الدوحة - سيف الحموري - أطلقت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، أمس، أسبوع الذكاء الاصطناعي 2024، احتفاءً بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيس الواحة، وهي الفعالية التي تستمر حتى الخميس المقبل، بمشاركة عدد من المؤسسات والشركات، إضافة إلى نخبة من أهم خبراء الذكاء الاصطناعي، والمبتكرين، والأكاديميين.
ويغطي برنامج أسبوع قطر للذكاء الاصطناعي أربع قضايا مُحددة وهي: مستقبل الذكاء الاصطناعي، والنموذج الأساسي للذكاء الاصطناعي وتقنياته، والذكاء الاصطناعي في التطبيقات التكنولوجية، والذكاء الاصطناعي في مجال الاستدامة، وكشفت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا عن خطة مستقبلية لجذب شركات جديدة.
وأكَدت سعادة السيدة ريم محمد المنصوري، الوكيل المساعد لشؤون الصناعة الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن موضوع الذكاء الاصطناعي لا يشكل مستقبل قطر فحسب، بل يعيد أيضًا تعريف ما هو ممكن للإنسانية، وقالت: حاليا نغوص مرة أخرى في محيط مجهول وهو محيط الذكاء الاصطناعي ومثل أسلافنا، لا يمكننا التنبؤ بما يكمن تحت الأرض، لكننا نعلم أن الإمكانات غير عادية وكما بنى لآلئ الماضي أسس الاقتصاد القطري، فإن الإنجازات التي نحققها في مجال الذكاء الاصطناعي اليوم ستحدد مستقبل بلدنا ومكانته في العالم.
وأكدت أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جديدة فقط ولكنه قوة للتحول وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي، أي أكثر من الناتج المحلي الإجمالي للصين والهند مجتمعتين اليوم لكن ما يجعل الذكاء الاصطناعي مميزًا ليس الأرقام فحسب، بل الطريقة التي يضخم بها الإمكانات البشرية.
وأضافت أن الحكومة خصصت مبلغ 9 مليارات ريال لتطوير برامج التكنولوجيا والابتكار، ووضع الذكاء الاصطناعي في قلب نمونا الحضري والاقتصادي ومن خلال استراتيجيتنا الوطنية للذكاء الاصطناعي، نقوم بدمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الأساسية مثل إدارة حركة المرور، وتحسين الطاقة، والسلامة العامة، وهذه الجهود لا تجعل مدننا أكثر ذكاءً فحسب بل إنها تجعلها أكثر ملاءمة للعيش واستدامة لكل مقيم.
ولفتت إلى أن من الأمثلة الساطعة على تطور قطر في هذا الإطار نجد نموذج اللغة العربية الكبير للذكاء الاصطناعي، ونموذج الفنار العربي للذكاء الاصطناعي كما تم تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي المتقدم هذا بالتعاون مع معهد قطر لبحوث الحوسبة، وتم تدريبه على أكثر من 300 مليار كلمة عربية فهو يضمن ازدهار اللغة العربية في العصر الرقمي، مما يتيح تجارب رقمية أكثر تخصيصًا وشمولاً.
حمد الهاجري: «سنونو» تلتزم بتطوير التقنيات المتقدمة
أعرب حمد الهاجري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سنونو، عن سعادته بالتواجد والمشاركة في أسبوع الذكاء الاصطناعي، الذي تنظمه واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، مشيراً إلى الحضور الكبير لرواد الأعمال والمشاريع الناشئة في الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى أصحاب المهارات من داخل وخارج قطر. وقال الهاجري: أعتقد أنها المرة الأولى التي نرى فيها هذا التجمع الكبير من المختصين بالذكاء الاصطناعي.
وأضاف: شركة سنونو، ليست شركة توصيل، بل شركة ذكاء اصطناعي، ومعظم المحركات التي تعمل في شركة سنونو قائمة على الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، برنامج التوصيات التي تقترح المنتجات للعملاء، فقد تم بناؤها عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل دولة قطر، وكذلك الخوارزميات التي تختار السائق الأفضل والأقل كلفة والاسرع مساراً، فيتم الاختيار ايضاً بواسطة الذكاء الاصطناعي الذي تم بناؤه في دولة قطر.
وأكد الهاجري على التزام سنونو بشكل دائم بتطوير التقنيات المتقدمة، انطلاقاً من كونها ميزة تنافسية لأي شركة في أي قطاع، سواء اللوجستي أو الاعلام أو غيرهما من القطاعات. منوهاً بحرص سنونو على نقل المعرفة من الخارج إلى دولة قطر، وتنميتها وجعلها أيقونة الشرق الأوسط على المستوى التقني.
حمد القاسمي: توفير بيئة جاذبة للمستثمرين ورواد الأعمال
قال حمد القاسمي، مدير صناعي لتقنية المعلومات والاتصالات في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا: نحتفل اليوم بمرور 15 عاما على تأسيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وهذا العام نركز في احتفالنا على الذكاء الاصطناعي، في ظل اهتمام واسع من مختلف الدول بالذكاء الاصطناعي، ففضلنا هذا العام تنظيم اسبوع الذكاء الاصطناعي، لنفتح المجال للشركات المتواجدة في قطر والوزارات والشركات من خارج قطر للمشاركة.
