صاحبة السمو تشهد الاحتفاء بالذكرى الخامسة لليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات

الدوحة - سيف الحموري -  شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة احتفاء المؤسسة بمناسبة الذكرى الخامسة لليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات الذي يوافق التاسع من سبتمبر كل عام الذي أقيم بمركز قطر الوطني للمؤتمرات تحت عنوان "التعليم في خطر: التكلفة الإنسانية للحرب" بحضور عدد من الشخصيات البارزة وممثلين عن الأمم المتحدة ومناصري قضايا الشباب.
وحضرت سموها جلسة نقاشية رفيعة المستوى شارك فيها دولة الدكتور أحمد عوض بن مبارك رئيس الوزراء بالجمهورية اليمنية، وسعادة السيدة سعيدة ميرضيائيف مساعد رئيس جمهورية أوزبكستان، وسعادة السيدة ميرالّا بيشيروفيتش، حرم رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك، وسعادة السيدة روزانجيلا لولا دا سيلفا حرم رئيس جمهورية البرازيل، وسعادة السيدة فيليبا كارسيرا خريستو دوليديس، حرم رئيس جمهورية قبرص، وسعادة السيدة فاتوماتا باه بارو حرم رئيس جمهورية غامبيا، وسعادة السيدة فاطمة مادا بيو حرم رئيس جمهورية سيراليون، وسعادة الدكتورة وان عزيزة وان إسماعيل حرم رئيس وزراء ماليزيا، وسعادة السيدة سارة بيسولو نيانتي وزيرة الخارجية الليبيرية، وسعادة الدكتورة فارسين أغابكيان شاهين وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، وسعادة السيدة فيرجينيا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح.
وعبر المشاركون في هذه الجلسة عن امتنانهم لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وجهودها الكبيرة في حماية التعليم في مناطق النزاع حول العالم والتي تمتد لأكثر من 25 دولة ومبادراتها البناءة لتوفير التعليم وتبنيها له كقيمة إنسانية ودورها البارز وجهودها الحثيثة لبناء مستقبل أفضل للشباب في عالم يموج بالتحديات.
واستعرض كل مشارك جهود بلاده في توفير التعليم للشباب والأطفال رغم أحداث العنف التي شهدوها وكيف تشبثوا بحبال المعرفة في المدارس المهدمة، ومواصلة المسيرة التعليمية تحت السقوف الآيلة للسقوط والجدران بشقوقها الغائرة، موجهين التحية للمعلم والطلبة وأولياء الأمور الذين ينحتون في الصخر بتدني رواتبهم وانعدامها وغياب البنية التحتية وبعد المسافات ومحدودية الوصول إلى المؤسسات التعليمية، وظروف النزوح المتكرر.
وأكد المشاركون أن التعليم هو المفتاح الأكبر لرسم مستقبل أفضل للمجتمع وهو الأساس في بناء شخصية الإنسان لأنه الشيء الوحيد الذي لا يمكن انتزاعه وهو العمود الفقري لكل تقدم وتطور، مشددين على أن ما يشهده العالم يستوجب وجود قادة يرغبون في إفشاء السلام وحماية التعليم لأن تدمير الأمم يبدأ من القضاء على تعليمها.
وندد المتحدثون بما يحدث في غزة من هدم لجميع مدارسها وجامعاتها وقتل أكثر من 10 آلاف طفل و 400 معلم واستنكروا حرب الإبادة التي تمر بها فلسطين، مشددين على ضرورة مجابهة الظلم الذي يواجه الأطفال ووقف العدوان الأعمى الذي يدمر مستقبلهم ويسلب حقوقهم ويطغى على عقولهم وقلوبهم ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال.
وطالب المتحدثون بضرورة توفير مراكز تعليمية في مناطق النزوح واللجوء وإمدادها بمعلمين متميزين وإدماج الأطفال في مجتمعاتهم الجديدة وتمكين الشباب ليصبحوا مواطنين فاعلين مع تعزيز ثقافة السلام والحوار والمضي قدما في التصالح وكشف الحقائق وفضح كل من يشجع على الحرب والعدوان والمضي قدما لحل النزاعات وإفشاء السلام مع التصدي لآثار العنف والنزاعات التي تطال طلاب المدارس.
ونبه المتحدثون إلى أهمية العمل الجماعي وتوجيه الموارد لحماية الأطفال والمؤسسات التعليمية من آثار النزاعات والحروب موجهين عددا من الرسائل للمجتمع الدولي مفادها ضرورة إعادة الثقة في المنظمات الدولية والأممية وأن التعليم ركيزة لتحقيق الأمان والسلام والمستقبل والتنمية وكذلك ضرورة التضامن مع الحق في التعليم واتخاذ خطوات ذات مغزى لحماية الحياة المدنية ومنع تفاقم الوضع، وحث المجتمع الدولي على إيقاف العدوان ومحاكمة مجرمي الحرب ومرتكبيها، لافتين إلى أن آثار الهجمات تخلف آثارا عميقة في نفوس الأطفال وأجسادهم لذلك يجب التركيز على الخطوات العملية لحماية التعليم وإيجاد عالم أكثر أمنا وسلاما من خلال دعم بعضنا البعض وعقد الشراكات البناءة.

