الدوحة - سيف الحموري - تتوالى الذكريات بخصوص شهر رمضان في أيام الطفولة وربما كان ذلك اليوم بعيداً.. ولكنه يبقى عالقا في الذاكرة نتذكر بعضاً من تفاصيله. وتبقى الطقوس التي كانت خاصة بهذا الشهر الفضيل محفوظة في ذاكرتنا ومؤرشفة في خانة الذكريات يتم استدعاؤها كل سنة بحلول شهر رمضان، مع حنين يشدنا لها.
وتشترك العائلات القطرية في الاحتفال بالصوم إذ يمثل صوم الطفل في التقاليد القطرية انتقاله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج والإدراك، ولذا يسعى الأهل إلى إشعار الأبناء بأهمية الصيام لأول مرة في حياتهم، وتمرينهم وتعويدهم على الصبر عن الطعام والشراب، ليتم ذلك في إطار احتفالي وتشجيعي.
«العرب» تعود بالذكريات لأول يوم صيام مع الكاتب جمال فايز وكيف كانت أجواؤه.
وقال فايز: قدوم الشهر الفضيل وما يصاحبه من أجواء اجتماعية كان له الوقع الجميل في أنفسنا صغارا وكبارا. وأنا هنا أتحدث عن ذكرياتي في منتصف السبعينيات، عندما بدأت الصيام مبكرا في بداية المرحلة الابتدائية، وكانت العائلات في تلك الفترة تشجعنا على الصيام حتى قبل قدومه، وعلى الرغم من أنَّ أيام رمضان ولياليه دائمًا تكون هي الأجمل من بين كل شهور العام، إلا أن ذكريات الطفولة مع هذا الشهر تحديدًا لا يمكن مقارنتها بأي أيام أخرى للعديد من الأسباب، يأتي في مقدمتها أنها تشهد التجارب الأولى مع الصيام، فضلًا عن أن ضغوط الحياة كانت أقلَّ بكثير من الآن، وبالتالي كانت الفرصة سانحة أكثر للقاءات الأهل والأصدقاء في أجواء أسرية جميلة.
تجهيزات ما قبل رمضان
وعن التجهيزات التي تسبق الشهر الفضيل قال جمال فايز: كانت الأمهات يجهزن العديد من الأشياء قبل فترة من رمضان مثل خبز الرقاق وبعض التوابل والمواد التي يحتجنها في الطبخ وكن يطلبن منا مساعدتهن في بعض الأعمال التي تناسب أعمارنا، والتي كانت تشكل لدينا فرحة، وخلال شهر رمضان كان يطلب منا الصيام لبضع ساعات فقط وكان التعامل معنا بمرونة، حسب قدرتنا، وأذكر بداياتي في الصيام، والتي كانت تتميز بالنشاط فلم يكن الصيام يلغي ألعابنا ولا بعض الواجبات التي تكلفنا بها الأسرة مثل المساعدة في ضرب الهريس والعمل على توصيل أطباق الطعام بين الجيران، وهو ما يحفز الطفل أكثر على الصوم من خلال عيشه تفاصيل هذا الشهر، حيث كانت الأجواء آن ذلك مختلفة تماما عما نعيشه، فالطفل حاليا يفتقد التجهيزات المسبقة والعمل الجماعي الذي كان موجودا وحتى الروحانيات.
أفتقد والدي والتواصل
بين الجيران
وعن أهم ما يفتقده جمال فايز خلال الشهر الفضيل قال: لثاني عام على التوالي أصوم شهر رمضان بدون والدي، وهو أكثر ما افتقده وأحن إليه.
وأضاف: كما نفتقد التواصل بين الجيران خلال شهر رمضان وتبادل الأطباق، وحتى خلال الصلاوات فلم تعد المساجد تجمع الجيران مثلما كانت سابقا سواء بسبب كثرة الجوامع أو بسبب التهاء الناس، بالاضافة إلى تفاصيل الحياة اليومية التي كانت تمتاز بالعلاقات المتينة والمشاركة في كل التفاصيل.
إصدارات من وحي رمضان
ونوه جمال فايز بأن له العديد من الإصدارات التي كتبها بمناسبة شهر رمضان والقرنقعوه والعيد، والتي ركز من خلالها على الموروث الشعبي القطري والهوية الوطنية من خلال مجموعة قصصية متنوعة، مثل يوم العيد، وقصة ليلة الكرنقعوه من مجموعة الرحيل والميلاد.