رئيس أرمينيا فاهاغن خاتشاتوريان: مشاريع مع قطر في التكنولوجيا المتقدمة

الدوحة - سيف الحموري - مشاركة أرمينيا ستكون قوية في النسخة القادمة من منتدى قطر الاقتصادي

Advertisements

النموذج القطري في مجال التنمية مثال جيد لبلدنا ونتطلع للتعلم من هذه التجربة

بلدانا قريبان جداً من بعضهما البعض من خلال الرحلات الجوية و«القطرية» تقدم خدمات ذات جودة عالية

تم إعفاء المواطنين القطريين من تأشيرة الدخول إلى أرمينيا

أعرب رئيس جمهورية أرمينيا، فخامة الرئيس فاهاغن خاتشاتوريان، عن رغبته في «إطلاق مشاريع مشتركة مع دولة قطر في مجالات التكنولوجيا المتقدمة»، ويمكن للشعب والشركات الأرمينية تعلم الكثير من التجربة القطرية والتحفيز من تجارب التنمية في دولة قطر. وفي مقابلة حصرية مع الزميلة بدار الشرق صحيفة البننسولا The Peninsula تحدث فخامة الرئيس فاهاغن خاتشاتوريان عن العلاقات الوثيقة القائمة بين دولة قطر وجمهورية أرمينيا، وقال: «لدينا إمكانات كبيرة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات بين أرمينيا وقطر. الآن نحن عازمون على تكثيف الجهود لتقوية هذه العلاقات وخاصة أن علاقاتنا الدبلوماسية بدأت فعليا في عام 1997».
وأضاف: هذه أول مرة يزور فيها دولة قطر. «ومن خلال الأيام الثلاثة التي قضيتها هنا، فإن تقييمي هو أن هناك إمكانات كبيرة لتعزيز التعاون الحالي بين قطر وأرمينيا في مختلف القطاعات سواء كان في مجالات التعليم والثقافة والزراعة أو التكنولوجيا المتقدمة أو الرعاية الصحية أو السياحة». وأضاف «علينا العمل والعمل بشكل مكثف لتوسيع التعاون في مختلف القطاعات ويمكننا النجاح».

اجتماعات رفيعة
وزار رئيس جمهورية أرمينيا، فخامة الرئيس فاهاغن خاتشاتوريان قطر لحضور منتدى قطر الاقتصادي الثالث 2023، بالتعاون مع بلومبيرغ. وأجرى خلال فترة إقامته العديد من اللقاءات كان أهمها الاجتماع الذي عقده مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على هامش انعقاد منتدى قطر الاقتصادي 2023م. وجرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون بين البلدين، وأوجه تطويرها وتنميتها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تبادل الآراء بشأن أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المنتدى. كما عقد اجتماعات مع من كبار المسؤولين الحكوميين في دولة قطر.

منتدى قطر الاقتصادي
وردا على سؤال حول منتدى قطر الاقتصادي، قال الرئيس إنه كان فرصة رائعة للقاء الأصدقاء القطريين وأشخاص من جميع أنحاء العالم «اكتشفنا طرقًا جديدة للتعاون وكانت أيضًا فرصة جيدة للتعريف ببلدنا أرمينيا وفرص الاستثمار والتعاون للعديد من الزملاء الذين جاءوا من مختلف بقاع العالم للمشاركة في هذا المنتدى». وأشاد الرئيس فاهاغن خاتشاتوريان بالتنظيم الناجح للمنتدى العالمي، وشكر سمو الأمير على الدعوة وكرم الضيافة. وقال: «في النسخة القادمة من منتدى قطر الاقتصادي، ستكون هناك مشاركة قوية لأرمينيا، حيث سنرسل المزيد من ممثلي قطاع الأعمال والشركات لإجراء اللقاءات والتفاعل مع ممثلي الشركات العالمية وصانعي السياسات. كما يوفر المنتدى فرصا للقيام بالكثير من الأعمال التي تتعلق بالكثير من مجالات التعاون وتحقيق المكاسب لمختلف الأطراف». وأضاف: «يعتبر النموذج القطري في مجال التنمية مثالا جيدا لبلدنا ونتطلع للتعلم من هذه التجربة».

