الدوحة - سيف الحموري - تنطلق، الخميس المقبل، فعاليات الغرة للآداب والفنون، والتي تنظمها مؤسسة قطر في الفترة من 28 نوفمبر الحالي حتى 2 ديسمبر المقبل، مع برنامج حافل بالفعاليات والعروض إضافة إلى المسابقات التي تم تنظيمها، وشاركت فيها عدد من مدارس الدولة، احياءً للتراث الثقافي والفني للحضارات العربية والإسلامية، لتمثل «الغرة» منصة تعليمية وترفيهية متكاملة.
وأوضح مسؤولون ومشاركون من مؤسسة قطر لـ «العرب» أن الغرة تمثل ملتقَى يصلح لجميع الأجيال، من النشء إلى كبار القدر، حيث تتنوع النشاطات بها من ورش عملٍ تُثري المواهب والمعرفة، في الخطّ العربيّ، والحِرَف اليدويّة؛ وأنشطةٌ ترفيهيّةٌ للنشء، ومنصّة مواهب ستُعرض فيها مواهب النشء من المدارس القطريّة، ومسيراتٌ يوميّةٌ بها يتعرّف الجمهور على ثقافات شعوب كثيرةٍ حول العالم، وأنشطةً تفاعليّةً تخصّ ثقافات الشعوب، وأمسياتٍ نغميّةٍ تُعرض فيها كلّ الآراء، من النغم الأصيل، تراثيّاً ومعاصراً.
وقالت هند الذوادي، مدير مشروع الغرة لـ «العرب»: فعالية «الغرة» للآداب والفنون هي احتفال ثقافي وفني متكامل، يجسد التزام مؤسسة قطر بإحياء الإرث الثقافي والفني للحضارات العربية والإسلامية، وقد تم اختيار اسم «الغرة»، الذي يعني بداية الشيء، ليعكس رؤيتنا بأن تكون هذه الفعالية نقطة انطلاق لإعادة تسليط الضوء على الثقافة العربية والإسلامية، واستكشاف جمالياتها عبر الأجيال.
وأضافت: الفعالية تنطلق بحديقة الأكسجين، في المدينة التعليمية، من الساعة 5 مساءً إلى 10 مساءً يوميًا.
وإنها ليست مجرد احتفال، بل منصة تعليمية وترفيهية متكاملة تُتيح للزوار فرصة استكشاف الإرث الثقافي والفني من خلال أنشطة غنية ومتنوعة، مصممة لتناسب جميع أفراد العائلة.
وأشارت إلى أن الأنشطة الرئيسية، التي يستضيفها المسرح الرئيسي، تتضمن عرض مسرحيات كلاسيكية بارزة منها: «ألف ليلة وليلة»، إنتاج دانة الفردان، التي تُبرز الحكايات الأسطورية للثقافة العربية، و»الفيل يا ملك الزمان»، من بطولة الفنان القدير جمال سليمان، وهي مسرحية تحمل إرثًا أدبيًا وفنيًا على مدى ثلاثة عقود، وعروضا موسيقية مميزة بالتعاون مع اوركسترا قطر الفلهارمونية وفرقة «صدى الإبداع»، بمشاركة الفنان مصطفى سعيد، إضافة إلى الاحتفاء بالسنة الثقافية مع المغرب من خلال عروض تمزج بين الفن القطري والمغربي.
ونوهت إلى أن مسرح المواهب، يستضيف تقديم مواهب من المجتمع المحلي، إلى جانب عروض ثقافية من دول متنوعة مثل الصين، الهند، والعراق، ورواية قصص من التراث، يقدمها شخصيات بارزة مثل سامية جهين، إبراهيم البشري، وروي كاسندرا، ومشاركة المدارس بعروض مسرحية تعكس القيم والتقاليد المستوحاة من الأدب العربي والإسلامي.
وحول ورش العمل التفاعلية، التي تتضمنها الغرة، قالت: تتضمن الفعالية ورشة صناعة علامات الكتب المستوحاة من فن المخطوطات التقليدي، وورشا للخط العربي التقليدي والفنون التفاعلية التي تمنح الزوار فرصة للتعبير عن أنفسهم والإبداع.
وأضافت: كما تتضمن الغرة تجارب الطهي والفعاليات الثقافية، بتجارب تذوق مستوحاة من المأكولات التي وردت في كتاب «ألف ليلة وليلة»، مثل أطباق من إيران، العراق، الهند، والصين، إضافة إلى حفلات شاي تمثل التراث الثقافي لحضارات مختلفة، مثل اليابان، تركيا، المغرب، والهند.
وأضافت: كما تستضيف الغرة محاضرات متخصصة، مثل جلسات حول علوم القرآن، تُعقد بالتعاون مع دار المخطوطات في مكتبة قطر الوطنية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والأساتذة المتخصصين.
وأردفت الذوادي: أما المسابقات، فتم تنظيم مسابقتين، الأولى مسابقة الإلقاء الشعري، بالتعاون مع وزارة الثقافة، وتضمنت فئات للشعر النبطي والفصيح، وشارك المتسابقون بإلقاء قصائد مختارة، بما في ذلك المعلقات، مما يعزز جمال الإيقاع الشعري العربي، ومنحت المسابقة الفائزين فرصة للأداء في الفعالية الرئيسية، مما يعزز مكانة الشعر في المشهد الثقافي.
