ثقافة التبرع بالأعضاء.. تترسخ في قطر

الدوحة - سيف الحموري - د. رضا الشيخ: الإقرار الشخصي.. والتاريخ المرضي
المحامي علي الخليفي: يجب موافقة الأقارب 
د. بتول خليفة: تبرع «الدرجة الأولى» الأكثر شيوعاً
 

Advertisements

تتزايد أعداد المتبرعين بأعضائهم بعد الوفاة في قطر مقارنة بالسنوات الماضية بفضل الجهود التي بذلها وما زال مركز التبرع بالأعضاء التابع لمؤسسة حمد الطبية «هبة»، لتشجيع التبرع الطوعي سواء عن طريق الندوات أو الحملات التوعوية لنشر ثقافة التبرع بين المواطنين والمقيمين، وحثهم على التوقيع على استمارة التبرع بالأعضاء.
ومنذ تأسيسه في عام 2012 استقبل برنامج قطر للتبرع بالأعضاء نحو 500 ألف تسجيل، وذلك بحسب إحصاءات مؤسسة حمد الطبية، وهو ما يعني أن نحو 25 في المائة من عدد السكان الراشدين في دولة قطر قد وقعوا على بطاقة التوصية بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة.
وعن هذا الموضوع يقول الدكتور رضا الشيخ، رئيس قسم التغذية العلاجية بمُستشفى العمادي، ان التبرع بالأعضاء البشرية بعد الوفاة موضوع إنساني بحت، لكونه ينقذ انساناً من الموت هو بالأساس أب أو أم، أو ابن أو ابنة، وتتزايد أهميته في ظل الازدياد الكبير للحالات المرضية التي تستوجب زراعة قلب، أو كبد، أو كلية، وهو ما دعاه شخصيا للتوقيع على استمارة التبرع بالأعضاء.
وأشار إلى أنه يجب بعد الإقرار الشخصي أن يتم التأكد من التاريخ المرضي، وسلامة الأعضاء لمنع انتشار الأمراض المعدية، قبل اجراء اختبار توافق الأنسجة، حيث يتم بعد الموت الدماغي أخذ بعض الأعضاء مثل الكبد والرئتين، وبعد الموت العادي يمكن أخذ الكلى والقرنية وأجزاء القلب واليد والبنكرياس، كما يمكن أخذ الانسجة في غضون 24 ساعة بعد توقف القلب بصورة عامة، ويتم الاحتفاظ بالاعضاء في بنوك مخصصة تحت ظروف معينة يصل بعض السنوات.

فحوصات معقدة
وقال حسن اليافعي ان الحملات التوعوية التي يطلقها مركز التبرع بالأعضاء ساهمت في تعزيز وعي الناس بأهمية التبرع بالأعضاء، سواءً أثناء الحياة أو بعد الوفاة.. وأشار الخلف إلى تجربته الشخصية مؤكدا ان التبرع بالكبد من أصعب التبرعات نظراً لقلة المتبرعين والفحوصات المعقدة للتأكد من تطابق الأنسجة، فضلا عن قلة عدد المستشفيات العالمية التي تسمح بقبول وضع المرضى الوافدين إليها على جدول قائمة الانتظار، ونظرا لتعدد الفحوص اللازمة فقد يتم تحضير المريض عدة مرات للعملية ولكن يتم إعادته للمنزل مرة اخرى، ففترة الانتظار هنا مجهولة وقد تصل إلى سنوات ما قد يؤدي إلى تدهور في وضع المريض، مناشداً الجميع بالإسراع في التسجيل بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة من خلال تعبئة النموذج المخصص لذلك والموجود بموقع وزارة الصحة.

نشر الوعي
من جانبه دعا ناصر الدوسري إلى زيادة جرعة الترويج للتبرع بالأعضاء في المجتمع لأن العديد من المواطنين لا يعارضون الفكرة من حيث المبدأ وإنما يخشون التبرع أثناء الحياة خوفا على صحتهم وأجسادهم من حدوث أية مضاعفات على سبيل المثال قد تنتج عن عملية التبرع بالأعضاء، فضلاً عن عدم وضوح الرؤية الشرعية للتبرع بالأعضاء، في حين يساهم نشر الوعي من قبل الخطباء والمتخصصين والأطباء الذين يقومون بشرح النتائج جيدا، وشرح كافة التفاصيل لمن يريد التبرع، يساهم في زيادة أعداد المتبرعين لإنقاذ حياة المرضى المحتاجين، ولا سيما مرضى الكلى والكبد والعيون وغيرها من الحالات التي سيكتب لها الشفاء من خلال الحصول على كلية جديدة أو كبد أو قرنية أو أي غيرها من الأعضاء.. في حين أكد علي. س ان التبرع بالأعضاء بعد الوفاة هو عمل انساني نبيل من الدرجة الأولى.. كالصدقة الجارية.. لأنه يساهم في إنقاذ حياة الآخرين وما لهذا من أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى إضافة إلى الدعاء الذي سيجده الإنسان من أهل المريض للمتبرع الميت.. مشيراً إلى دور الجامعات والمدارس في توعية الجيل الجديد بمعنى التبرع بالأعضاء وشرحه للطلاب حتى يتسنى لهم فهمه ومن ثم المشاركة فيه بسهولة.

اختبارات مكثفة
وتشير الدكتورة بتول خليفة، استاذة الصحة النفسية، إلى ان التبرع بالأعضاء لابد أن يشمل اختبارات مكثفة قبل التبرع، بما في ذلك التقييم النفسي، لتحديد ما إذا كان المتبرع يفهم ويوافق على التبرع بعضو من أعضائه للمريض المستفيد، مهما كان الرابط العائلي بين المُتبرِّع والمستفيد، مؤكدة على أن تبرع أقارب الدرجة الأولى هو الأكثر شيوعاً مثل أحد الوالدين أو الأخ أو الأخت.
وأشادت د. خليفة بالجهود التي يبذلها القائمون على مركز قطر للتبرع بالأعضاء في سبيل ثقافة التبرع بين فئات المجتمع من خلال وسائلهم المختلفة.

