الدوحة - سيف الحموري - تواصلت أمس فعاليات اليوم الوطني 2024 التي تقيمها وزارة الثقافة في المقر الدائم لدرب الساعي بمنطقة أم صلال خلال الفترة من 10- 18 ديسمبر الجاري. وشهد اليوم الثاني للفعاليات إقبالا كبيرا من الزائرين مواطنين ومقيمين بصحبة أبنائهم من أجل الاستمتاع بالفعاليات.
وقال عبدالرحمن أحمد البادي المعاضيد رئيس فعالية المقطر والعزبة إن الفعالية هي من الفعاليات الرئيسية في درب الساعي والتي تهدف إلى تعزيز التراث القطري وتعريف النشء والأجيال الجديدة به، مشيراً إلى أن الصغار ومن خلال وجودهم في منطقة ركوب الهجن يتعلمون أشياء كثيرة بمجرد النظر، فضلا عن تعليمهم بعض الأمور الخاصة بركوب الهجن وكذلك المصطلحات.
وأضاف المعاضيد: ان دولة قطر حريصة على تعريف الأجيال بتراث الأجداد وحثهم على الحفاظ عليه، ونحن هنا في درب الساعي وفي ظل هذه الأجواء التراثية نبذل قصارى جهدنا في كل عام خلال فعالية المقطر والعزبة لاستقطاب الزوار من العائلات بصحبة أبنائهم إلى الفعالية.
وقال ان الاقبال الكبير الذي تشهده فعالية المقطر والعزبة دليل على تعلق النشء بهذا التراث، كما نرى أشياء تسعدنا كثيرا ومنها حرص الصغار على طرح أسئلتهم علينا لتعلم ومعرفة بعض الأمور الخاصة بالهجن وبدورنا نعلمهم.
براحة الأطفال
وحظيت براحة الأطفال في درب الساعي التي ينظمها مركز الفنون البصرية بإقبال كبير من العائلات والأطفال، الذين استمتعوا بتجربة تجمع بين الترفيه والتعليم، وتهدف إلى تنمية مهارات الأطفال وتعزيز ارتباطهم بالتراث القطري، حيث قدمت برامج متنوعة نالت استحسان الجمهور وأتاحت للأطفال فرصة لاستكشاف مواهبهم في بيئة مليئة بالمرح والإبداع.
بدوره أوضح منصور جمعة، المشرف على فعالية براحة الأطفال، أن الفعالية مقسمة إلى ستة أقسام رئيسية، مما يوفر تجربة متكاملة للأطفال.
وقال “براحة الأطفال تضم جناح الخيل، الذي يتيح للأطفال التعرف على هذا العالم الرائع، بالإضافة إلى قسم رحلة إلى الأعماق، حيث يخوض الأطفال تجربة تفاعلية تحاكي الغوص وأسراره. لدينا أيضاً جناح المكعبات، الذي يركز على تنمية المهارات العقلية، وبيت السدو والنسيج الذي يعلم الأطفال حِرفة تقليدية عريقة».
وأشار إلى أن الفعالية تحتوي أيضاً على ركن الإبداع الذي يضم ورشاً مثل الرسم الحر وورش المهن، والتي تتيح للأطفال إطلاق العنان لخيالهم وإبداعهم. وأضاف: “من الأنشطة المميزة لدينا لعبة الدحروج، التي توفر تجربة مليئة بالحماس والتحدي للأطفال.”
وحول التنظيم والجهد لضمان تجربة فريدة أوضح منصور أن المشاركة في براحة الأطفال تسبقها عملية تسجيل لضمان تنظيم الفعالية بسلاسة، مؤكداً أن كافة الإمكانيات متوافرة لتوفير تجربة ممتعة ومفيدة للأطفال.
واختتم منصور قائلا: براحة الأطفال هي نموذج رائع لدمج التعليم والترفيه في فعالية واحدة، مما يجعلها محطة مميزة في درب الساعي خلال احتفالات اليوم الوطني.