وأوضحت أن المسابقة الثانية، وهي مسابقة المسرح المدرسي، هدفت إلى تعزيز مهارات الطلاب في السرد، التمثيل، والتحدث أمام الجمهور من خلال عروض مستوحاة من الأدب العربي والإسلامي، وشملت العروض قصصًا مثل «الفرسان الثلاثة والكنز» و»الرجل الذي صار غنيًا من خلال حلم»، وتم اختيار أفضل أربعة عروض للأداء خلال الفعالية الرئيسية، مع منح جوائز مالية لدعم برامج المسرح المدرسي وشهادات تقدير.
وأشارت إلى الدور المحوري الذي يلعبه التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، من خلال عدد من المبادرات، مثل مسابقات الأداء المسرحي وإلقاء الشعر لتعزيز ارتباط الطلاب بالإرث الثقافي العربي والإسلامي، والأمسية الموسيقية الشتوية «ذكرياتنا»: حفل غنائي يضم جوقات مدارس مؤسسة قطر واوركسترا قطر الفلهارمونية، إضافة إلى تسليط الضوء على الأغاني الشعبية والوطنية التي شكلت جزءًا من التراث الثقافي، ومشاركة الطلاب في تقديم عروض فردية وجماعية تُبرز التنوع والوحدة الثقافية.
شكر الرعاة والداعمين
وتقدمت الذوادي بالشكر للشركاء والداعمين، منوهة إلى أن الفعالية تنظم بدعم من صندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية (دعم)، والشركاء الاستراتيجيين وزارة الثقافة، ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، واوركسترا قطر الفلهارمونية، والشريك الإعلامي: تلفزيون قطر، مؤكدة على أن فعالية «الغرة» ليست مجرد حدث ثقافي، بل رحلة استكشاف تعزز الهوية الثقافية والترابط الاجتماعي، داعية الجميع لحضور هذه التجربة الفريدة والاستمتاع بأنشطتها المتنوعة، والمبادرة بحجز التذاكر المتوافرة عبر الموقع الإلكتروني للمدينة التعليمية https://educationcity.qa/ar/al-ghorrah/buy-tickets
ورش عمل تثري المواهب
وقال مصطفى سعيد - موسيقيٌّ وباحثٌ في مؤسّسة قطر: الغرّة للآداب والفنون: ملتقَىً يصلح لجميع الأجيال، من النشء إلى كبار القدر، بالغرّة تنوّعٌ في النشاط، فبها ورش عملٍ تُثري المواهب والمعرفة، في الخطّ العربيّ، والحِرَف اليدويّة؛ وبها أنشطةٌ ترفيهيّةٌ للنشء، كالحكايات والموادّ التفاعليّة مثل بيت جحا (المتاهة)، ومنصّة مواهب ستُعرض فيها مواهب النشء من المدارس القطريّة.
وأضاف: بالغرّة للآداب والفنون مسيراتٌ يوميّةٌ بها يتعرّف الجمهور على ثقافات شعوب كثيرةٍ حول العالم، من ملبسها إلى عروضها الحركيّة إلى نغمها وشِعرِها وآدابها. بها أيضاً أنشطةً تفاعليّةً تخصّ ثقافات الشعوب، من طعامٍ إلى أعمال يدويّةً، وصولاً إلى تنوّعٍ في النشاط الأدبيّ والفكريّ في سائر مناحي العلوم والفنون.
وتابع سعيد: بالغرّة للآداب والفنون، كلّ يومٍ، أمسياتٍ نغميّةٍ تُعرض فيها كلّ الآراء، من النغم الأصيل، تراثيّاً ومعاصراً، إلى النغم المتثاقف مع حضارات أُخرى، والمحصّلة أنّها ملتقَىً يصلح أن يفرّغ المرء فيها نفسه من الصباح إلى الليل، فتنعم الأسرة، بكلّ أجيالها، بهذا التعدّد في الأنشطة وغزارة العلم والثقافة والترويح عن النفس.
وعن مشاركة مجموعة أصيل للموسيقى العربيّة المعاصرة، قال: نشارك بعملٍ يُعرض لأوّل مرّةٍ بكامل أعضاء «مجموعة أصيل»، وهو (زُوّارُ المَقام)، حيث نعرض وصلته الأولى من السهگاه (تُكتَب أحياناً سيكاه على نطقها الشائع)، وتأسّست المجموعة عام 2003، وغرضها استمرار الحضارة العربيّة الإسلاميّة بتطوّر النغم من الداخل، تطوّراً أصيلاً دون استيراد، وقد شاركت المجموعة في ملتقيات دوليّةً عديدةً في أكثر من 15 دولةً حول العالم، ونالت الأعمال الّتي أُلِّفَتْ لتؤدّيها العديد من الجوائز الدوليّة.
وأوضح أن رحلة مقامٍ في ثمانية قرون، تعد ثمرة بحثٍ علميٍّ في المخطوطات العربيّة، منذ بداية التدوين النغميّ العربيّ الواضح في القرن السابع الهجريّ. وصلتان من مختاراتٍ من هذه المدوّنات، الّتي تعيد الأُذُن العربيّة في زماننا هذا اكتشافها.