الدوحة - سيف الحموري - شاركت دولة قطر في منتدى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط في دورته الـ20، الذي تستضيفه العاصمة الكورية سول، تحت عنوان «كوريا والشرق الأوسط: الماضي والحاضر والمسارات المستقبلية». مثل دولة قطر في المنتدى سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزيرة الدولة للتعاون الدولي، كما شارك فيه سعادة الدكتور عبدالعزيز بن محمد الحر مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية. ولفتت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي، في كلمة أمام المنتدى، إلى أن انعقاده يأتي في لحظة حرجة تتسم بتزايد التحديات العالمية والتحولات السريعة في الديناميكيات الإقليمية والدولية، مشيرة إلى أن منطقة الشرق الأوسط، على وجه الخصوص، تواصل تحمل الأزمات الإنسانية والسياسية الحادة، بما في ذلك فلسطين ولبنان والسودان. وقالت سعادتها: إن هذه الأزمات تتجاوز الحدود، وتؤثر على الاستقرار الإقليمي والعالمي على حد سواء، وفي الوقت ذاته تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تعزيز الحوار والتعاون والعمل الحاسم، وتوطيد الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة من أجل الصالح العام.
وأعربت سعادتها عن تقدير دولة قطر لهذا المنتدى باعتباره جسرا حيويا -على مدى عقدين من الحوار والتعاون الهادفين- بين الشرق الأوسط وجمهورية كوريا، مع التركيز على التعاون وبناء الشراكات في المجالات الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية والثقافية.
وأشارت إلى أن المنتدى أصبح على مر السنوات منصة أساسية لتعزيز العلاقات، مثنية في هذا الصدد على التوقيع المبدئي على اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما أوضحت أنها تمثل نقطة تحول رئيسية في المسيرة نحو تكامل اقتصادي أعمق ونمو مشترك بين المنطقتين. وأضافت: «يمكننا معا دعم الابتكار والاستثمار في الاستدامة وتعزيز السلام والازدهار لشعوبنا وللعالم أجمع».
وأكدت وزيرة الدولة للتعاون الدولي أن سياسة قطر الخارجية تقوم على أسس راسخة من القانون والتعاون الدوليين، لافتة إلى التزام دولة قطر بمبادئ الوساطة والحوار من أجل التوصل إلى حلول سلمية، والنهوض بالتنمية المستدامة، وتعزيز حقوق الأقليات.
وتابعت: «إن جهودنا الإنسانية واسعة النطاق تشمل تقديم المساعدات الحيوية في مناطق النزاع ومعالجة مواطن الضعف طويلة الأمد في المناطق المتضررة من حالات الطوارئ المعقدة، ونحن نؤمن بأن التحديات العالمية تتطلب حلولا جماعية، وقطر على استعداد دائم للمساهمة في هذه المهمة المشتركة».
ودعت في ختام كلمتها إلى جعل هذا التجمع مثالا على قوة الحوار والتعاون، مشيرة إلى إمكانية تحويل التحديات إلى فرص، وبناء مستقبل يتسم بالمرونة والشمولية والنجاح المشترك للجميع.
يذكر أن منتدى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط يعد منصة سنوية أطلقت للمرة الأولى في العام 2003، وتتناوب جمهورية كوريا ودول الشرق الأوسط في استضافة دورته السنوية التي تشارك فيها شخصيات بارزة من القطاعين العام والخاص لتعزيز علاقات الجانبين في كل المجالات.
يناقش المنتدى في دورته الحالية موضوعات مهمة خلال ثلاث جلسات رئيسية: «التعاون بين كوريا والشرق الأوسط في زمن عدم اليقين»، «التقنيات الناشئة: مجالات جديدة للتعاون بين كوريا والشرق الأوسط»، «كوريا والشرق الأوسط نحو تعزيز التبادلات التعليمية والثقافية والبشرية».
أخبار متعلقة :