قاعدة صلبة
وردا على سؤال آخر حول إطار عمل الاتفاقيات الموقعة بين أرمينيا وقطر، وفيما إذا كانت قد شكلت هذه الاتفاقات قاعدة صلبة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين؟ قال الرئيس: «في العام الماضي كان رئيس وزرائنا نيكول باشينيان هنا في قطر، في زيارة رسمية رفيعة المستوى. والتقى خلال زيارته مع سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبعدد من المسؤولين الحكوميين، ووقع خلال هذه الزيارة على العديد من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم، ونعمل الآن في هذا الإطار من أجل تعزيز التعاون الثنائي بين بلدينا».
وأضاف: «أريد أن أضيف عاملاً آخر مهمًا لزيادة تعزيز التعاون وهو حقيقة أن البلدين قريبان جدًا من بعضهما البعض من خلال الرحلات الجوية التي تستغرق ثلاث ساعات فقط وأن الخطوط الجوية القطرية تقدم خدمات ذات جودة عالية».

علاقات مستقبلية
وأضاف أنه خلال زيارة رئيس وزراء أرمينيا التي أشرت إليها، تقرر افتتاح سفارة دولة قطر في أرمينيا مما سيساعد بشكل أكبر في تحقيق جميع المشاريع التي تندرج في إطار الاتفاقيات الموقعة.
وتابع: «هناك عامل مهم آخر وهو لدينا ماضٍ تاريخي والذكريات الطيبة من هذا الماضي التاريخي تشكل رصيدا يعزز التقارب والتعاون بيننا. ونحن دول صديقة وهذا أمر جيد لنمو علاقاتنا المستقبلية».
وحول ما إذا كان البلدان يخططان لتوقيع المزيد من الاتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة في المستقبل القريب لتوسيع قاعدة التعاون الثنائي القائمة، قال رئيس جمهورية أرمينيا: «خلال زيارتي الحالية، عقدت اجتماعاً مع وزيرة التربية والتعليم. كما عقدت اجتماعا مع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتبادلنا الأفكار واتفقنا على أن هناك العديد من المجالات التي يمكن التعاون فيها، حيث يمكننا مساعدة بعضنا البعض والتعلم من تجارب بعضنا البعض خاصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والتعليم».
وقال: «ففي قطاع التعليم، ناقشنا أفكارًا لبرنامج التبادل في التعليم. هذه هي رؤيتي لتطوير العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة والتي نتمنى أن تتطور إلى اتفاقيات ومشاريع عمل في المستقبل».
وعندما طُلب منه التعليق على المستوى الحالي للتبادل التجاري بين البلدين والإمكانات المتاحة لتعزيز العلاقات التجارية مستقبلا، قال فخامة الرئيس فاهاغن خاتشاتوريان إن المستوى الحالي للتجارة الثنائية غير كافٍ «عندما نرى الأرقام، فهي منخفضة ولكن في رأيي يمكن لجمهورية أرمينيا أن تعزز التجارة مع قطر خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنتجات الزراعية من خلال توفير منتجات زراعية طازجة ذات جودة عالية منتجة في أرمينيا». مضيفا: «خلال إقامتي في قطر، تعرفت على المأكولات المحلية وأعتقد أنه يمكننا توفير المنتجات التي تستهلك بشكل كبير في قطر».

