وزارة التربية والتعليم تدشن مشروع "قيمي ترسم هويتي" 2024 - 2027

الدوحة - سيف الحموري -  دشنت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي مشروع "قيمي ترسم هويتي" والذي يستمر لمدة ثلاث سنوات من 2024 حتى 2027.
يهدف المشروع الذي حضرت حفل تدشينه بشكله الجديد السيدة مها الرويلي، وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية، لاستكمال الخطط والبرامج التي بدأت عام 2021 بإشراف إدارة المدارس ورياض الأطفال في قطاع التعليم الخاص بالوزارة ، من أجل تعزيز القيم التربوية وترسيخها لدى الطلبة، من خلال حملات وأنشطة مدرسية متكاملة.
ويتميز المشروع في هذه المرحلة بتقديم موارد تربوية متخصصة لدعم المعلمين والطلاب ومساعدتهم في تبني القيم وتطبيقها في حياتهم اليومية، سعيا إلى تعزيز التربية الشاملة للأبناء الطلبة، وتعزيز الهوية الوطنية والثقافة القطرية في المدراس ورياض الأطفال الخاصة، وتمكين الطلاب من فهم القيم كأدوات عملية لمواجهة التحديات اليومية، وتوفير فرص لتطوير مهارات التواصل، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات لدى الطلاب.
وقال السيد عمر النعمة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في كلمته بهذه المناسبة، إن هذا المشروع الذي تطلقه الوزارة بالشراكة مع عدة جهات ومؤسسات وطنية "يأتي في وقت نشهد فيه تحديات كبيرة على مستوى الهوية والانتماء، ما يجعل من غرس القيم المحلية والتأكيد عليها أمرا ضروريا ، لتحقيق التوازن بين الحفاظ على تقاليدنا ومواكبة التطورات العالمية".
من جانبها، أكدت الدكتورة رانية محمد، مدير إدارة المدارس ورياض الأطفال الخاصة، إن الإدارة، وبالتعاون مع مركز "تربية رواد الغد" وهو أحد مراكز الخدمات التعليمية بالوزارة، وحرصا على إخراج هذا المشروع في نسخته الرابعة بحلة جديدة ومختلفة في المحتوى وآلية التنفيذ وبمنهجية فريدة، ارتكزت على الانطلاق من المرجعيات الإسلامية والوطنية في إعداد مبادرات المشروع، والارتكاز على العلم في تحديد التحديات التربوية، والتي تختلف في مضمونها وأهدافها، وتشمل مبادرة أصيل، وتهدف لتعزيز الهوية الإسلامية والوطنية، ومبادرة فطرة، وهدفها تعزيز الفطرة السليمة في نفوس الطلاب والطالبات، ومبادرة إخاء، وتهدف للتوعية وكيفية التعامل مع ظاهرة التنمر، وكذا مبادرة نفسي أمانة للتوعية بشأن مدمرات الجسد وكيفية الوقاية منها، بالإضافة إلى مبادرة الإبحار الآمن، والتي تتصدى لمشكلات الرقمنة، وتهدف لتوعية الطلبة لاستخدام آمن لها.
وأضافت أن الوزارة حرصت على أن يتناسب محتوى المبادرات مع المراحل العمرية للطلبة، بمؤشرات سلوكية مختلفة، وباستخدام اللغة العربية واللغة الإنجليزية.
ومن جانبه أشار الدكتور شوكت طلافحة، المدير التنفيذي لمركز "تربية" إلى أن العالم يمر بتحديات قيمية كبرى، تجاوزت في كثير منها حد الخيال والمتوقع، لافتا إلى أن بعض المظاهر والظواهر أصبحت تستعصي على الفهم، وتراجعت قدرة التربويين على التنبؤ بالقادم والجديد، مع الدخول في صراع مع تلك التحديات، في محاولة لتفكيكها لنفهمها، لأجل الوصول إلى الطريقة المثلى في التعامل معها.