موافقة الأقارب
وأكد المحامي علي بن عيسى الخليفي ان الموافقة على التبرع تكون بموجب إقرار كتابي يشهد عليه شاهدان كاملا الأهلية، مع مراعاة التحقق من الوفاة بصورة قاطعة بموجب تقرير كتابي كما يجب مراعاة ألا يكون الشخص المتوفى قد اعترض حال حياته على نقل العضو من جسمه، وذلك بموجب اعتراض كتابي، أو بشهادة شاهدين كاملي الأهلية.
وأشار إلى أن قانون تنظيم نقل وزراعة الأعضاء البشرية يوجب إحاطة المتبرع بكافة النتائج الصحية المحتملة والمؤكدة، التي تترتب على استئصال العضو المتبرع به. ويتم ذلك كتابة من قبل فريق طبي مختص، بعد إجراء فحص شامل للمتبرع. ويجوز للمتبرع قبل إجراء عملية الاستئصال أن يرجع في تبرعه في أي وقت دون قيد أو شرط. 
وأوضح ان القانون يجيز نقل الأعضاء من جثة متوفى بموافقة من وجد، حال وفاته، من أقرب أقربائه كاملي الأهلية حتى الدرجة الثانية، فإذا تعدد الأقارب في مرتبة واحدة، وجب موافقتهم جميعاً. وفي جميع الأحوال تكون الموافقة بموجب إقرار كتابي يشهد عليه شاهدان كاملا الأهلية، بعد مراعاة ما يلي: 
1- التحقق من الوفاة بصورة قاطعة، بموجب تقرير كتابي يصدر بالاجماع عن لجنة من ثلاثة أطباء اختصاصيين، من بينهم طبيب اختصاصي في الأمراض العصبية، على ألا يكون من بين أعضاء اللجنة الطبيب المنفذ للعملية، أو أحد أقارب المريض المتبرع له أو الشخص المتوفى، أو من تكن له مصلحة في وفاته.
2- ألا يكون الشخص المتوفى قد اعترض حال حياته على استئصال أي عضو من جسمه، وذلك بموجب اعتراض كتابي، أو بشهادة شاهدين كاملي الأهلية.
أما المادة 8 من القانون فقد أجازت - بموافقة المحكمة الشرعية - نقل الأعضاء من جثث المتوفين مجهولي الشخصية، بعد مضي ثلاثة أيام من تاريخ الوفاة إذا كان في ذلك مصلحة راجحة للمريض، كما يجوز للمحكمة قبل انقضاء هذه المدة، بناءً على تقرير من اللجنة الطبية.

برنامج التبرع
 سجلّ التبرع بالأعضاء الذي أعده برنامج قطر للتبرع بالأعضاء هو قائمة سرية للأشخاص الذين يعتزمون أن يصبحوا متبرعين بأعضائهم بعد وفاتهم، ويمكن الوصول إلى ذلك السجل بسرعة في حالة الوفاة لمعرفة ما إذا كان الشخص قام بتسجيل رغبته في التبرع بأعضائه.
وتوفر دولة قطر خدمات متكاملة لزراعة الأعضاء عبر قائمة انتظار وطنية موحدة تشمل المرضى من المواطنين والمقيمين بغض النظر عن جنسيتهم، وهو ما يميز برنامج التبرع بهذه الميزة عن غيره من البرامج في الدول المجاورة.
ويساعد التبرع بالأعضاء وعمليات زراعة الأعضاء في إنقاذ حياة الكثير من المرضى الذين يعانون من فشل مزمن في أحد أعضاء الجسم، حيث تمنحهم عمليات زراعة الأعضاء الفرصة في ممارسة حياتهم الطبيعية. فالمتبرع بالأعضاء بعد الوفاة يمكن أن ينقذ ثماني أرواح. ويمكن أيضاً التبرع بالأعضاء أثناء الحياة كالتبرع بإحدى الكليتين أو بجزء من الكبد، حيث تتوفر حالياً في قطر برامج لزراعة الكبد والكلى.

إجراءات مجانية
 كل الإجراءات الطبية في دولة قطر بخصوص الزراعة والتبرع تتم مجانا ودون أي مقابل للمواطنين والمقيمين، وتخضع لأدق المعايير الطبية والخدمات الطبية التي توفرها مؤسسة حمد الطبية، وهذا شيء يميز قطر عن الدول الأخرى حيث تجرى عمليات رفع الكلية عن طريق المنظار وليس فتح البطن وأيضا ثبت من خلال البحوث العالمية على الآلاف من المتبرعين بأن المتبرعين أطول حياة من غير المتبرعين، وذلك لأن المتبرع يتم فحصه بصورة دقيقة قبل التبرع وبعد التبرع، ويتابع صحته بصورة دورية.
ويساعد التبرع بالأعضاء وعمليات زراعة الأعضاء في إنقاذ حياة الكثير من المرضى الذين يعانون من فشل مزمن في أحد أعضاء الجسم، حيث تمنحهم عمليات زراعة الأعضاء الفرصة في ممارسة حياتهم الطبيعية.
والمتبرع بالأعضاء بعد الوفاة يمكن أن ينقذ ثماني أرواح، كما يمكن أيضا التبرع بالأعضاء أثناء الحياة كالتبرع بإحدى الكليتين أو بجزء من الكبد، حيث تتوفر حاليا في قطر برامج لزراعة الكبد والكلى.

أخبار متعلقة :