الدوحة - سيف الحموري - قال الخريج عبدالله الأنصاري في كلمة خريجي الدفعة السادسة والأربعين: «أقف أمامكم اليوم، على منبر وقف عليه قبلي خمسةٌ وأربعون ممثلاً للخريجين، تشرفوا بذكر مآثر الفخر والاعتزاز، أمام قادة صنعوا لدولة قطر تاريخًا ومجْدا، فسطع نجمها في سماء الإنجاز فَرْدا، وقلَّ أن تجد لها بين العظماء شبيهًا أو نِدًّا، عندما تأسست جامعة قطر، في عام ألفٍ وتسعِمئة وسبعةٍ وسبعين، خاطب سموُ الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني رحمه الله، أول دفعة من خريجي هذه الجامعة، بقوله: (إننا نحن أهل قطر لا ننفك عن انتماءات ثلاثة: انتمائِنا إلى الإسلام، وانتمائِنا للأمة العربية، وانتمائِنا للإنسانية)».
وأضاف الأنصاري خلال الحفل «ومضت السنواتُ تلو السنوات، والدُّفعُ تِلو الدفع، لينال ممثلُ الدفعة السادسة والأربعين شرفَ الوقوف أمامكم، في العام ألفين وثلاثةٍ وعشرين. وها هي جامعتي تتشرف باستقبال سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميرَ بلادنا المفدى، حاملَ رايةِ قطرَ الحديثة. وقد مضى ومضينا معه، على خطى الآباء والأسلاف، اجتازت سفينة الوطن، بقيادتكم الرشيدةِ، أمواجًا عاتية، وأنواءً عاصفة، ولا زالت السفينةُ تشق طريقها، بعزيمة صلبة، وإرادة قدت من يقين؛ حتى نبلغ الغاية بإذن الله.
وتابع الأنصاري: «لقد علمنا قادتنا أن صناعة التاريخ لا تكون إلا بثبات النفوس على المبادئ، وسعي العقول إلى الإبداع. إن زملائي خريجي هذه الدفعة –كمن سبقهم- متسلحون بالجد والعمل لخدمة هذا الوطن الذي أعطاهم الكثير. فنحن متطلعون لأن نكمل مسيرة من سبقونا، لتظل دولة قطر شامخة بين الأمم، يشار إليها بالبنان، وتَقَرَّ بها أعين المتطلعين إلى مزيد من التقدم والرقي».
وقال الأنصاري موجهًا كلمته للخريجين: «مباركٌ لكم تخرجُكم وإنجازكُم. أما الآن، فقد آن لنا أن نستعد للامتحان الكبير، امتحان الحياة والعمل والبناء، امتحانٌ.. المراقب فيه هو التاريخ نفسُهْ، وهنا، أسئلة مهمة، تترى، لمن سخَّرتْ هذه الجامعة العريقةُ إمكاناتِها الضخمة؟ لأي أمرٍ كان سهر آبائنا وأمهاتنا؟ لأي غايةٍ كان بذل أساتذتنا معلمينا؟ والإجابة واحدة، وهي: كل ذلك إنما كان لأجل أن نبذل غاية جهدنا، متسلحين بإيماننا بالله، وحبنا للوطن، وبما تعلمناه، في تحقيق الرؤية، والسير قدما في طريق المستقبل. ونحن هنا نعاهدكم يا سمو الأمير، أمام العالم كله، أننا سنكون أوفياء لقيادتنا الرشيدة، ولوطننا، وعلامة فارقة في تاريخه بإذن الله. ولنعلم جميعا، بأن الزمان قد بدل ثوبه، ولم يعد في العالم متسعٌ لأمة تتقاعس، وشبابٍ يتواكل..وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (الناس كالإبل المئة لا تكاد تجد فيها راحلة)، فلنكن إذاً كما أراد لنا رسولنا وأئمتنا وقادتنا، وكما أراد لنا ربنا ومولانا عز وجل، فلنكن الاحتمال النادر، وما يعجزنا أن نكون الراحلة الوحيدة بين إبلٍ مئة، راحلةً لا تعرف من الاتجاهات إلا المقدمة. واللهَ نسأل لنا ولكم التوفيق والسداد والنفع لوطننا وأمتنا».