المنتجات الصناعية
وفقًا لرئيس جمهورية أرمينيا، هنالك إمكانات هائلة لاستيراد المنتجات الصناعية وخاصة المنسوجات الأرمينية ذات الجودة العالية «صناعة النسيج تتطور بسرعة في أرمينيا، وتجتذب هذه الاستثمارات رؤوس أموال ضخمة ومستثمرين محليين وأجانب وتتميز المنتجات بجودة عالية».
وأضاف: «عندما يتعلق الأمر بنقل البضائع، خاصة عن طريق النقل الجوي، فإن ذلك لن يجعل الأسعار مرتفعة للغاية مقارنة بالدول المستوردة الأخرى بسبب قرب المسافة بين البلدين».
ورداً على سؤال آخر حول آفاق الاستثمارات القطرية والفرص الاستثمارية التي يمكن أن يوفرها السوق الأرميني للمستثمر القطري، قال إنه موضوع مهم للغاية «خلال زيارتي، كان هذا الموضوع محورا للاهتمام ولاستكشاف طرق تمكننا من الاستفادة من الإمكانات القطرية للاستثمار في أرمينيا».

جذب المستثمرين
وأشار إلى أن أرمينيا مكان جذاب للمستثمرين بسبب السياسة الاقتصادية للدولة والسياسة الضريبية والأمن وما إلى ذلك «هناك أيضًا عوامل أخرى مثل الطقس ومعرفة اللغة وثقافة المجتمع الأرميني المضيافة والتي تتميز بموقف إيجابي تجاه الاستثمارات الأجنبية».
وقال فخامة الرئيس فاهاغن خاتشاتوريان: إن هناك فرصًا مربحة للمستثمرين من قطر خاصة في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة وقطاع العقارات، وكذلك قطاع الضيافة والأعمال الفندقية.
وعن الحاجة إلى المزيد من تسليط الضوء على الضمانات القانونية للاستثمارات الأجنبية، قال رئيس جمهورية أرمينيا، إن حكومة أرمينيا أدخلت عددًا من الإصلاحات الضرورية في القوانين ذات الصلة لتسهيل الاستثمارات الأجنبية وضمان عدم مواجهتهم أي عقبات. وأضاف «لدينا وكالة استثمار تعمل على مبدأ  «النافذة الواحدة» ويمكن للمستثمرين التواصل مع الوكالة مما يساعدهم في التغلب على جميع المشكلات التي يمكن أن تواجههم».

البنية التحتية
وأضاف: «نحن كحكومة ندرك أنه من خلال الاستثمارات يمكن لبلدنا أن ينمو، وفي السنوات الماضية زادت الاستثمارات الأجنبية في أرمينيا عشرات المرات. ونقوم أيضًا بتطوير البنية التحتية للبلد، وخاصة شبكة الطرق لتسهيل العمل للمستثمرين الأجانب. مشروع الطريق الرابط بين الشمال والجنوب، يبلغ طوله 700 كيلومتر، ويربط إيران من جانب وجورجيا من الجانب الآخر. ويشارك في المشروع العديد من الشركات الأجنبية من إيران وفرنسا وإسبانيا ودول أخرى». وقال إن بناء وإعادة تأهيل مشاريع البنية التحتية الأخرى المتعلقة بإمدادات المياه وخزانات المياه تجري وفق الخطط المرسومة.
وحول دور قطاع السياحة في التقريب بين البلدين، قال فخامة الرئيس إنه بموجب اتفاقية تم توقيعها بين أرمينيا وقطر، تم إعفاء المواطنين القطريين من تأشيرة الدخول إلى أرمينيا.
تستقطب أرمينيا السياح من جميع أنحاء العالم بما في ذلك قطر ودول مجلس التعاون الخليجي. في العام الماضي، زار أرمينيا أكثر من 1.5 مليون سائح، حيث تعد السياحة قطاعًا حيويا هامًا بالنسبة لنا. هذا قطاع استثمر فيه الكثير بما في ذلك الاستثمارات الخاصة والحكومية». وقال إن الدولة تدعم القطاع الخاص من خلال منح قروض خاصة وإعانات «يمكن للمرء أن يرى على الأرض التغييرات التي تحدثها هذه التدابير الضخمة».