«سنا قطر» تعرض تراثنا والنهضة التكنولوجية
تقدم وزارة الثقافة في درب الساعي هذا العام فعالية «سنا قطر» وهي عبارة عن ثلاثة أقسام تعرض تاريخ البلاد ونهضتها إلكترونياً على شاشات ممتدة على جدران الفعالية.
وقال السيد أنس الشايجي رئيس الفعالية إن سنا قطر تقدم تجارب مختلفة ومتميزة للزوار، ويتم ذلك من خلال القيام بعملية مسح ضوئي للصورة ليتم عرضها على الشاشة، لافتا إلى أن القسم الأول تفاعلي حيث يقوم الأطفال برسم الرسومات بالقسم المخصص ثم تعرض لهم على الشاشات الإلكترونية الكبيرة، بينما يضم القسم الثاني القهوة، وهو مصمم بطريقة حديثة جداً تعكس الجانب التكنولوجي وكأن الزائر في رحلة بالفضاء الإلكتروني، بالإضافة إلى قسم البراحة، وهو عبارة عن غرفة كبيرة مكونة من شاشات ثلاثية الابعاد تعكس افلاماً مختلفة عن تاريخ البلاد وحاضرها، لافتاً إلى أن هذه الفعالية لقيت استحسان الزوار بشكل كبير كونها فريدة من نوعها وتأخذ الزائر في تجربه قد يكون يعيشها لأول مرة، وحول القسم الثالث والأخير قال» يسمى القسم بالبراحة.
وفي سياق متصل قال الشايجي ان الفعالية تشهد اقبالا كثيفاً منذ اليوم الأول، وذلك لأنها تقام لأول مرة في فعاليات اليوم الوطني بدرب الساعي وتحت مظلة وزارة الثقافة، وأشار إلى أن موقع الفعالية مصمم بطريقة مميزة تضمن سلاسة الدخول والمشاركة في الفعاليات المختلفة، حيث صمم للفعالية مدخل ومخرج منفصلان عن بعضهما، لتيسير عملية أكبر عدد من الراغبين بالمشاركة من الزوار الكرام.
خالد السالم: معرض من 4 أقسام حول الموسيقى
يشارك مركز شؤون الموسيقى باحتفالات اليوم الوطني بدرب الساعي بمعرض يغطي جميع جوانب الآلات الموسيقية التراثية والحديثة، وقال السيد خالد حسن السالم مدير المركز إن المعرض يقام لأول مرة باحتفالات اليوم الوطني، حيث كانت تقتصر مشاركة المركز على الفعاليات الخارجية التي يقيمها على مسرح درب الساعي وغيره.
وأضاف: جاءت فكرة إقامة المعرض لإتاحة فرصة للجمهور للتعرف على الجوانب الموسيقية وأنواع الآلات القديمة والحديثة، بالإضافة إلى أنواع آلات التسجيل التي أصبحت من التراث والتي يراها بعض الزوار لأول مرة، وأوضح أن المعرض يتضمن 4 اقسام كل قسم منها يغطي جانبا معينا من عالم الموسيقى ويجمع بين الماضي والحاضر، منها القسم التراثي وقسم الآلات الموسيقية، وقسم التسجيلات، وقسم المكتبات.
واستعرض السالم محتوى الأقسام بدءا بالتراثي الذي يحتوي على مجموعة من الآلات الموسيقية معظمها كانت تستخدم قديماً في فنون البحر والفنون الشعبية النسائية والعرضة، وتتضمن آلة « المرواس « واليحلى «. وانتقل السالم إلى مركز الآلات الموسيقية الذي يضم مجموعة من مختلف الأنواع منها التي تستخدم بالموسيقى العربية كالتخت الشرقي وآلة العود والناي، والآلات المستخدمة في الايقاعات، بالإضافة إلى الآلات المستخدمة في الأوركسترا مثل الكمان والتشلو والبيانو وغيرها.
