الارشيف / حال قطر

خبراء لـ «العرب»: «التكنولوجيا» تعزز إنتاج المزارع القطرية

  • 1/2
  • 2/2

الدوحة - سيف الحموري - ناصر الخلف: التقنيات الحديثة توفر محاصيل عالية الجودة

غازي عمر: «الاكوابونيك» نظام متكامل للأسماك والنبات

أكد خبراء وأصحاب مزارع قدرة التقنيات الحديثة على زيادة إنتاج المزارع القطرية وتقليل كمية الأسمدة الكيميائية والمبيدات المستخدمة، مع تحقيق نفس الكفاءة في إنتاج أنواع من الخضراوات والفاكهة بما فيها المحاصيل الورقية.
وقالوا في تصريحات لـ «العرب» إن القطاع الزراعي طرح المزيد من المشروعات التي تساهم في دعم الأمن الغذائي وزيادة كفاءة الإنتاج الزراعي في البلاد بفضل مزايا الأنظمة الزراعية الحديثة التي أدخلتها المزارع القطرية.
وأضافوا أن هذه الأنظمة تشمل «الأكوابونيك» و»الهيدروبونيك» وأنها تحقق زيادة الإنتاج في وحدة المساحة بأقل عدد من العمالة، مع الاستغناء عن العمليات المكلفة مثل الحرث والتعقيم والتسميد وإزالة الحشائش والبعد التام عن أمراض التربة وملوثاتها وآفاتها.. وكذلك الحصول على محصول مبكر وسريع الإنتاج ما يتيح القيام بعدد أكبر من الزراعات في الموسم الواحد مع تحكم أفضل في الري والتسميد.

تطبيقات حديثة
وقال ناصر أحمد الخلف خبير التطوير الزراعي المدير التنفيذي ومالك مزرعة «أجريكو» إن تطبيقات الزراعة الحديثة ساهمت في رفع الإنتاج الزراعي المحلي بجودة وكفاءة عالية، وهي طريقنا في دعم ومساندة الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، منوها بخطة إطلاق مشروع زراعة تكاملية بين النبات والأسماك معا، يعتمد على متبقيات الأسماك في تغذية النبات، وكذلك تغذية الأسماك من مغذيات النبات، التي تضاف للماء من عناصر الكالسيوم والبوتاسيوم والنيتروجين وغيرها.
وأضاف: أن النظام الزراعي الحديث يتيح التحكم في تطور النبتة عكس الزراعة العادية، لأنك هنا تكون قادرا على دراسة الزرع بشكل يومي وإفادة النبتة بما تحتاجه من بوتاسيوم أو ماغنزيوم أو باقي العناصر المهمة لحياة المنتج، وهو ما لا يمكنك فعله في الزراعة على التربة، بالإضافة إلى قدرتك على اقتصاد المياه. وأكد الخلف إنتاج الورقيات من النعناع والبقدونس والسبانخ وغيرها من المنتجات، بالتزامن مع تطوير العديد من الأساليب لاستعمالها على مستوى مزرعتنا خلال الفترة المقبلة.

تدوير المياه
وأعرب الخلف عن مدى اقتناعه بجدوى الزراعة المائية وقدرتها على تزويد السوق القطري بما يحتاجه من خلال المنتج المحلي، مدللاً على ذلك بعد أن باتت طاقة المزرعة الإنتاجية 7 أطنان يوميا، تشمل ما يزيد على 70 صنفا من الخضر والفواكه.. وذلك مع توفير نسبة كبيرة من المياه المستخدمة في الزراعة التقليدية تصل إلى ما يقارب 90 %.. لأن الزراعة المائية تعيد استعمال نفس المياه لأكثر من مرة، بالإضافة إلى أن غياب التربة عنها واستبدالها بألياف جوز الهند أو الإسفنج مثلا وهي المواد الحافظة للماء تتيح للنبتة الرطوبة أولا، وتعطيها القدرة على الاستفادة من الماء حسب حاجتها.
نظام متكامل
وأشار غازي عمر عوض، خبير الإنتاج الزراعي إلى أن نظام الاكوابونيك المستخدم في مزرعته هو نظام مختلط لإنتاج أسماك ومحاصيل نباتية داخل بيوت بلاستيكية محمية، من خلال استخدام تقنيات حديثة لتدوير المياه، لافتاً إلى توفير فرصة لإنتاج كميات كبيرة من المحاصيل العضوية والأسماك، إضافة إلى تقليل استخدام مياه الري لمواجهة مشكلة نقص المياه، ولمواجهة ظروف البيئة وخفض تكلفة مستلزمات الإنتاج التي تتوافر في البيئة المحلية. وأضاف: يساهم الأكوابونيك في مواجهة تحديات ارتفاع نسبة ملوحة التربة ونقص المياه، وصعوبة الحصول على منتجات عضوية، وتسعى الجهات المعنية إلى إيجاد الحلول الناجعة لهذه التحديات، ضمن خططها واستراتيجياتها التي تتبناها سعياً نحو تحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح أن نظام الاكوابونيك سهل التشغيل والإدارة لأنه يعمل بشكل كامل أتوماتيكيا من خلال نظام يتحكم في العمليات اليومية من ضخ المياه وتقليبها وضخ نسب الأكسحين فى الماء التي تحتاجها الأسماك والنبات.

