الدوحة - سيف الحموري - ارتفاع في معدلات الحساسية لدى الأطفال في سن المدرسة
دراسة بـ «سدرة للطب» للتعرف على العلاقة بين الربو والسمنة
من أسباب زيادة المصابين بين الأطفال أن التشخيص أصبح أكثر دقة
قطر توفر كافة العلاجات الحديثة لمرضى الربو
تزامناً مع اليوم العالمي للربو، الي يصادف اليوم «2 مايو»، نشر باحثون سريريون من سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، ومؤسسة حمد الطبية دراسة حول الانتشار المتزايد لحالات الربو لدى الأطفال في قطر شملت بيانات تشير إلى ارتفاع معدلات حساسية الأنف والأكزيما.
جمعت الدراسة، التي موَّلتها مؤسسة حمد الطبية بإشراف البروفسور إبراهيم جناحي، رئيس التعليم الطبي ورئيس قسم أمراض الرئة في سدرة للطب، بيانات لأكثر من 6500 مشارك من جميع أنحاء قطر. وشمل ذلك ما يقرب من 2650 طفلاً، مقسَّمين إلى مجموعات تتراوح أعمارهم بين 6-7 سنوات و13-14 عاماً، بالإضافة إلى 3831 والد أو ولي أمر.
مقارنة بدراسة سابقة أجراها البروفسور جناحي (دراسة ISAAC)، أشارت الدراسة إلى الفروق في معدل الانتشار على مدى أكثر من عقد (2005-2017) وأظهرت زيادة ملحوظة في معدلات تشخيص الربو (34.6٪ مقابل 19.8٪) وتشخيص الأكزيما (37.4٪ مقابل 22.5٪)، علماً بأن الأمر لا ينطبق على حالات التهاب الأنف التحسسي التي بقيت على حالها تقريباً (30.9٪ مقابل 30.5٪).
ورغم أن النتائج الإجمالية للدراسة كانت متوافقة مع الاتجاه التصاعدي الموجود في دراسات مماثلة أجريت في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، إلا أن معدل حالات الربو لدى أطفال المدارس كان أعلى في قطر. هذا وقد تزامنت نتائج الدراسة التي أُجريت في قطر مع زيادة معدلات الانتشار المسجَّلة في مناطق أخرى من العالم، مثل المكسيك وجنوب أفريقيا وبانكوك وأميركا اللاتينية وأفريقيا.
التشخيص الدقيق
وقال البروفسور إبراهيم جناحي رئيس قسم التعليم الطبي والمسؤول المؤسسي المنتخب ورئيس قسم أمراض الرئة في سدرة للطب في تصريحات خاصة لـ «العرب» إن من أسباب زيادة نسبة المصابين بالربو بين الأطفال في قطر أن التشخيص أصبح أكثر دقة، ما ترتب عليه تشخيص المزيد من الحالات، إضافة إلى زيادة واضحة في السمنة بين الأطفال، فهناك ارتباط بين السمنة والاصابة بالربو.
وأضاف الجناحي: كما أن هناك جزءا وراثيا، فالربو به جزء وراثي وجزء من البيئة، والدراسة التي أجراها سدرة للطب لم تتطرق للأسباب، وهي دراسة مسحية، جرى العمل عليها في 2018 و2019 و2020.
وأكد على أنه يمكن للأطفال المصابين بالربو ممارسة مختلف الانشطة، مع حفاظ الطفل على أخذ ادويته بشكل منتظم، وتابع: هذا ما نشجع عليه الأطفال وأولياء أمورهم، بأن يعيشوا حياة طبيعية، وأن يمارسوا اي أنشطة يرغبون في ممارستها بشرط اخذ الأدوية بشكل منتظم.
المدارس الصديقة للربو
وأشاد البروفيسور الجناحي ببرنامج المدارس الصديقة للربو، منوها إلى ان البرنامج مهم جدا وناجح.
ولفت إلى أنه يجري العمل في سدرة للطب على دراسات ترتبط بعلاج الأطفال المصابين بالربو، من بينها دراسة يقود الفريق العامل عليها، لدراسة العلاقة بين الربو والسمنة، وأن هناك دراسات أخرى مرتبطة بهذه الدراسة يتم العمل عليها.
