الدوحة - سيف الحموري - شاركت الدكتورة نجاة اليافعي، مديرة قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية بإدارة الصحة الوقائية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في مؤتمر مضاعفات السكري يومي الجمعة والسبت الماضيين بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للسكري تحت شعار: السكري وجودة الحياة الصحية.
وأكدت خلال مشاركتها في المؤتمر أن الأبحاث تظهر أن أكثر من 90% من مرضى السكري يعانون من مضاعفات صحية في الفم مثل أمراض اللثة وجفاف الفم، وتسوس الأسنان، مما يؤثر على جودة حياتهم ويزيد من صعوبة التحكم بمستوى السكر في الدم.
وأضافت أن الدراسات في قطر تشير إلى أن 86 % من النساء المصابات بالسكري يعانين من التهابات الأنسجة الداعمة للأسنان وهو ما يؤدي للجيوب اللثوية، بينما وجدت دراسة أخرى أن 39 % من مرضى السكري لديهم التهابات الأنسجة الداعمة للأسنان، و66.6 % يعانون من التهاب اللثة. كما أظهرت أن نسبة 74 % يعانون من سوء تنظيف الأسنان.
وقد وجهت د. اليافعي لجمهور الأطباء سؤالا مفاده: كم غالبا تتوقع أن يكون مؤشر صحة الفم هي علامة حيوية مهمة لإدارة مرض السكري؟! ثم تحدثت في محاضرتها عن أن العلاقة بين صحة الفم والأسنان ومرض السكري هي علاقة متبادلة تخلق حلقة متصلة؛ حيث تؤدي مشاكل صحة الفم إلى زيادة مستويات السكر في الدم، ويؤدي السكري غير المنضبط بدوره إلى تفاقم مشاكل صحة الفم والأسنان. فعلى سبيل المثال، تؤدي مستويات السكر المرتفعة إلى تعزيز نمو البكتيريا التي تسبب أمراض اللثة، وبالتالي يؤدي مرض اللثة ذاته إلى زيادة مقاومة الأنسولين، مما يعقد إدارة مرض السكري. لهذا السبب، تُعتبر الفحوصات الدورية والمبكرة جزءا وقائيا وأساسياً لتحسين نتائج صحة مرضى السكري.
وأوصت د. اليافعي بضرورة التعاون بين أطباء الغدد الصماء، والباطنية وجميع المشتركين في متابعة وعلاج مرضى السكري وضرورة تحويل مرضاهم لعيادة الأسنان لتتم متابعتهم عن طريق أخصائي صحة الفم والأسنان وطبيب الأسنان، واختصاصي اللثة من أجل الفحوصات الدورية، والعلاج الروتيني من تنظيف الاسنان والجيوب اللثوية، وحشو الاسنان المتسوسة، وتشجيع مرضاهم على أهمية تفريش الأسنان يوميا واستخدام أدوات التنظيف المختلفة بحسب حاجة المريض، كما نوهت بأهمية العلاج الوقائي، وتقدم العلاجات المبتكرة اليوم، مثل تشخيصات اللعاب والعلاج بالليزر، وما لها من نتائج واعدة حيث يمكن لاختبارات اللعاب الكشف عما يمكن أن يكشف اللعاب عن مؤشرات حيوية مهمة مثل مستويات الجلوكوز وعلامات الالتهاب (مثل الانترلكتن6، وتيومر نيكروسز فاكتور ألفا)، التي غالباً ما تكون مرتفعة لدى مرضى السكري، مما يساعد في تتبع تطور المرض ومراقبة الالتهابات وهو ما يوفر من تحذيرات مبكرة.
وجددت د. اليافعي تأكيدها على أهمية التعاون بين التخصصات المختلفة وعيادات الأسنان مع تحويل مرضى السكري للمتابعة والعلاج.