وعن قسم التسجيلات قال السالم انه يستعرض تطور آلة التسجيلات من ثلاثينيات القرن الماضي وحتى اليوم، حيث تعكس صورة لرحلة التطور لهذه الآلة من استخدام من الأسطوانات إلى السي دي، وأشار إلى أن قسم المكتبة يستعرض الكتب التي تتحدث عن الموسيقى سواء الشرقية أو العالمية، ويضم جناحين مخصصين لتكريم الفنانين القطريين الراحلين والذين كانت لهم بصمة مميزة في الموسيقى القطرية، وتحتوي هذه الاجنحة على ما استطعنا جمعه من مقتنياتهم مثل آلة العود وبعض الأشياء المتعلقة بمجال الفن الخاص بهم، بالإضافة إلى أعمالهم سواء الأدبية المتعلقة بهذا المجال أو التسجيلات.
عرض 3 مسرحيات يومياً لتعزيز الموروث القطري
يشارك مركز شؤون المسرح في فعاليات اليوم الوطني بدرب الساعي بتقديم عدد من العروض المسرحية للكبار والصغار
وقال السيد تيسير عبد الله رئيس وحدة الاتصال والإعلام في مركز شؤون المسرح التابع لوزارة الثقافة، إن اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة حرصت على تقديم باقة مميزة من الفنون المسرحية والموسيقية التي تعزز الموروث القطري وتسلط الضوء على الإبداع المسرحي للكبار والصغار، مشيرا إلى أن المركز يشارك بمجموعة جديدة ومتنوعة من الأنشطة التي تجمع بين المتعة والتعليم وتعزيز القيم التراثية، ما يجعلها تجربة ثقافية متكاملة.
وأضاف أن المركز يقدم 3 مسرحيات يوميًا على المسرح الرئيسي لمؤلفين قطريين من جيل الشباب وكذلك مخرجين وطاقم ممثلين شباب على مدار أيام درب الساعي، إضافة إلى أوبريتين غنائيين، الأول بعنوان «حكاية قلم» ويتحدث عن ملامح من تاريخ التعليم في دولة قطر بمشاركة 140 طفلا، والثاني بعنوان «للوطن نغني» وهو عبارة عن 17 أغنية وطنية شهيرة في تاريخ الغناء القطري بمشاركة 160 طفلا.
وأوضح عبدالله أن مركز شؤون المسرح يعرض لأول مرة مسرحية مخصصة للأطفال تقدم بأسلوب ممتع وشائق بعنوان «مغامرة سارة» وهي مزيج ما بين الدمى والشخصيات الحقيقة وذلك على مسرح الأطفال، كما يقدم المركز عرضا تراثيا يقدمه مجموعة من الشباب القطري بعنوان «شد حيلك» وهو عرض مسرحي يدعو للتفاؤل والعمل الجاد، ويقام من الساعة الرابعة عصرًا وحتى السابعة والنصف مساء.
وأشار رئيس وحدة الاتصال والإعلام في مركز شؤون المسرح إلى أن المركز يقدم يوميًا على مسرح الأطفال فعالية «حزاوي هدية» التي تجمع الفنانة القديرة هدية سعيد والفنان سلمان سالم في حكايات شعبية تتناول القيم النبيلة وتعكس أصالة التراث القطري بأسلوب قصصي مشوق ومُمتع، إضافة إلى مجموعة من الورش المتنوعة للأطفال والتي تناسب مع أعمارهم المختلفة.
وبين عبدالله أن المركز يقدم فعالية يومية في سوق واقف الشعبي بدرب الساعي بعنوان «مهن شعبية قطرية» تقدم على شكل مشاهد كوميدية درامية تعكس الحياة التراثية والمهن التقليدية، واختار المركز تقديم مهنتي «الكندري» وهو الشخص الذي يقوم بجلب الماء من البئر ونقله في علب معدنية لتوزيعها على أهل الفريج مقابل ثمن مادي، ومهنة «الدوار» وهو الشخص الذي يحمل أغراض النساء وبيعها في البيوت، وذلك يوميا من الساعة الرابعة عصرا حتى العاشرة مساء.