وأضاف: تتضمن الفعالية عددا من ورش العمل والبرامج، للتعريف بها من خلال اسبوع الذكاء الاصطناعي، كما تتضمن برامج مخصصة للأطفال، لتعريفهم بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى برامج موجهة للطلاب، وكذلك للشركات الناشئة.
وأكد أن الشركات المشاركة في اسبوع الذكاء الاصطناعي من أبرز الشركات، من بينها شركة شل، واكسون، وعدد من الشركات من داخل قطر وخارجها، وأن هناك شركات من الصين.
وأشار إلى أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا حريصة على الاستثمار في نطاقات التكنولوجيا، سواء الذكاء الاصطناعي أو القيادة الذاتية أو غيرهما من أوجه الاستثمار، وذلك منذ تأسيسها، حيث دعمت الكثير من البرامج، سواء الاستثمارية مع الشركات، أو برامج الدعم للشركات القطرية، أو البرامج التعليمية الموجهة للأشخاص الراغبين في الدخول إلى هذا المجال، فالواحة تمثل بيئة جاذبة للمستثمرين ورواد الأعمال والشركات الكبيرة الراغبة في الاستثمار بمجال البحوث ودعم المشاريع.
وكشف القاسمي عن خطة مستقبلية لجذب شركات جديدة لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وجعل الواحة بيئة خصبة وبصورة أكبر للشركات الخارجية للتعاون مع الشركات المحلية، لنشر الوعي بصورة أكبر، وتحقيق الاستفادة بنقل الخبرات.
مشروع لتسهيل التواصل بين المحامين والعملاء
أكد خالد قطبة، نائب رئيس مشروع “ناصح” وهي احدى شركات ريادة الاعمال خلال وجودهم لعرض مشروعهم المبتكر على هامش اسبوع قطر للذكاء الاصطناعى أن المشروع يهدف إلى تسهيل التواصل بين المحامين والعملاء، وتقديم استشارات قانونية بجودة عالية. وأوضح أن “ناصح” جاء استجابة لحاجة ملحّة في السوق القانونية لتوفير منصة ذكية تسهّل على العملاء الوصول إلى المحامين المتخصصين في شتى المجالات القانونية. وأضاف قائلاً: فكرتنا الأساسية هي إنشاء جسر بين المحامي والعميل من خلال التكنولوجيا، بحيث يتمكن الجميع من الحصول على استشارات قانونية بشكل ميسر وسريع. وأشار نائب رئيس المشروع إلى أن “ناصح” يقدم خدمات شاملة تهدف إلى تمكين المحامين من تنظيم مواعيدهم وتحسين تواصلهم مع عملائهم، مما يساعدهم على تقديم خدمة أكثر كفاءة. كما تتيح المنصة للعملاء فرصة الوصول إلى أفضل المحامين المتخصصين، مع إمكانية تقييم التجربة لضمان الجودة والشفافية.
وأكد قطبة أن إطلاق التطبيق بشكل رسمي قريبا حيث سيضم أكثر من 20 مكتب محاماة في المرحلة الأولى ومن ثم سيتم زيادة عدد المكاتب في المراحل الأخرى.
د. جاك لاو: ترسيخ مركزية الدور الريادي القطري
قال الدكتور جاك لاو، رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا إن تنظيم أسبوع الذكاء الاصطناعي 2024 بواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا يأتي في إطار التزامنا الراسخ بتعزيز منظومة التكنولوجيا المحلية، وترسيخ دور قطر بصفتها مركزا رئيسيا للابتكار والتطوير التكنولوجي على مستوى المنطقة والعالم.
وأوضح أن هذه النسخة الأولى من أسبوع الذكاء الاصطناعي تأتي تزامنا مع الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، كما أنه يتماشى مع جهودنا المستمرة لدعم النتائج الوطنية الاستراتيجية لدولة قطر على النحو المنصوص عليه في رؤية قطر الوطنية، واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، والأجندة الرقمية 2030 والعمل على تعزيز الاقتصاد الرقمي في قطر.
وأشار إلى أنه خلال الأيام القليلة المقبلة سنستكشف الجوانب المختلفة للذكاء الاصطناعي وهو مجال قريب جدًا من قلوبنا والذي نواصل تطويره من خلال برامجنا وجهودنا العديدة.
وتابع إن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تنتقل إلى حقبة جديدة من التطوير فقد ضمت هذا العام سبعة من أكبر مزودي خدمات الذكاء الاصطناعي الذين هم في طليعة الذكاء الاصطناعي وقاموا بتطوير تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، أما بالنسبة للشركات الناشئة، فقد استفادت أكثر من 40 شركة من النظام البيئي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، حيث عملت على إيجاد حلول مبتكرة أحدثت ضجة في مختلف الصناعات في قطر وخارجها.
أخبار متعلقة :