الارشيف / حال قطر

العرضة القطرية تزين احتفالات كتارا في «الأضحى»

الدوحة - سيف الحموري - حرصت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا على تزيين فعالياتها في عيد الأضحي المبارك بعرضة «هل قطر» والتي تعد من أبرز مظاهر الاحتفالات سواء الوطنية أو الاجتماعية.
والعرضة تراث خليجي متعدّد الأشكال، من أبرزها العرضة النجدية. تطوّرت هذه الرقصة الشعبية من أهازيج الحروب، وصارت تؤدَّى في الاحتفالات والأعياد. تقوم على تكرار أبياتٍ شعرية وأناشيد معيّنة، يليها رقصة تستخدم فيها السيوف في حركات متناسقة، إضافة إلى الطبول والدفوف.

وتعني العرضة، بحسب كتاب «عرضة هل قطر» الصادر عن مؤسسة الحي الثقافي العرض العسكري للجند والسلاح، بهدف استعراض القوة لإرهاب العدو، وإسعاد الصديق، ورفع الروح المعنوية لأفراد المجتمع، وخصوصاً المقاتلين منهم.
لا ينحصر وجود هذا الطقس الاحتفالي في قطر، بل يحضر في عددٍ من دول الخليج، لكن ما يميز العرضة المحلية هو استعمال 3 طبول، وما بين 5 إلى 8 دفوف، من بينها دفٌّ صغير يدعى الصاقول، إضافة إلى طاسة أو اثنتين على الأكثر.
وترتبط العرضة في أيامنا، بمناسبات معيّنة، أهمها احتفالات اليوم الوطني ونظرا لأهميتها لدى المجتمع فقد حرصت كتارا على أن تكون العرضة ضمن احتفالاتها في عيد الأضحى المقام على كورنيش كتارا.
يرتدي المشاركون ما يُعرف باسم الشلحات، وهي ثياب عادية إلا أنّها واسعة الأكمام عند الكف وطويلة بحيث تتدلى على شكل مثلث. ويفضّل البعض ارتداء الزبون، وهو نوع من القماش الزاهي الألوان يلبس معه المحزم.
في الماضي، كان لبس الزبون محصوراً بالأغنياء، فيما كان عامة الناس يشاركون بملابسهم المعتادة، مع ارتداء السديري.
تبدأ العرضة، بوقوف الشاعر عند أهل الطبول، وتحديداً عند الطبل المسمّى «المخمرط»، فـ«يشيل» و«ينزع»، أي يقول أوّل شطر من الشيلة أو القصيدة بلحنٍ من اختياره.
يسمى هذا الإجراء نزعة، إذ يُقال للقيام به: «انزع يا فلان» أو «شيل يا فلان»، وما إن يكمل الشاعر هذا الشطر من الشيلة، حتّى يرد عليه الصف الأيمن باللحن والسرعة نفسيهما، وما إن ينتهي حتّى يبدأ الصف الأيسر بترديد الشطر نفسه، ثم يردد الصف الأيمن مجدّداً هذا الشطر من ثلاث إلى أربع مرات، من دون استخدام الطبول، ويثبت الإيقاع عند صاحب الطبل المخمر على الزمن المطلوب.
عندئذ يبدأ القرع على الطبل المخمر، ثم الطبل اللاعوب، ثم الدفوف الطيران، وأخيراً الطاسة. بعدها، يلقن الشاعر الصف الأيمن الشطر الثاني من الشيلة بصوت مرتفع ومن دون تلحين، وأثناء انشغال الصف بتأدية هذا الشطر، يُسرع الشاعر إلى الصف الأيسر فيُلقّنه الشطر نفسه، أو يكلف أحد الرجال بذلك. هكذا، يتنقّل الشاعر بين الصفين، ملقّناً كلّ صفٍ شطراً في كلّ مرّة، حتّى تنتهي الشيلة ويأمر أهل العدة بالتوقف.
أمّا الاستعراض والمبارزة بالسيوف، فيسمى الرزيف، ويؤديها الرازفون أو المتحيلون. اليوم، يدخل هؤلاء إلى ساحة العرضة، حاملين السيوف، أما في الماضي فكانوا «يرزفون» من وراء الصفوف.

سماء ملونة
في السياق ذاته تواصل المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا تقديم فعاليات عيد الأضحى المبارك الترفيهية وسط إقبال جماهيري لافت، حيث شهد اليوم الثاني مواصلة العروض الفنية الشيقة والورش الفنية على كورنيش كتارا كما تواصل لليوم الثاني على التوالي توزيع العيديات على الأطفال الذين جاءوا بأبهى حلة ليقضوا أوقاتاً مليئة بالمرح والتسلية.
وقد تابع الجمهور العروض المذهلة للألعاب النارية حيث تجمعوا على كورنيش كتارا ليتابعوا واحدة من أجمل عروض كتارا حيث أضاءت الألعاب النارية السماء بألوانها المبهجة وأشكالها الساحرة، في استعراضات جديدة ومبتكرة، وأشاعت أجواء الفرح لدى الحضور الغفير من الكبار والصغار الذين أمضوا أمسية استثنائية غامرة بالسعادة والبهجة.
وقد كان للتراث حضوره ضمن فعالية العزف على الربابة التي استقطبت بدورها عشاق التراث.

شغف بعروض «الثريا»
كما حظيت عروض قبة الثريا الفلكية بإقبال جماهيري كبير حيث تبدأ العروض من 5 وحتى 8 مساءً بواقع 3 عروض يومياً.
من جهة أخرى، وفرت كتارا لزوارها جميع ما يحتاجونه من المرافق والخدمات والتسهيلات، لضمان راحتهم والاستمتاع بفعاليات العيد، فضلا عن توفير مراكز المعلومات لتقديم كافة أوجة المساعدة للزوار والرد على أسئلتهم واستفساراتهم، وإرشادهم إلى الأماكن التي يودون الذهاب إليها.
وعبَّر الكثير من زوار وضيوف مهرجان كتارا الخاص بعيد الأضحى المبارك، عن إعجابهم وسرورهم بما يقدمه مهرجان كتارا في العيد، وأعربوا عن سعادتهم بما وجدوه من عروض فنية وترفيهية منحتهم أوقاتاً مميزة مع عائلاتهم. مؤكدين أنهم يعتبرون كتارا في صدارة الوجهات السياحية والثقافية التي تقدم الترفيه والتثقيف بأسلوب راق ومتقدم، مما يجعلها الخيار الأنسب للعائلات في الإجازات والأعياد.
جدير بالذكر أن شاطئ كتارا يستقبل طيلة أيام العيد الزوار من محبي السباحة والألعاب البحرية علاوة على ممارسة مختلف الرياضات المائية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا