الدوحة - سيف الحموري - تنطلق اليوم فعاليات النسخة الثالثة لمؤتمر ومعرض إعادة التدوير والاستدامة 2023، الذي تنظمه وزارة البلدية تحت شعار «معاً نصنع الفارق لمستقبل مستدام»، ويشارك في هذه النسخة عدد من الجهات الحكومية وشبه الحكومية، إضافة إلى مؤسسات القطاع الخاص والقطاع الصناعي، وعدد من الجهات الخارجية، كما يشارك في المؤتمر نخبة من الخبراء المحليين والدوليين في مجال معالجة النفايات.
وأوضحت وزارة البلدية أن المؤتمر سيناقش على مدار يومين الحلول الحديثة لمعالجة النفايات وإعادة تدويرها، وتحقيق الاستدامة، كما يستعرض أحدث التقنيات والنظم في مجال تطوير نظم إدارة النفايات وإعادة التدوير.
تشجيع المجتمع على «التدوير»
وأضافت إن أهم ما يميز هذه النسخة أنها تأتي بعد إنجازات وزارة البلدية خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، فيما يخص إعادة التدوير والاستدامة، مؤكدة أن تنظيم هذا المؤتمر يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لإعادة تدوير النفايات وتقليل كمياتها وإعادة استخدامها، ومنوهة إلى أن المؤتمر يسعى لتشجيع المجتمع بمختلف فئاته على تدوير النفايات عبر ترسيخ ثقافة الحد منها، وتقديم أحدث التقنيات في مجال إعادة التدوير لتتبناها الشركات المعنية.
وقطعت وزارة البلدية شوطاً كبيراً في مجال إدارة النفايات من خلال إطلاق البرنامج المتكامل لفرز النفايات من المصدر بمراحله المختلفة، والذي يستهدف الجهات الحكومية والخاصة بالدولة، وذلك من خلال توفير حاويتين باللونين الرمادي والأزرق لفصل النفايات، حيث تُوضع «بقايا الأطعمة، أو مواد عضوية» في الحاوية الرمادية، والمواد القابلة للتدوير «كالورق والبلاستيك والألومنيوم والزجاج» في الحاوية الزرقاء، وهذا النهج له تأثير كبير على البيئة والاقتصاد؛ كونه يساعد على تقليل كمية النفايات في مكبّ النفايات، ممّا يقلل بدوره كمية غازات الاحتباس الحراري.
10 محاور
ويتناول المؤتمر خلال فترة انعقاده نحو 10 محاور رئيسية تتمثل في البحوث الأكاديمية والعلمية، والفرص الاستثمارية، والقوانين والأنظمة الخاصة بإدارة النفايات، وجهود إدارة تدوير ومعالجة النفايات في كأس العالم FIFA قطر 2022، بالإضافة إلى عرض تجارب ناجحة في مجال إدارة النفايات في المنطقة، وبرامج وأنظمة إلكترونية متعلقة بالموضوع ذاته، كما سيناقش أيضا التقنيات الحديثة والذكاء الصناعي في إدارة النفايات، ودور مؤسسات المجتمع المدني، والنفايات الخطرة، فضلا عن خبرات وخدمات القطاع الخاص في مجال إدارة النفايات، وستجمع النسخة الثالثة 30 مشاركا من الخبراء والمتحدثين المحليين والدوليين المتخصصين في مجال الاستدامة، وإعادة التدوير ليشاركوا بخبراتهم وآرائهم.
ويصاحب المؤتمر معرض يضم أكثر من 40 جناحا للمؤسسات الحكومية وشركات ومصانع القطاع الخاص، وأصحاب المبادرات الخاصة بالاستدامة، كذلك سيتم عرض الأعمال الفائزة بمسابقة «صفر نفايات» وتكريم الفائزين بها، وهي مسابقة أُطلقت بالتعاون بين وزارة البلدية ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
حملة «صفر نفايات»
وسيعرض جناح وزارة البلدية أهم الإنجازات التي حققتها وزارة البلدية، بالإضافة إلى عرض فيديوهات توعوية، وتدشين «دليل إدارة تدوير ومعالجة النفايات»، الذي يعد مرجعا مهما للباحثين والأكاديميين والخبراء والمهتمين بمجال تدوير النفايات؛ لما يتضمنه من مواقع وطرق ومراحل التعامل مع النفايات، وكذلك الاستغلال الأمثل للمواد القابلة لإعادة التدوير، وتنظيم مسابقات تفاعلية ذات صلة بحملة صفر نفايات، التي أُطلقت عام 2022 تحت شعار «نفايات أقل... مدينة أجمل».
ومن ابرز إنجازات وزارة البلدية في هذا المجال «حملة صفر نفايات « التي تهدفُ إلى الوصول لمستوى متقدم من إدراك المُجتمع أهميةَ النُّفايات كجزء من استدامة الموارد، وكذلك تحقيق العديد من الأهداف الرامية لتحسين إدارة النفايات بما يساعد في التخفيف من تأثيراتها على صحة وسلامة المجتمع، إضافة لتحسين جودة الحياة، وذلك تحقيقًا لرؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠. وتتميز حملة صفر نفايات بأنها حملة مجتمعية، تشارك فيها وتدعمها مختلف جهات ومؤسسات الدولة، من جهات حكومية وشبه حكومية وخاصة، ومؤسسات تعليمية، وخيرية، ومبادرات المجتمع المدني، كما أنَّها تستهدف تشجيع الشركات والمؤسسات والأفراد للتقليل من استخدام المواد المنتجة للنفايات، وزيادة استخدام المواد المُعاد تدويرها، والعمل على تطوير منهجية التفكير بشأن إدارة النفايات وأهميتها، ودعم المشاركة المجتمعية وتشجيع الاستثمار في مجال إعادة التدوير، بالإضافة إلى تكثيف الحملات والبرامج التوعويَّة، من أجل تحقيق أهداف الوزارة في تقديم خدمات مستدامة لمدن خضراء ونظيفة بحلول. ونفذت الوزارة العديد البرامج والمبادرات والفعاليات للتعامل مع كافة أنواع النفايات وإعادة استخدامها في توليد الطاقة الكهربائية وإنتاج السماد الزراعي، وانشاء مركز لمعالجة النفايات يُعد الأكبر في الشرق الأوسط، ويقوم بإنتاج السماد والكهرباء والغاز الحيوي والمواد القابلة لإعادة التدوير. وقد انتج المركز في 2021 فقط
36 ألف طن من السماد تمَّ توزيعها على البلديات والمشاتل وجميع الجهات العامة بالدولة، كما قام بإنتاج (264) ألف ميغاواط/ ساعة من الكهرباء، و(38) مترًا مكعبًا من الغاز الحيوي، بالإضافة إلى منتجات أخرى من الحديد والبلاستيك وغيرهما. كما يقوم المركز بتقديم المواد الخام للمصانع ايضاً، حيث إن لاهتمام الدولة بإنشاء منطقة مخصصة للمصانع العاملة في مجال إعادة التدوير، دورا مهما في تشجيع إعادة التدوير، حيث بلغ عدد المصانع المخصص لها أراضٍ في منطقة العفجة (50) مصنعًا، تشمل أنشطة عديدة منها: تدوير الإطارات، المعادن، النُّفايات الطبية، الإلكترونيات، الأسمدة، الزجاج، المخلفات الإنشائية، الخشب، الزيوت، البلاستيك، البطاريات، الورق، الألومنيوم، أو أي نشاطات أخرى لها علاقة بإعادة التدوير.
إسهام كبير خلال المونديال
ويضاف إلى إنجازات وزارة البلدية اسهامها في بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 في نجاح هذا الحدث العالمي، وذلك من خلال تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات والخدمات التي تدعم البطولة. حيث قامت الوزارة بتوفير 110 معدات تخصّصية، و6,295 حاوية بلاستيكية بأنواع وأحجام مختلفة وكذلك توفير 1676 من العمالة المؤقتة والدائمة، إلى جانب 311 مركبة ما بين معدة وسيارة، وتجهيز وتوفير 3 محطات ترحيل متنقلة للطوارئ لجمع المخلفات بجانب ملاعب كأس العالم الثمانية لخدمات النظافة العامة والتدوير. وقامت الوزارة بتطبيق نظام فرز النفايات في حاويات مخصصة للمواد القابلة لإعادة التدوير، ضمن البرنامج المتكامل لفرز النفايات الذي تنفذه الوزارة، وتم خلال البطولة تطبيق تقنية محطات ترحيل النفايات، حيث بلغت سعة كل محطة 20 طناً، وبلغ عدد المحطات التي تم تجهيزها خلال فترة المونديال 4 محطات ترحيل ثابتة، و3 محطات متنقلة. وقام مركز معالجة النفايات بدور مهم خلال البطولة حيث استقبل جميع النفايات أثناء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والذي يستوعب 2300 طن نفايات يومياً، تتم معالجتها بشكل كامل.
