د. أحمد البدران لـ «العرب»: برامج التطعيم في قطر تقي من «الحزام الناري»

الدوحة - سيف الحموري - أكد الدكتور أحمد البدران – استشاري الأمراض الجلدية بالمستشفى الأهلي – أن الحزام الناري هو مرض فيروسي ناتج عن نفس الفيروس المسبب لجدري الماء، وفي حال الإصابة بجدري الماء يبقى الفيروس بالجسم، فيظل بإحدى الخلايا العصبية طول العمر، وعند الكبر مع ضعف مقاومة ومناعة الإنسان، ويتعرض للأمراض التي تتطلب الكورتيزون والمضادات الحيوية القوية، أو الإصابة بأمراض السرطان، أو غيرها من الحالات التي تقلل المناعة، ينشط هذا الفيروس مجدداً ويتسبب في الحزام الناري.

Advertisements

وحول أسباب التسمية، أوضح د. البدران في تصريحات خاصة لـ «العرب» أن الفيروس حينما يصيب الشخص يأتي من المنتصف الأمامي للمنتصف الخلفي، فكأنه يضم الشخص بـ «حزام»، وأن الفيروس يمكن أن يصيب الشخص في الوجه أو اليدين أو الرجلين، لأنه يبدأ من الخلية العصبية.

فقاعات بها سائل
ولفت إلى أن الحزام الناري يظهر على شكل فقاعات بها سائل، وأن من أهم صفاته ما يسببه من ألم شديد، وأن الألم في بعض الأحيان يسبق ظهور الطفح الجلدي بيوم إلى يومين، حتى أن بعض المرضى يتوجه إلى أطباء العظام أو الباطنية، للشكوى من آلام معينة في الصدر أو في القلب، وفي النهاية يتبين أن الإصابة هي بالحزام الناري.
ونوه إلى أن الفقاعات التي تظهر نتيجة للإصابة بمشكلات جلدية أخرى، ويمكن للشخص تمييز الإصابة بالحزام الناري بما يجده من ألم شديد في منطقة معينة بالجسم، مع شعور بأن هذا الألم هو ألم «دفين» أو داخلي، وبعد ذلك يشعر بحرقان في الجلد أو الشعور بأشواك في الجلد، وبعد ذلك يظهر الرشح، وهو عبارة عن فقاعات بها سائل على شكل طولي، وتتنقل في مناطق متفرقة من الجسم، فتظهر مجموعة في يوم على الصدر، وبعدها يمكن أن تظهر على جانب الجسم، أو على الظهر، وهكذا تتحرك في خط مستقيم أو دائري.
وشدد على أن التشخيص يجب أن يتم من قبل المختصين، للتمييز بين الحزام الناري وأي مشكلة جلدية أخرى قد تصيب الإنسان.

العلاج المبكر
وقال د. أحمد البدران: وعند ظهور الحزام الناري، يجب على المريض أن يتوجه إلى الطبيب بأسرع وقت، لأن العلاج المبكر ضروري جداً، وأن التأخر في علاجه قد يتسبب في آلام في العصب، حتى وإن شُفي الإنسان من الإصابة بالحزام الناري.
وأضاف: وللوقاية من الإصابة بالحزام الناري، يجب الحرص على الحصول على التطعيم المتوافر بالمؤسسات الصحية في قطر، وقد يكون على جرعتين بينهما نحو 6 شهور، وأن التطعيم يقي الإنسان من الحزام الناري، وأن التطعيم ضروري لمن هم فوق الخمسين عاما، وكذلك المصابين بأمراض تقلل المناعة مثل السرطان أو غيره من الأمراض، وكذلك المصابين بأمراض ويأخذ أدوية تقلل المناعة وهم فوق التسعة عشر عام، فيستحسن أن يحصل على هذه الجرعة، سواء كان أصيب بجدري الماء في طفولته أو لم يُصب به من قبل.

تطعيم جدري الماء
وتابع د. البدران: لا توجد قاعدة عامة للمرض، لأنه عبارة عن تفعيل لفيروس جدري الماء الموجود من قبل، والدول التي بها تطعيم ضد جدري الماء، لا ينتشر بها الحزام الناري بصورة كبيرة، لأن الطفل الذي لا يصاب بجدري الماء نتيجة للتطعيم، لا يصاب بالحزام الناري.
ولفت إلى أن التطعيم ضد جدري الماء جزء من برنامج التطعيم في دولة قطر، ولذلك فالأطفال في المستقبل لن يصابوا بالحزام الناري، لأنهم حصلوا على التطعيم ضد جدري الماء، منوهاً إلى أن أي دولة لا يحصل الأطفال بها على تطعيم جدري الماء معرضة لانتشار جدري الماء.
وأوضح أن الشخص المصاب بالحزام الناري لا يتسبب في عدوى شخص بنفس المرض، ولكن العدوى تتسبب في إصابة الشخص بجدري الماء، وأن الشخص الذي لم يحصل على التطعيم ضد جدري الماء، أن حصل تماس بينه وبين شخص مصاب بالحزام الناري، فقد يتعرض للإصابة بجدري الماء وليس الحزام الناري.
ونوه إلى أن الشكوى من الحزام الناري في قطر ليست ظاهرة، وإنما في معدلاتها المعتادة، وليست ظاهرة، بل إصابات متفرقة سواء في الظهر أو في العين أو في الوجه.

مراجعة عاجلة في هذه الحالة
وشدد على أهمية مراجعة الطبيب في أسرع وقت في حال إصابة الشخص بالحزام الناري في منطقة العين، والحرص على العلاج المبكر، لأن إصابة العين بالحزام الناري ولم تعالج بصورة عاجلة، فقد تتسبب في تلف العين والعمى، وهو من الأمور الواجب الحرص عليها والانتباه لها.
ولفت إلى الحزام الناري ليس من الأمراض الجلدية التي تكثُر في فصل الصيف، وأن له علاقة مباشرة بالمناعة ومقاومة الجسم، فهي من الأمور المسببة للحزام الناري.

أخبار متعلقة :