Advertisements

وكانت الجلسة قد بدأت برسالة بعث بها سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة للمشاركين في احتفاء هذا العام أكد خلالها أن كلفة الأزمات والتبعات القاسية التي يعاني منها الأطفال، لا يمكن احتسابها، مذكرا بآثار الحرب على أجساد وعقول، وأرواح هؤلاء الأطفال الصغار من القتل إلى الاغتصاب الجنسي، إلى التجنيد في الحروب والتهجير، وفقدان الفرص.
وأوضح أن التعليم ليس حقا إنسانيا أساسيا بحد ذاته، لكنه شرط لتحقيق كل حقوق الإنسان، داعيا كل البلدان إلى الاستثمار في التعليم، وألا تدخر جهدا لحماية الطلبة والمعلمين على حد السواء، ومعاقبة المسؤولين عن الهجمات على أماكن التعليم، كما حث كل البلدان على تبني الإعلان الخاص بسلامة المدارس، والوقوف إلى جانب كل الجهود لضمان مواصلة الأطفال للتعليم في أوقات الأزمات، وبعد انتهاء القتال.
وختم الأمين العام للأمم المتحدة رسالته بالقول "دعونا نحمي التعليم من الهجمات، ونحمي الحق الأساسي في التعليم الذي هو حق لكل طفل ولكل شاب، ويافع في كل مكان".
وعقب انتهاء الجلسة رفيعة المستوى تضمن احتفاء مؤسسة التعليم فوق الجميع باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات جلسات فنية متخصصة تناولت مواضيع مهمة مثل "دور الثقافة في سد الفجوات"، و"التخفيف من التبعات الإنسانية والمالية للنزاعات"، و"العدالة وسيادة القانون: الحقوق والقانون والمساءلة"حيث شارك فيها مسؤولون حكوميون من نيجيريا وماليزيا وجنوب إفريقيا، وناشطون في مجال أهداف التنمية المستدامة، وشباب من البلدان المتضررة من الصراع مثل غزة والسودان واليمن، فضلا عن ممثلين من اليونسكو واليونيسف ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.
وأكد المشاركون في هذه الجلسات على الحاجة الماسة والمتزايدة لالتزام موحد نحو حماية التعليم في مناطق النزاع، وأظهروا الرغبة الصادقة في التصدي للتحديات العالمية التي تهدد سلامة وإمكانية الوصول إلى التعليم، وخاصة في المناطق التي مزقتها الحروب، مما يعكس عزمهم الراسخ على رفع مستوى الوعي ودعم الجهود الدولية لتوفير حمايات أكثر فعالية للتعليم.
وفي إطار الاحتفاء باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، زار وفد رفيع المستوى مدرسة السلم الأولى، للاطلاع على جهود مؤسسة التعليم فوق الجميع من خلال مشروعها "سويا" الذي تنفذه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وعدد من الشركاء داخل الدولة، على مواصلة التعليم النظامي للطلبة القادمين من مناطق الحروب والنزاعات وسوء الأوضاع الاقتصادية، حيث يستفيد الطلاب من التدريب المهني وريادة الأعمال كما يتم توفير التسهيلات والاستشارات للطلاب ذوي الإعاقة لضمان سلامتهم البدنية والعاطفية.
وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 72 مليون طفل حول العالم محرومون من التعليم بسبب النزاعات، تشكل الفتيات 53 بالمئة من هذا العدد، و17 بالمئة يواجهون صعوبات وظيفية، بينما تم تهجير 21 بالمئة منهم قسرا، كما أن التهديدات التي يتعرض لها التعليم لا تقوض عملية التعلم فحسب، بل تؤثر على حياة الناس وتؤدي إلى عواقب غير مستدامة على المدى القصير والطويل.
وتتبنى برامج مؤسسة التعليم فوق الجميع الخمسة منهجيات عالمية متعددة القطاعات، وتعتمد على الابتكار والشراكات لمعالجة مختلف العوائق التعليمية، بما في ذلك الفقر، والتمييز الجنسي، والإعاقات، وتغير المناخ، وقد قدمت المؤسسة الدعم لأكثر من 19 مليون مستفيد حول العالم بمعدل إدراج واستكمال الدراسة بلغ 89.5 بالمئة.
ويأتي الاحتفاء باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات بناء على مسودة قرار قدمته دولة قطر وبمبادرة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74، بدعم من 62 دولة حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع الاحتفاء باليوم التاسع من شهر سبتمبر كل عام يوما دوليا لحماية التعليم من الهجمات، ويعد هذا اليوم مناسبة سنوية للتأكيد على الحاجة الملحة لحماية التعليم في حالات الصراع وفي ظل الحواجز التقليدية الأخرى التي تعترض التعليم.

أخبار متعلقة :