منظومة متكاملة
واستهدفت الوزارة من خلال هذه المنظومة المتكاملة لإدارة النفايات، إعادة تدوير ما نسبته 60% من النفايات وتحويل الـ40% المتبقية من النفايات إلى طاقة كهربائية، من أجل بطولة كأس عالم نموذجية وصديقة للبيئة. وقد أسهمت البرامج المعتمدة في إعادة تدوير نفايات المونديال في تزويد المصانع الوطنية المتخصصة في عمليات إعادة التدوير بنحو 1129,25 طن من المواد الأولية الأساسية المطلوبة للمصانع، والتي شملت ورقا ومواد كرتونية، وبلاستيكية، ومعدنية، وزجاجية، وتجاوزت نسبة إعادة التدوير 72% و28% تم تحويلها الى طاقة نظيفة وتم الوصل الى هذه الأرقام بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث والقطاع الخاص، وهو ما لم تصله أي دولة من الدول المستضيفة لبطولات كأس العالم السابقة، وبذلك تكون دولة قطر قد وفت بالتزاماتها في جعل بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 بطولة مستدامة وصديقة للبيئة. ونجحت إدارة تدوير ومعالجة النفايات في إنتاج نحو 797,01 طن من الأسمدة من خلال إعادة تدوير النفايات المتولدة من الاستادات ومناطق المشجعين، و202,48 طن من المواد البلاستيكية، و65,43 طنا من الورق والكرتون، فضلا عن 60,57 طن من المواد المعدنية، وحوالي 4,47 طن من المواد الزجاجية. وبلغ إجمالي النفايات والمخلفات المستلمة من ملاعب البطولة حوالي 2173,31 طن، وبلغ حجم النفايات المرفوعة من قبل إدارة النظافة العامة حوالي 54865 طنا، وقد شارك في جمعها وإزالتها 12230 عاملا ومراقبا، مستخدمين نحو 1627 شاحنة ومعدة نظافة.
المشاركون
ومن بين الجهات المشاركة في هذا الحدث كُلّ من «إكسبو 2023 الدوحة للبستنة» كشريك استراتيجي، ومنظمة الخليج للبحث والتطوير، والمعهد الوطني للاقتصاد الدائري، والسفارة الفرنسية، وشركة كيبل سيغرز، وجامعة حمد بن خليفة، والشركة الوطنية للتنظيف، ومستشفى حمد العام، ووزارة البيئة والتغيّر المناخي، وغيرها.
وتعد مشاركة «إكسبو 2023 الدوحة للبستنة» كشريك استراتيجي في مؤتمر ومعرض إدارة النفايات الثالث دليلاً على التزامه بالاستدامة، وتعزيز الابتكار في المنطقة، بالإضافة إلى التزام دولة قطر بتعزيز التعاون الدولي، وإيجاد مسار مشترك نحو مستقبل أكثر استدامة للجميع. حيث يهدف «إكسبو 2023 الدوحة للبستنة» إلى تعزيز مكانة قطر كدولة رائدة في الابتكار بقطاعي الزراعة والبستنة، بما يحفز المنطقة بأكملها على اعتماد تدابير وسياسات جادة لمكافحة التصحر، وخلق بيئات أكثر خضرة واستدامة، بالإضافة إلى تقليل انبعاثات الكربون.
«شاطئ البحر» راعٍ بلاتيني للمؤتمر
تشارك مجموعة شاطئ البحر «الراعي البلاتيني» للنسخة الثالثة من مؤتمر ومعرض إعادة التدوير والاستدامة الذي ينطلق اليوم ولمدة يومين متتاليين بورقة عمل وجناح للاستدامة. وأكد السيد صقر سعيد المهندي نائب رئيس مجلس إدارة «شاطئ البحر» أن المجموعة تركز خلال هذه النسخة على أهمية الاستدامة ورفع الوعي تجاه إعادة التدوير والمسؤولية الاجتماعية والاعلان عن ابرز المشاريع المستقبلية للمجموعة. وأضاف المهندي: سيكون للمجموعة جناح خاص بقطاع الاستدامة داخل المعرض المصاحب، إلى جانب المشاركة بورقة عمل بالمؤتمر عن المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص وعلاقتها بالتنمية المستدامة. وأوضح أن « شاطئ البحر» تعد من الرواد في مجال التدوير بدولة قطر والأوائل التي تمتلك قطاعا متخصصا بالاستدامة معنيا بالتوعية والعمل في مجال تدوير النفايات وتحويلها الى مواد أولية من خلال مصانع المجموعة.
الدولة وتنمية المشاريع
وأشاد المهندي بدور الدولة في تشجيع وتنمية المشاريع المتعلقة بالاستدامة، مشيراً إلى أن الدولة تعمل على خلق الفرص وتذليل الصعوبات وسن التشريعات للحفاظ على الاستدامة بهدف تحقيق التوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي تعتبر مخططا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والمساهمة في تحسين مؤشرات الاقتصاد.
وأشار إلى الشراكات والاتفاقيات التي تجمع المجموعة مع عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية مثل وزارة البلدية ووزارة البيئة والتغيّر المناخي ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وغيرها من الجهات الأخرى، لافتا إلى التنسيق المستمر مع تلك الجهات بالإضافة إلى القطاع الخاص الذي اثمر عن إنجازات كبيرة في مجال الاستدامة.