الدوحة - سيف الحموري - انتعش سوق الخياطة الرجالية مع اقتراب عيد الفطر المبارك، ورصدت « العرب « الاقبال على محلات الخياطة في سوق واقف وسوق العلي، حيث أظهرت الصور اقبالا كثيفاً في أسبوع العيد أدى إلى انتعاش ملحوظ لدى محلات الخياطة الرجالية، حيث يحرص المواطنون والمقيمون على تفصيل ثياب جديدة للاحتفال بالعيد. هذا الإقبال المتزايد يؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد الطلبات اليومية، مما يجعل بعض المحلات تستقبل أكثر من 200 طلب يوميًا خلال هذه الفترة. وتتراوح أسعار تفصيل الثوب الرجالي بين 150 و200 ريال قطري، وذلك بناءً على نوعية القماش المستخدم. أما بالنسبة لثياب الأطفال، فتتراوح أسعارها بين 80 و90 ريالًا. يُعزى هذا التفاوت في الأسعار إلى اختلاف جودة الأقمشة وتكاليف التفصيل.
«العرب» التقت عدداً من زبائن محلات الخياطة الذين نصحوا بالتوجه إلى محلات الخياطة قبل حلول العيد بمدة كافية لتجنب الازدحام وضمان استلام ثيابهم في الوقت المحدد. ليتسنى لهم معالجة أي عيوب قد تظهر في الثياب بعد خياطتها. وقال عاملون في محلات الخياطة إن الفترة التي تسبق العيد تتحول محلات الخياطة إلى ورش عمل حقيقية، ولا يجد المختصون في محلات الخياطة الوقت لفعل أي شيء خارج إطار العمل، وذلك نظراً للالتزام بمواعيد تسليم الزبائن ثيابهم، موضحين أنه يتقسم العمل في محلات الخياطة بين العاملين، فهناك من هو مختص باستقبال الزبائن واخذ القياسات وتسجيل المواصفات المطلوبة للثياب التي يريدون تفصيلها، وهناك من يعمل على قص القماش وهناك من يقوم بعملية الدرز، وهناك موظفون مختصون لتجهيز الثياب للتسليم بعد كيها وترتيبها داخل الاكياس المخصصة لذلك.
موسم عمل
وقال محمد علي مشرف في احد محلات الخياطة ان فترة الأعياد وموسم الاعراس تعتبر موسما بالنسبة للخياطين، لا سيما هذه الفترة التي تسبق عيد الفطر المبارك، حيث تعمل محلات الخياطة بشكل مكثف لتلبية طلبات الزبائن. وأضاف: أن هناك جهوداً كبيرة في التدقيق على المقاسات والمتطلبات الخاصة بتصميم الثياب كي لا يكون هناك أي إضافات على الثوب. الزبائن ومع رغبتهم باختيار الأقمشة الجيدة يقومون بعمل جولات في السوق بصحبة عدد من الأصدقاء وأفراد من العائلة يختارون الأسواق التقليدية المعروفة كسوق العلي، ولكن عددا كبيرا من الأشخاص يرغبون بتعديل الياقات وإضافة تعديلات على الثوب في «الوقت الضائع».
من جهته قال محمد رشاد مشرف في احد محلات الخياطة ان لكل محل خياطة زبائنه الخاصين، وذلك على حسب قدم المحل، فكلما كان المحل قديما يكون معروفا بشكل أكبر من المحلات الجديدة ويكون لديه قائمة زبائن دائمين يترددون عليه في المناسبات، وأضاف أن افضل أماكن لمحلات الخياطة هو الفرجان، حيث اعتاد الناس على وجود محل خياطة أو اثنين في الفرجان القديمة، وعادة ما يكون لهذه المحلات زبائنها الخاصة الذين اعتادوا على الخياطين والخياطين اعتادوا عليهم ويعرفون مقاساتهم جيداً وذوقهم في تفصيل الثياب. ومع انتقال معظم المحلات إلى أماكن تجمع الخياطين باتت المنافسة اكبر بين المحلات، وتشمل المنافسة الأسعار وجودة القماش وجودة التفصيل والخياطة، وهذا يجعل الخياطين امام مهمة صعبة لإرضاء ذوق الزبائن وتقديم افضل ما لديهم للحفاظ على زبائنهم وسط ازدحام محلات الخياطة. وبين رشاد أن كثرة عدد الخياطين مفيد للمستهلك من ناحية تجنب الازدحام في فترة الأعياد، كما أنه يضمن له الجودة والسعر التنافسي.
أنواع الأقمشة
بدوره قال الخياط سعيد شرف الدين إنه يعمل في مجال الخياطة منذ 7 سنوات، وقد اصبح على معرفة تامة وخبرة طويلة بطريقة تفصيل الثوب القطري وأنواع القماش وذوق زبائنه، وأضاف: «العديد من زبائننا اعتادوا على الأقمشة التي تمتاز بانسيابيتها ومتانتها»، موضحا أن الأقمشة اليابانية تتصدر أنواع الأقمشة الأخرى في طلبات التصميم وبكميات كبيرة. واختيار الأقمشة الذي يقع على عاتق الزبائن يشارك فيه أيضاً الخياطون، حيث إن هناك بعض الأقمشة الجديدة المناسبة لحرارة الصيف مثل «نيو لكزس وشكيبو وغيرهما من الأقمشة الجديدة التي تعتبر الأكثر طلباً من بين أنواع الأقمشة الأخرى، كما أن هناك أنواعا تقليدية يفضلها.
من ناحيته يقول الخياط أحمد رابيش: ان الأقمشة تتوافر في أي وقت يرغب به الخياطون ولكنهم يرغبون في أن تكون هذه الأقمشة متناسبة مع كمية الطلب على الأثواب في موسم العيد وأن لا تزيد عليها كي لا تكون هناك خسائر بزيادة كمية الأقمشة عن متطلبات تفصيل الأثواب المطلوبة.
تضاعف الطلب
من جانبه قال الخياط محمد سيد: إن الإقبال على محلات الخياطة الرجالية يشهد ارتفاعًا كبيرًا مع اقتراب عيد الفطر المبارك، حيث يحرص الزبائن على تفصيل ثياب جديدة للاحتفال بهذه المناسبة. وأوضح أن الطلبات تتضاعف خلال الأسابيع الأخيرة من شهر رمضان، مما يجبر بعض المحلات على التوقف عن استقبال طلبات جديدة قبل العيد بفترة وجيزة.
وأضاف سيد أن العملاء يفضلون الأقمشة ذات الجودة العالية، مثل الأقمشة اليابانية والإندونيسية، والتي تتراوح أسعارها بين 150 و200 ريال قطري للثوب الواحد. كما أشار إلى أن بعض الزبائن يطلبون تصاميم خاصة أو تطريزات مميزة، مما يستغرق وقتًا أطول في التنفيذ. اما ثياب الأطفال فيتم تفصيلها بأسعار تتراوح ما بين 80 و90 ريالا قطريا، وأكد أن ضغط العمل يزداد في هذه الفترة، حيث يعمل الخياطون لساعات إضافية لتلبية الطلبات المتزايدة، لافتًا إلى أن البعض يطلب تجهيز الثياب خلال 24 ساعة فقط، مما يضع عبئًا كبيرًا على المحلات. ورغم ذلك، يرى الخياط أن هذه الفترة من العام تمثل موسمًا مهما لتعزيز المبيعات والحفاظ على علاقة جيدة مع الزبائن، الذين يعودون سنويًا لتفصيل ثيابهم قبل العيد.