المبيدات والأسمدة
وقال عوض إن هذا النظام يرسخ مبدأ الاستدامة من خلال التحكم بكمية الأحياء الدقيقة في الماء والبكتريا والطحالب وغيرها (البيوفلوك) والتي تعمل كمغذ للأسماك وكمصدر تنظيف للحوض وتكسير الأمونيا والتحكم في بيئة الأسماك، لست في حاجة وقتها إلى تبديل ماء الأسماك حتى انتهاء دورة التسمين، لافتا إلى أن التوسع في نظام الزراعة الحديثة يوفر ضمانات كثيرة لتحقيق الأمن الغذائي، وأن الإنتاج الزراعي والسمكي لا يحتاج تكلفة كبيرة، وله مزايا وخصائص إيجابية عدة، يأتي على رأسها أنه لا يحتاج إلى مبيدات حشرية أو أسمدة كيماوية أو خبرات فنية كبيرة.
وأكد أن الزراعة الحديثة تعتمد على 4 حلول مبتكرة لزيادة الإنتاج الزراعي، تشمل نظام الأكوابونيك والهيدروبونيك والايروبونيك ونظام NST.

نظام التبريد
من جهته، قال رجل الأعمال علي أحمد الكعبي، صاحب المزرعة العالمية للأعمال الزراعية بطريق الشمال: ان التوسع في نظام الهيدروبونيك والبيوت المحمية في المزارع القطرية، سوف يساهم بشكل كبير في فتح آفاق جديدة للقطاع الزراعي في مجالات تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية الطازجة.
وأضاف أن هذا النظام يتيح زراعة الفراولة والطماطم والفلفل بأنواعه وألوانه، الطماطم الشيري الأصفر والأحمر، ورد الليليوم العطري، وهي أصناف قمنا بإنتاجها إضافة إلى سبعة أصناف من الورقيات هي البقدونس والكزبرة والشبت والبصل والحبق والمريمية.
وأضاف الكعبي: إن تحديث وحدات الإنتاج الزراعي في البيوت المحمية يتطلب تحديث نظام التبريد ونظام التسميد حيث تم إدخال أحدث التقنيات في الزراعة من خلال استخدام المغذيات المعدنية في الماء دون استخدام التربة، وأشار إلى أن النباتات تزرع وتنمو بشكل مباشر على المياه الجارية مع تطبيق تقنية متقدمة في مجال الزراعة المائية (الهيدروبونيك)، حيث تتم الزراعة في أنابيب بلاستيكية أو أحواض معزولة أو قوارير، متصلة جميعا بخزان الري وذلك لاستقبال المحلول وإعادة تدويره للنباتات وهي عملية اشبه ما تكون بصناعة الزراعة، لافتا إلى أنه بهذه الطريقة يمكن الزراعة في المحلول المغذي فقط بدون استعمال أي وسط زراعي أو استخدام بعض الأوساط غير العضوية كالرمل الخشن، البيرليت أو الحصى.

التسويق المحلي
يذكر أن إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية تواصل دعم المنتج المحلي بما فيه التسويق المحلي وتحفيز المزارع على استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة في مجال إنتاج الخضراوات.
وترجع فكرة برنامج تسويق الخضراوات القطرية المميزة إلى وجود إنتاج فاخر ومتميز من الخضراوات القطرية بالعديد من المزارع والتي تستخدم تكنولوجيا إنتاجية حديثة ومتطورة وتنتج خضراوات ذات صفات تسويقية متميزة. كما نظمت إدارة الشؤون الزراعية العديد من ورش العمل لشرح فكرة البرنامج وأهدافه وشروط الاشتراك به، وكيفية حصول المزرعة على منتج متميز من الخضراوات لعرضه بجمعيات الميرة بصورة ترفع من شأنه وقد شاركت به 17 مزرعة قطرية.

مزارع نشطة
ويوجد حاليا 3680 بيتاً محمياً بالمزارع النشطة والمسجلة بوزارة البلدية على مساحات 244.002 هكتار، منها 471 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 49.569 هكتارا، و3209 بيوت محمية غير مبردة على مساحة 194.433 هكتارا.
ويتصدر محصول الخيار زراعة البيوت المحمية بـ 1487 بيتاً على مساحة 130.168 هكتارا، منها 157 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 25.337 هكتارا و1330 بيتاً محمياً غير مبرد على مساحة 104.831 هكتارا.
ويحتل محصول الطماطم المركز الثاني في زراعة البيوت المحمية بإجمالي 605 بيوت محمية على مساحة 39.289 هكتارا.

 

Advertisements

قد تقرأ أيضا