الدوحة - سيف الحموري - أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث أن الاعتماد على شبكة الكهرباء الوطنية لتوفير الطاقة اللازمة للمنشآت المؤقتة في استادات كأس العالم فيفا قطر 2022™ والمناطق المحيطة بها، بدلاً من استخدام مولدات الكهرباء التي تعمل بالديزل، أدى إلى منع انبعاث قرابة 9 آلاف طن من ثاني أكسيد الكربون خلال أيام البطولة التي استضافتها قطر نهاية العام الماضي.
وأشارت اللجنة العليا إلى تطبيق هذه الحلول المبتكرة في سبعة من استادات المونديال، بالتعاون مع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، مشيرة إلى أن هذا الإجراء أدى إلى توفير أكثر من 5 ملايين لتر من الديزل.
وقال المهندس ياسر عبد الله الجمال، المدير العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: «تمكنا من خلال العمل عن قرب مع شركائنا من تقديم حلول مبتكرة، ساعدتنا على الوفاء بالتزاماتنا تجاه الاستدامة والمحافظة على البيئة، وتمثلت في تقليل الاعتماد على مولدات الديزل في مواقع البطولة، مما أدى إلى تحسين جودة الهواء وخفض مستوى الضوضاء، وتقليل انبعاثات الكربون، فضلاً عن الحد من الحاجة إلى نقل كميات كبيرة من الوقود وتخزينها. لقد نجحنا في تحقيق كل هذه الفوائد مع إتاحة مصدر موثوق للطاقة طوال فترة البطولة.»
وكانت اللجنة العليا قد تعاونت مع كل من المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) والفيفا لدراسة نتائج الأحداث الرياضية التجريبية التي استضافتها البلاد على مدى السنوات الماضية استعداداً للمونديال، ومن بينها كأس العالم للأندية وكأس العرب، وخلصت الدراسة إلى أن شبكة الكهرباء الوطنية هي الخيار الأكثر جدوى لتقليل الاعتماد على المولدات التي تعمل بالديزل.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف؛ جرى إنشاء 44 محطة فرعية في مواقع البطولة، لتوفير 49 ألف كيلو فولت أمبير من الطاقة الكهربائية. ووفق المعتاد؛ تطلّب الأمر استخدام 185 مولداً لتشغيل الاستادات والمرافق المحيطة منها، إلا أن هذا الرقم انخفض إلى 70 بفضل الاعتماد على الشبكة الوطنية، الأمر الذي أدى إلى توفير 82٪ من احتياجات البطولة من الطاقة بشكل مباشر عبر شبكة الكهرباء الوطنية.
وقال سعادة المهندس عيسى بن هلال الكواري، رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء): «لقد بدأنا التنسيق والعمل عن قرب مع اللجنة العليا في مراحل مبكرة، لدراسة وضع البنية التحتية والإجراءات المطلوبة لزيادة قدرتها على توفير الطاقة، كما وضعنا خطة لتفعيل محطات جديدة ولمد الكابلات في الأماكن التي تحتاج إلى بنية خدمية إضافية. وبذلك قدمنا حلولاً مجدية، لم تقتصر نتائجها على الفوائد البيئية، بل أثبتت فاعليتها من حيث التكلفة المادية أيضاً. وتأتي أهمية هذه الحلول بأنها تمنح دولة قطر إرثاً هاماً، سيمكننا من مواصلة تزويد الاستادات بالطاقة من خلال شبكة كهرباء رئيسية موثوقة، بدلاً من استخدام المولدات المؤقتة في الأحداث الرياضية بالمستقبل.»
وأكدت المهندسة بدور المير، المدير التنفيذي لإدارة الاستدامة باللجنة العليا، أن هذه الخطوة تأتي ضمن التزام اللجنة العليا تجاه تعزيز ممارسات الاستدامة والمحافظة على البيئة، وقالت: «لطالما كانت الاستدامة على رأس أولويات قطر منذ فوزها بحق استضافة البطولة. وقد وضعت استراتيجيتنا للاستدامة حلول الطاقة المؤقتة منخفضة الأثر البيئي من بين جوانب التركيز الرئيسية. ويقدم النجاح الكبير الذي حققه المشروع شهادة على الجهود الهائلة التي بذلتها فرق العمل في سبيل ترك إرث مستدام للأجيال القادمة.»