الدوحة - سيف الحموري - افتتحت مؤسسة حمد الطبية، مركز الدوحة الدولي للإستراتيجية والقيادة في زراعة الأعضاء، حضر حفل الافتتاح، عدد من القيادات الإدارية والطبية بوزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية، و139 متبرعاً بالأعضاء، ومرضى زراعة الأعضاء بما في ذلك أفراد أسر 18 متبرعاً بالأعضاء بعد الوفاة، حيث تم تكريمهم على عملهم النبيل ومساهمتهم في إنقاذ حياة الآخرين من خلال التبرع بالأعضاء. كما شهد الحفل حضور أعضاء من اللجنة الاستشارية لمركز الدوحة الدولي للإستراتيجية والقيادة في زراعة الأعضاء.
وقال الدكتور عبد الله الأنصاري، رئيس الإدارة الطبية بمؤسسة حمد الطبية، إن برامج التبرع بالأعضاء وزراعتها في قطر قد ساهمت في تغيير حياة آلاف الأشخاص منذ إنشائها.
وأضاف: «نشعر بفخر كبير بإضافة إنجاز آخر إلى برامجنا، الذي يتمثل في إنشاء مركز الدوحة الدولي للإستراتيجية والقيادة في زراعة الأعضاء».
وتابع د. الأنصاري: ندعم من خلال هذا المركز تطوير برامج زراعة الأعضاء على مستوى العالم، حيث سنشارك ما اكتسبناه من خبرات ومعارف في دولة قطر مع الدول الأخرى. وسوف يجري العمل بهذا المركز وفقاً لمبادئنا الثابتة وقيم الإنصاف والعدالة، كما يشارك في عضوية المركز مجلس استشاري دولي يتألف من خبراء بارزين لدعم عمله.
وخلال الحفل، جرى تكريم المتبرعين بالأعضاء الأحياء وأسر المتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة، حيث تم تقديم ميدالية الإيثار لهم، كما شهد الحفل تكريم متلقي عمليات زراعة الكلى القطريين الذين اختاروا إجراء جراحة زرع الكلى في قطر بدلاً من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.
د. يوسف المسلماني: توافر زراعات الكلى والكبد والرئة
قال الدكتور يوسف المسلماني، نائب الرئيس الطبي للشؤون الإكلينيكية بمؤسسة حمد الطبية ومدير مركز قطر لزراعة الأعضاء، إن برنامج زراعة الأعضاء في دولة قطر يوفر جراحات زراعة الكلى والكبد والرئة.
وأضاف: تُعد مؤسسة حمد الطبية أحد أكثر مراكز زراعة الأعضاء شمولاً في المنطقة، وتُعد دولة قطر رائداً إقليمياً في مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها. إن ترسيخ قيم احترام حقوق الإنسان والاستقلالية والمساواة جعل من دولة قطر نموذجاً لأفضل الممارسات الأخلاقية والإكلينيكية في مجال زراعة الأعضاء يحظى بإعجاب كبير من جانب مجتمع زراعة الأعضاء الدولي».
وقال:» تمكنا من الوصول لهذه المكانة من خلال مواصلة البناء على النجاح المستدام لميثاق الدوحة للتبرع بالأعضاء، والذي تم إنجازه من خلال التفكير الابتكاري والقيم الأخلاقية والقبول المجتمعي واسع النطاق للتبرع بالأعضاء والدعم الحكومي القوي، وحان الآن دورنا لمساعدة البلدان الأخرى في مجال زراعة الأعضاء من خلال مركز الدوحة الدولي للاستراتيجية والقيادة في زراعة الأعضاء».
د. رياض فاضل: 600 ألف في سجل المتبرعين
أوضح الدكتور رياض فاضل، مدير مركز قطر للتبرع بالأعضاء وعضو مجلس جمعية زراعة الأعضاء للشرق الأوسط وغرب ووسط آسيا، أن مركز الدوحة الدولي للاستراتيجية والقيادة في زراعة الأعضاء تم إنشاؤه من قِبل وزارة الصحة العامة بهدف وضع خطة عمل لمواجهة التحديات العالمية في مجال زراعة الأعضاء من خلال الجهود التعاونية مع منظمة الصحة العالمية والجهات المعنية الدولية الرئيسية.
وقال «يتوافق إنشاء هذا المركز مع ركيزة التنمية الاجتماعية برؤية قطر الوطنية 2030 والتي تدعو إلى بناء مجتمع يُعلي قيم العدالة ورعاية الآخرين ويتبنى أعلى المعايير الأخلاقية وتعزيز القدرة على القيام بدور مهم في الشراكة العالمية من أجل التنمية. تعكس هذه المبادرة التي تقودها دولة قطر التزام قطر بمساعدة الدول الأخرى على تطوير برامج أخلاقية وفعالة خاصة بها للتبرع بالأعضاء وزراعتها».
وأضاف: يُمثّل هذا الحدث فرصة لنتقدّم بالشكر لمُتلقّي الأعضاء الذين وضعوا ثقتهم في نظامنا الصحيّ وفرقنا الطبية. يُسجّل هذا العام رابع أفضل عام على التوالي في التبرّع بالأعضاء وزراعتها. نحتفل اليوم بتمتّع 121 متبرعًا ومتلقيًا بحياة صحيّة.
ووجه التحية لأرواح المتبرعين الثمانية عشر المُتوفّين لما وهبوه من حياة، أسكنهم الله فسيح جنّاته وبارك الله في أُسَرِهِم للكرم الذي أظهروه والهدية التي قدّموها.