التراث الثقافي
وأشار إلى أن التراث الثقافي والتاريخي لأرمينيا عامل جذب خاص للزوار «كل خطوة في بلدنا بها آثار مثيرة للاهتمام، ومواقع أثرية قديمة يمكن للزوار الأجانب رؤيتها».
وفي حديثه عن الآفاق المستقبلية لتعزيز العلاقات الثنائية والمجالات ذات الأولوية لتعزيز التعاون القائم، قال إنه يرغب في إطلاق مشاريع مشتركة مع قطر في مجال التكنولوجيا المتقدمة، مضيفا «نحتاج لتعزيز العلاقات الثنائية إلى المزيد من التفاعل والتواصل على المستويات الحكومية ورجال الأعمال والأفراد، وهذا الأمر سيخلق بيئة لتحقيق النتائج المرجوة لتعزيز التعاون بين البلدين». وأضاف: «كما أطلب من الشعب الأرميني زيارة قطر للتعرف على تطورها وبنيتها التحتية التي تعد مثالًا جيدًا لنا نتعلم منه، ويشكل حافزا لأنه نموذج يحتذى».
وحول دور المجتمعات الأرمينية المنتشرة في العديد من البلدان في تعزيز التعاون الثنائي ومن ثم التنمية الوطنية، أشاد الرئيس الأرميني، بمواطنيه الأرمن الذين يعيشون في الخارج وبدورهم في تعزيز علاقات البلاد مع مختلف البلدان.
وقال: إنهم يلعبون دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات مع مختلف البلدان بما في ذلك قطر ودول مجلس التعاون الخليجي. فتكاد لا توجد عائلة في أرمينيا ليس لها أقارب يعيشون خارج أرمينيا. لقد كان دور المغتربين مهمًا جدًا في السنوات الأخيرة في زيادة الاستثمارات في البلاد، كما أنهم يرسلون التحويلات التي تعد جزءًا مهمًا من اقتصادنا».

علاقات دبلوماسية وزيارات رسمية
تتمتع دولة قطر بعلاقات ودية مع أرمينيا، حيث أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1997م. وفي عام 2019، افتتحت أرمينيا سفارتها في الدوحة، بينما قدم سفير قطر لدى أرمينيا غير المقيم أوراق اعتماده إلى رئيس جمهورية أرمينيا في أبريل 2019. 
وتشهد علاقة البلدين تطورا منذ إنشائها، بفضل تبادل العديد من الزيارات الرسمية لكبار المسؤولين من الجانبين. قام مؤخراً رئيس جمهورية أرمينيا فخامة فاهاغن خاتشاتوريان بزيارة قطر لحضور النسخة الثالثة من منتدى قطر الاقتصادي 2023، بالتعاون مع بلومبيرغ. كما التقى فخامة الرئيس الأرميني مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على هامش منتدى قطر الاقتصادي 2023. وبحث الجانبان خلال اللقاء سبل التعاون بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المنتدى. ومن المتوقع أن تساهم زيارة الرئيس فاهاغن خاتشاتوريان في تعزيز علاقات البلدين ونقلها إلى آفاق جديدة خاصة في مجالات التجارة والاستثمار وتكنولوجيا المعلومات. وسبق أن وقعت دولة قطر وأرمينيا 7 اتفاقيات و4 مذكرات للتعاون في مختلف المجالات، شملت التجارة والزراعة والتعليم والعلوم والرعاية الصحية والثقافة، وغيرها. ويقيم في دولة قطر نحو 600 من أفراد الجالية الأرمينية الذين يعملون في قطاعات مختلفة والعديد من كبار الموظفين الذين يشاركون في مختلف الفعاليات التي استضافتها قطر مثل المعرض الزراعي AgriteQ، ومنتدى الدوحة، القمة العالمية للابتكار في التعليم (WISE)، مؤتمر قطر لتكنولوجيا المعلومات ومعرض (كيتكوم) وغيرها. 
كما تقوم الخطوط الجوية القطرية بتنظيم رحلات مباشرة بين الدوحة والعاصمة الأرمينية يريفان. وساهمت هذه الرحلات في زيادة تدفق عدد السياح من قطر إلى أرمينيا، في ظل التسهيلات التي تقدمها الحكومة الأرمينية مثل إعفاء المواطنين القطريين من تأشيرات الدخول.

أخبار متعلقة :