سيتم تطبيق أفكار وخطط المشروع من خلال مراحل مختلفة، تعتمد على خمس حملات خلال العام الأكاديمي الواحد، على مدى ثلاثة أعوام، وتتراوح مدة كل حملة من شهر إلى شهر ونصف.
وقد شهد حفل إطلاق مشروع "قيمي ترسم هويتي" جلسة حوارية للشركاء من الوزارات والهيئات الحكومية، أجمع خلالها المتحدثون على أهمية المشروع في نشر الوعي وتعزيز الثقافة والمفاهيم في المجتمع القطري.
وتحدث في هذا السياق العميد الدكتور إبراهيم محمد آل سميح، مدير إدارة الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية، وأكد أن هناك الكثير من المبادرات التي تهدف إلى غرس الولاء الوطني، إضافة إلى ورش ومحاضرات خاصة موجهة لكل مرحلة دراسية، ستبدأ مع الإداريين والمختصين الاجتماعيين في المدارس ولبعض أولياء الأمور.
كما أشار إلى أن هناك رسائل توعوية عبر المواقع الإلكترونية للوزارة، وزيارات المدراس من الابتدائية وحتى الثانوية، إضافة إلى جلسات حوارية مع الطلاب تركز على القضايا المهمة للطلبة.
من جانبه قال الدكتور صالح علي الفضالة، مدير مركز الدراسات القانونية والقضائية بوزارة العدل، إن الوزارة تقدم توعية قانونية للمجتمع بصفة عامة، مشيرا إلى أنه مع هذه المبادرة سيكون التركيز على الطلاب والأطفال، مع وجود وسائل توعية خاصة بهم، مثل أفلام كرتونية ومطويات وألعاب إلكترونية حسب المرحلة السنية.
إلى ذلك أكدت السيدة هند صقر، مدير إدارة العلاقات العامة بوزارة الرياضة والشباب، أن هناك 43 مشروعا مستمرا طوال العام، عبارة عن ورش ومحاضرات مهتمة بالقضايا الشبابية، في حين تعمل الوزارة على تطوير هذه البرامج وفق آراء الشباب ومقترحاتهم، بما يخدم مصلحتهم، مبينة أنه مع هذه المبادرة ستكون الجهود موحدة والتأثير أكبر.
من ناحيتها، قالت السيدة ريم مال الله، من متحف قطر الوطني، إن الهدف واحد وهو ترسيخ الهوية الوطنية، وإن المتحف معني بالتراث وتاريخ الثقافة القطرية، مع تسليط الضوء على تعزيز الهوية الوطنية والقيم لدى الأجيال السابقة والتي تشكل جزءا مهما من التاريخ الحديث، فيما يركز المتحف على رموز وطنية ساهمت في نهضة دولة قطر، ويستقبل كذلك زيارات للطلاب بهدف ربط الماضي بالحاضر.
وقالت السيدة سماح الصديقي، من هيئة الاتصالات، إن الهيئة تنظم الورش والمحاضرات بهدف نشر التوعية بالجرائم الإلكترونية، إضافة إلى حماية المستهلك والأمان الرقمي وحماية الأطفال من الإنترنت، ومراجعة أي محتوى يقدم لهم. كما تنظم الهيئة زيارات ميدانية إلى المدارس والوزارات والمرافق المختلفة، بهدف نشر التوعية من الجرائم والابتزاز الإلكتروني المنتشر حول العالم.
وقدم الدكتور محمد خليفة الكبيسي، مدير ومؤسس مبادرات قطر، مبادرة مميزة للطلاب حتى يصبحوا مشاركين في المشروع وليس مستمعين فقط، وذلك من خلال إطلاق مسابقة لإنتاج المحتوى الفكري الهادف الذي يعزز القيم والأخلاق، موضحا أنه سيتم وضع معايير ولجنة تحكيم للمسابقة، وأنه بعد النتائج سيتم جمع كل البرامج وعرضها على قناة خاصة على اليوتيوب.

Advertisements

أخبار متعلقة :