التعليم في بناء المجتمعات، وتعزيز التقدم في جميع جوانب الحياة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
وأوضح النعمة خلال كلمته، أن اليوم الدولي للتعليم يأتي هذا العام تحت شعار:" التعليم مسؤولية الجميع"، كونه الحق الأساسي لكل فرد، والسبيل الذي من خلاله يمكن تحسين جودة الحياة، وتوسيع الآفاق، وتحقيق الطموحات، لافتا إلى أن هذا اليوم يذكر العالم أجمع، بأهمية إتاحة التعليم لجميع الأطفال والشباب، وضرورة القضاء على جميع التحديات التي تقف في طريقهم، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية.
وأضاف أن التعليم ليس فقط وسيلة لاكتساب المعرفة، بل هو أداة للتمكين، وبناء القدرات، وتعزيز القيم الإنسانية من التسامح والمساواة، مشيرا إلى أن التعليم يعزز فرص التنمية المستدامة، ويسهم بتعزيز السلام في المجتمعات، ويعد ركيزة أساسية لبناء اقتصاد قوي قادر على مواجهة التحديات العالمية وهو ما تسعى دولة قطر إلى تحقيقه من خلال رؤية 2030 .
وأشار إلى أن اليوم الدولي للتعليم يعد دعوة للجميع للعمل سويا من أجل توفير تعليم عادل وشامل ومتاح للجميع، موضحا أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل، والسبيل الأسمى لبناء عالم أفضل.
وقال وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي: إن موضوع اليوم الدولي للتعليم 2025 يأتي هذا العام للتركيز على قضية مهمة، وهي الذكاء الاصطناعي والحفاظ على القوة البشرية في ظل التسارع بعالم الأتمتة وتطبيقات AI، موضحا أن الوزارة تهدف من هذه الفعالية إلى تسليط الضوء على فرص الاستثمار في التعليم لتعزيز الهوية البشرية وترسيخ القيم الإنسانية واستشراف المستقبل سويا.
وبدورها، أكدت السيدة إيمان علي النعيمي، مدير إدارة مراكز الخدمات التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أهمية التعليم كركيزة أساسية للتنمية المستدامة ودوره في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مشيرة إلى أن مناسبة اليوم الدولي للتعليم تهدف إلى تسليط الضوء على التعليم ودوره المحوري في بناء المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة.
وقالت مدير إدارة مراكز الخدمات التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، خلال كلمتها: "إن شعار (التعليم مسؤولية الجميع) يعكس ضرورة تضافر الجهود لتوفير فرص تعليمية تلبي متطلبات المستقبل"، موضحة أن إدارة مراكز الخدمات التعليمية بقطاع شؤون التعليم الخاص تختص بكافة شؤون المراكز التعليمية والتدريبية ضمن اختصاصات محددة.
وأضافت أن مراكز الخدمات التعليمية تقدم خدماتها في ثمانية مجالات رئيسية تشمل دروس التقوية، التدريب التربوي، التدريب الإداري، تعليم الحاسب الآلي، تعليم وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة، الرياضيات الذهنية، تعليم اللغات، والفنون البصرية، مبينة أن عدد هذه المراكز بلغ 151 مركزا، منها 33 مركزا متخصصا في خدمات ذوي الإعاقة، حيث يتم تقديم أفضل الخدمات التعليمية الممكنة لهذه الفئة.
وشددت إيمان النعيمي على أهمية تشجيع الاستثمار في مجال الخدمات التعليمية، مشيرة إلى سعي الإدارة لجذب المستثمرين بشكل عام، والقطريين بشكل خاص، للاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
ولفتت إلى الدور الفعال لمراكز الخدمات التعليمية في دعم فرص التعليم المستمر، مؤكدة أن الإدارة تولي اهتماما خاصا لتشجيع مؤسسات التعليم على تقديم برامج تدريب قصيرة الأمد ونموذجية تتماشى مع احتياجات سوق العمل.
وعن اليوم الدولي للتعليم لعام 2025، قالت النعيمي:" إن هذه المناسبة تركز خلال هذا العام على الذكاء الاصطناعي ودوره في التعليم، مع الحفاظ على القوة البشرية في ظل تسارع الأتمتة، مستعرضة أهمية العمل المشترك لتأهيل الأفراد والمجتمعات للتفاعل مع التقدم التكنولوجي بما يحقق أهداف التنمية المستدامة".