كما اشاد بما توفره دولة قطر من علاجات، وقال: قطر توفر كافة العلاجات الحديثة، وكل أدوات التشخيص أيضا موجودة في مستشفيات مؤسسة حمد الطبية ومركز سدرة للطب، وكذلك في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وكل العلاجات المطلوبة والحديثة متوفرة، نسأل الله أن يجازي قيادتنا خيرا على توفير كل ما يحتاجه هؤلاء المرضى من أدوات تشخيصية ومن علاجات وغير ذلك.
300 مليون حالة
وتابع الجناحي قائلاً: «مع وجود أكثر من 300 مليون حالة في أنحاء العالم، يعتبر الربو تحدياً عالمياً للصحة العامة. فالربو هو أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال، وهو يفرض عبئاً مستمراً على أنظمة الرعاية الصحية بسبب ارتفاع معدلات انتشاره. البيانات الجديدة جديرة بالملاحظة، لا يوجد سبب للقلق، المطلوب فقط هو اليقظة. يمكن لمقدمي الرعاية الصحية وأولياء الأمور والمجتمع ككل، بما في ذلك القطاعين العام والخاص، أن يلعبوا دوراً في ضمان حصول الأطفال وكذلك البالغين المصابين بالربو، على تطبيق أنظمة الدعم واستخدام الموارد المناسبة».
وأضاف: في قطر، هناك عدد من المدارس المسجلة في برنامج المدارس الصديقة للربو، وهذه مبادرة رائعة أطلقتها وزارة الصحة العامة القطرية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. نريد أيضاً أن ننصح الآباء بأن يتوجهوا لزيارة طبيب الرعاية الأولية أولاً بدلاً من الذهاب إلى قسم الطوارئ، حين يراودهم الشك في إصابة أطفالهم بالربو أو الحساسية، إلا إذا كان الطفل يعاني من نوبة ربو. تطبق دولة قطر نظام إحالة قوي يضمن حصول الأطفال على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب».
تحسين نوعية الحياة
وتابع: يعمل برنامج المدارس الصديقة للربو التابع لوزارة الصحة العامة في جميع أنحاء قطر، ويساعد الأطفال على الاستفادة من المرافق الطبية بالمدرسة. الهدف الأساسي للبرنامج هو تحسين نوعية الحياة والنتائج الصحية للأطفال المصابين بالربو. يستهدف البرنامج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً والذين يعانون من المرض، وهو يدعم تطوير مهارات التأقلم لديهم ويساعد على تحسين حياتهم.
د.سامر حمودة ود. يحيى هاني يشاركان في الدراسة
قال الدكتور سامر حمودة، عالم أبحاث ما بعد الدكتوراه في مؤسسة حمد الطبية، وأحد مؤلفي الدراسة: رغم عدم وجود علاج للربو، إلا أنه من خلال الإدارة الجيدة، يمكن للأشخاص المصابين بهذا المرض أن يعيشوا حياة طبيعية نشيطة. وستساعد نتائج هذه الدراسة على توضيح ودعم التزامنا المستمر لضمان حصولنا على أحدث العلاجات وأفضل الخدمات للأطفال المصابين بالربو وأهلهم».
من جانبه قال الدكتور يحيى هاني، أخصائي الأبحاث في قسم الخدمات الطبية في سدرة للطب، والذي كان أحد مؤلفي الدراسة أيضاً: «نظراً للفجوة بين الدراسات المتشابهة، من المهم أن نفهم أن معايير ومنهجيات جمع البيانات تغيرت خلال العقد الماضي. ورغم أن الدراسة لم تكن مصممة لاستكشاف الأسباب المحتملة لارتفاع أعداد الحالات، إلا أنه من المستحسن أن تركز الأبحاث المستقبلية على النظر في العوامل المختلفة التي تساهم في زيادة حالات الربو والتهاب الأنف التحسسي والأكزيما في قطر. ونأمل أيضاً أن توجه النتائج سياسات الرعاية الصحية في قطر وأن توفر أساساً للاستراتيجيات الوقائية المتخذة في القطاعين الخاص والعام».