الدوحة - سيف الحموري - ثمنت الدكتورة كرمة سامي مديرة المركز القومي للترجمة في مصر، دور "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" في تشجيع وتحفيز المترجمين، والاضطلاع بدور بارز في النهوض بالترجمة على الصعيدين العربي والدولي، بما يمثل نموذجا يحتذى به في هذا الشأن.
وأكدت الدكتورة كرمة سامي، في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أهمية هذه الجائزة لا سيما مع تنامي نجاحها عاما بعد عام واشتمالها على تقدير المترجمين من كثير من لغات العالم.
ودعت إلى مواصلة هذا النهج في دوراتها المقبلة، لتشمل كل عام باقة أكبر من اللغات التي تطرحها تشجيعا للمترجمين، فضلا عن إضافة مجالات معرفية أخرى إلى جانب الإنسانيات والعلوم الاجتماعية.
ورأت مديرة المركز القومي للترجمة في مصر أنه من المهم وضع استراتيجية عربية للترجمة في إطار السعي لإحداث نهضة ثقافية وتعليمية شاملة وتعزيز التعاون بين الأشقاء العرب في مجال الترجمة، وذلك تحت راية جامعة الدول العربية وكبرى المؤسسات العربية الثقافية.
وأضافت أن إطلاق حوار حول هذا الموضوع في حد ذاته أمر إيجابي لأنه سيسفر عن تعاون حقيقي في المستقبل يضمن تبادل الخبرات والمترجمين والمراجعين، بما يحقق حلم التعامل مع مراكز للترجمة المناظرة في كل البلدان العربية، منوهة بأن هذه الاستراتيجية العربية تشمل وضع قاعدة بيانات، ورؤية للتنفيذ، حيث إن كل السبل ميسرة لنقل الثقافة العربية الأصيلة للعالم دون تشويه أو تحريف.
ولفتت الدكتورة كرمة سامي إلى أن العالم العربي بحاجة إلى تشجيع الترجمة في مجال العلوم والتكنولوجيا والدراسات المستقبلية والرقمية، حيث من الممكن اغتنام نجاح جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في السنوات القادمة، لإضافة فئات جديدة في هذا الشأن.
ونوهت إلى أن المترجم يواجه تحديات على المستويين المحلي والعالمي، ولكن رغم ذلك لم تتوقف صناعة الكتاب المترجم...مؤكدة أن المترجم يحتاج إلى تعاون، ورعاية دور النشر والمؤسسات الثقافية والإعلامية له، وبالطبع انتشار جوائز الترجمة، وإلقاء الضوء على جهوده.
وحول فرص اكتشاف المترجمين وصقل مهاراتهم، شددت على ضرورة بذل جهود حثيثة لاكتشاف مترجمين جدد وتدريبهم وصقل مهاراتهم.
وقالت: "إن تكوين المترجم يبدأ من سنوات تعليمه الأولى في المدرسة، فلا يتم تصميم المناهج لأن يدرس لغة أجنبية على حساب لغته الأم، ولا يجب السماح بأن تطغى ثقافة أجنبية على حساب ثقافته القومية"، معتبرة أن الترجمة تتطلب نهضة ثقافية وتعليمية شاملة في أي مجتمع ليتوفر لديه العدد الذي يحتاجه لتحقيق نهضة في الترجمة.
وشددت مديرة المركزي القومي المصري للترجمة على أن المبدأ الرئيسي الذي يتحتم على المترجم التزامه والتركيز عليه حين يبدأ بمهمته هو النفع للأمة.
وفي هذا السياق، استعرضت مديرة المركز القومي للترجمة في مصر تاريخ حركة الترجمة في العالم العربي ودورها، وكيفية النهوض بها، ومواجهة مختلف التحديات التي تواجهها عبر مبادرات وأفكار جديدة.
ونوهت الدكتورة كرمة سامي مديرة المركز القومي للترجمة في مصر، في الختام، بجهود الدول العربية التي اهتمت بالترجمة وإنشاء مراكز متخصصة تصب مجهوداتها في النهاية في صالح القارئ العربي ووعيه بأهمية ثقافة الترجمة.