من جانبه، قال السيد عبدالله سالم البكري، مدير الشراكات ببرنامج الفاخورة بمؤسسة التعليم فوق الجميع:" إن مشاريع المؤسسة تمتد حاليا في 53 دولة، وتضم ما يقارب 80 مشروعا تعليميا"، موضحا أن برامج المؤسسة متنوعة ويستهدف كل مشروع منها فئة معينة تهدف إلى تعزيز التعليم.
وتحدث مدير الشراكات ببرنامج الفاخورة بمؤسسة التعليم فوق الجميع عن برنامج "علم طفلا"، الذي يعد أكبر البرامج، والذي يعمل بالشراكة مع منظمات مختلفة لتحقيق تقدم جوهري بتوفير فرص للأطفال المتسربين من المدارس.
وقال البكري:" إن أسباب تسرب الأطفال من المدارس ترتبط بعوامل عديدة وهي: الفقر، الحواجز الثقافية، أو البيئات المتضررة من الصراعات، حيث تمكن البرنامج حتى الآن من الوصول إلى 12 مليون طفل حول العالم".
وتطرق إلى برنامج الفاخورة، الذي يهدف إلى تعزيز الحق في التعليم في الدول التي تعاني من النزاعات المسلحة، مع التركيز على اللاجئين والنازحين.
وتابع :" إن برنامج قطر للمنح الدراسية يوفر نموذجا شاملا للتعليم العالي، في ضوء سعيه المستمر إلى الاستفادة من إمكانات الشباب في المناطق الأكثر هشاشة"، مؤكدا أن العمل مستمر لتجهيز وتمكين المستفيدين بالمهارات اللازمة لتحقيق إمكاناتهم الكاملة والمساهمة في جهود التعافي بعد الصراع، سواء قرروا البقاء في المجتمعات المضيفة، أو الانتقال، أو العودة إلى أوطانهم.
إلى ذلك، قال السيد منتصر مرعي، مدير المبادرات الإعلامية بمعهد الجزيرة للإعلام، إن التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي يفرض تحديات خاصة في السياق العربي، مشيرا إلى أن أبرز هذه التحديات تتمثل بضعف المحتوى العربي الرقمي، حيث يشهد تراجعا على المستوى الكمي مقارنة بالأعوام السابقة.
وأضاف أن حجم المحتوى العربي يقدر حاليا بأقل من 0.5 بالمئة من إجمالي المحتوى الرقمي العالمي، وهو ما يعكس تأثير النمو الكبير في أحجام المحتوى باللغات الأخرى على مكانتنا الرقمية. وأشار مرعي إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات التعلم والتعليم، بما يخدم جميع أطراف العملية التعليمية من طلبة وأساتذة ومؤسسات.
وفيما يخص تحسين جودة التعلم، أوضح مرعي أن الذكاء الاصطناعي يمكنه قياس الفجوات التعليمية لدى الطلبة بدقة، وتقديم تدريبات مخصصة تلائم احتياجاتهم، لافتا إلى أن هذه التقنيات تساهم في تطوير استراتيجيات تقييم مبتكرة تسرع الأداء الدراسي وتوفر تغذية راجعة مستمرة، مؤكدا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي توفر استراتيجيات "التعليم التكيفي" التي تعدل المواد الدراسية وفق استعدادات الطلبة المختلفة، مما يساعدهم على تحقيق أداء أفضل.
وتضمنت الفعاليات التي أقيمت بمناسبة اليوم الدولي للتعليم، جلسة حوارية حول "الاستثمار في التعليم والحفاظ على القوة البشرية في عالم الذكاء الاصطناعي"، وعروضا مقدمة من مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، ومؤسسة "علم لأجل قطر" ومعهد الجزيرة للإعلام، بالإضافة إلى معرض مصاحب يبرز المبادرات التعليمية المبتكرة، وذلك بحضور عدد من الخبراء التربويين وأصحاب المراكز التدريبية وغيرهم.
وفي ختام الفعاليات، كرمت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي المشاركين اليوم، وذلك تقديرا لجهودهم الكبيرة التي يقدمونها في مجالات اختصاصاتهم المختلفة لرفد العملية التعليمية والتربوية وتقديم مبادرات تعليمية وحلول مبتكرة حول الذكاء الاصطناعي، ومواكبة آخر التطورات التكنولوجية.
أخبار متعلقة :