وتابع: فضلا عن ذلك، يضمّ سجل المتبرعين في قطر ما يقرب من 600 ألف مسجل، يمثلون 28% من السكان البالغين. ومنذ إنشائه عام 2012، بات سجل المتبرعين الأسرع نموًا والملزم قانونًا في العالم. هذا العام، نجد أننا على المسار الصحيح لتحقيق أكثر من 7 حالات للتبرع بالأعضاء لكل مليون نسمة. وكما تعلمون، ما زالت تفصلنا على نهاية هذا العام ستة أسابيع، لذا نأمل أن يكون الوضع أفضل بكثير. وعلى صعيد آخر، لقد شهدنا تقدمًا ملحوظًا في الاستخدام الأمثل لأعضاء المتبرعين المتوفين. جميع الكلى والكبد التي تم التبرّع بها قد تم توجيهها للزراعة.
وأشار إلى أن التبرع بالكلى من المتبرعين المتوفين يمثل 60 % من إجمالي عمليات زراعة الكلى، ما يعد نتيجة جيدة للغاية، حيث تحتل قطر المرتبة الثامنة في مخطط منظمة الصحة العالمية لعام 2023 لنشاط زراعة الأعضاء، وأن عام 2009 شهد زراعة كليين فقط من متبرّعين أحياء، وأن اليوم يصل العدد إلى ما بين 70 و80 كلية كل عام. ونوه بأن برنامج زراعة الكبد شهد زيادة كبيرة في نسبة التبرّع، حيث بلغت هذه النسبة 50% هذا العام، مع عدم حاجة أي مريض للسفر إلى الخارج لزراعة الكبد، وهو ما يمثل نتيجة مُذهلة، كما شهدت قائمة الانتظار انخفاضًا بنسبة 30%.
وقال د. رياض فاضل: من أجل العام المقبل، نحن نتطلع إلى توسيع تركيزنا على برنامج زراعة القلب، أي التبرع بعد الوفاة القلبية، ومشروع مشاركة الأعضاء الذي نعمل عليه مع دول مجلس التعاون الخليجي. نحن ممتنون حقًا للدعم المستمر الذي نتلقّاه من المتبرعين وأسرهم والفرق الطبية المُتفانية. معًا، نعمل على تغيير حياة الناس وإحداث فارق في المستقبل.
نايف الشمري: حريصون على استمرار «نهر العطاء»
أكد السيد نايف الشمري المدير التنفيذي لإدارة الإعلام في مؤسسة حمد الطبية، حرص المؤسسة على تكريم المتبرعين، وأنهم يعتبرون حجر أساس في تقديم خدمات زراعة الأعضاء، فضلا عن مساهمات المتبرعين بالدم، ومساهماتهم الأوسع في إنجاح الكثير من الجراحات التي تتطلب توافر فصائل الدم المختلفة.
وقال الشمري: تدرك مؤسسة حمد الطبية جيداً، أهمية خدمات التبرع بالدم والأعضاء، لذا فإدارة المؤسسة تقدر هذا العمل الطوعي، الذي له دور محوري في توافر عدد من أبرز خدمات الرعاية الطبية التي توفرها المؤسسة، فجراحات التبرع بالأعضاء في قطر تسطر واحدا من أبرز إنجازات القطاع الصحي في الدولة.
وأضاف: نجتمع اليوم لتكريم المتبرعين بالأعضاء في الاحتفال السنوي الرابع عشر»الاحتفاء بالحياة 2024»، وفي ظل التشريعات القطرية التي تفرض التبرع الطوعي بالأعضاء، ندرك جيداً الدور الجوهري الذي يساهم من خلاله هؤلاء المتبرعون في انقاذ حياة المئات من السكان، من خلال عمل نبيل رفيع المنزلة، تقدره إدارة مؤسسة حمد الطبية عالياً.
وأشار المدير التنفيذي لإدارة الاعلام في مؤسسة حمد الطبية، إلى أن سجل المتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة، والذي يقارب الـ 600 ألف متبرع يمثل فخرا لكل العاملين في القطاع الصحي في دولة قطر، وأن هذا السجل الذي يضم أكثر من ربع سكان قطر يعد نتاج وعي ساهمت حمد الطبية في ترسيخه بالمجتمع طوال سنوات.
وتقدم الشمري بالشكر لكافة المتبرعين بالأعضاء، مؤكداً أن حرصهم على التبرع ساهم في انقاذ حياة الكثيرين، وأن التزام مؤسسة حمد الطبية بتقديم أفضل الخدمات الطبية للمتبرعين الأحياء، يعكس الحرص على استمرار «نهر عطاء» هذه الفئة. ونوه بأن التقدم الطبي الذي تشهده الدولة ينعكس من خلال تراجع واضح في المضاعفات الناتجة عن جراحات التبرع بالأعضاء، وأن النهضة الطبية التي يُتوقع أن تشهدها الدولة خلال السنوات المقبلة ستسهم في المزيد من النجاحات في هذا القطاع الحيوي والمهم.
الجدير بالذكر أنه في عام 2024، بلغ عدد الأفراد المسجلين في سجل التبرع بالأعضاء حوالي ربع سكان قطر من البالغين، وهم من 131 جنسية مختلفة، وتوجد بدولة قطر قائمة انتظار واحدة لزراعة الأعضاء مع ضمان وصول عادل لخدمات زراعة الأعضاء للأفراد من جميع الجنسيات. وتعد جراحات زراعة الأعضاء إجراءات طبية مهمة يمكن أن تسهم في إنقاذ حياة المرضى، كما يمكنها أن تحسن بشكل كبير جودة حياة الأفراد المصابين بفشل مزمن في الأعضاء. يمكن للمتبرع بالأعضاء بعد الوفاة المساهمة في إنقاذ حياة ما يصل إلى ثمانية أشخاص، كما يمكن التبرع بكلية أو بجزء من الكبد أثناء الحياة.