الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله
التحكم في انفعال الغضب والسيطرة على النفس من الأمور بالغة الأهمية لكي ينجح الإنسان في حياته ويستطيع أن يتوافق مع نماذج البشر على اختلاف طباعها وأخلاقها.. وأيضاً لكي يتجنب ما يسببه الغضب من اضطرابات نفسية وعضوية متعددة، ويتفادى كثرة التصادم والاحتكاك والذي يحصد ـ بسببه خصومات وعداوات كثيرة.
يتصدر الغضب وسرعة الانفعال قائمة العوامل المسببة للاضطرابات النفسية والتشوش الذهني وإهدار طاقات الناس النفسية والبدنية، وهو أيضاً من أهم أسباب اختلال التوافق واللياقة النفسية والاجتماعية، وهناك حقيقة لا تقبل الجدل تقول:» لا ينال العلا من كان طبعه الغضب «، فالغضب لا يفرز إلا الضغينة والحقد، وهو نار تحرق العقل وتسحق البدن وتصيبه بأمراض لا حصر لها. ويتفق معظم علماء النفس على أن الغضب ضرورة لحماية النفس من عدوان العالم الخارجي، ولكن عندما يصبح الفرد سهل الاستثارة يغضب لأتفه الأسباب وتزداد حدة انفعالاته لفترات طويلة فانه سوف يعانى من أعراض التوتر المستمر والقلق المزمن وضعف التركيز والإعياء الذهني و البدني وفقد الرغبة فى الاستمتاع بالحياة، مع بعض الأعراض الاكتئابية.
والغضب مثل البخار المضغوط فى إناء محكم إذا لم يجد منفذاً لخروجه فانه يصيب الفرد بمرض أو أكثر من تلك المجموعة المسماة بامراض النفس- جسمية مثل قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية والقولون العصبي والصداع العصبي المزمن.. الخ، ويعبر البعض عن ذلك بأن الغضب إذا لم يخرج فسوف يستقر فى أحشائك.
وللرسول صلى الله عليه وسلم منهج فعال لتعديل السلوك فى حالات الغضب يتضمن عدة طرق وأساليب ناجحة نذكر أحدها وهو يهدف إلى طرد الأفكار الخاطئة المثيرة للانفعال أولاً بأول، بتكرار وترديد بعض الآيات الكريمة «فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين» (المائدة 13) «ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور» (الشورى 43). والحديث الشريف «الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب» وأن يحاكى ويقلد الثبات والقوة النفسية والحلم فى نماذج الأنماط السلوكية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومنها أنه كان يوما يمشى ومعه أنس فأدركه أعرابي فجذبه جذباً شديداً وكان عليه برد غليظ الحاشية، قال «انس» رضي الله عنه: «حتى نظرت إلى عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت فيه حاشية البرد من شدة جذبه « فقال: «يا محمد هب لي من مال الله الذي عندك « فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحك ثم أمر بإعطائه ومنع الصحابة من التعرض له، ولما أكثرت قريش إيذاءه قال: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» وعفا عنهم جميعاً، تلك هي أعظم درجات القوة النفسية ودلالة اكتمال العقل وانكسار قوة الغضب وخضوعها التام للعقل والحكمة.
وإذا أردت التدريب على هذا المنهج عليك فى نهاية كل يوم أن تجلس فى خلوة علاجية مسترخياً على مقعد مريح وأن تأمر ذهنك بطرد كل الأفكار السلبية والهموم وأن تتأمل منهج الرسول الذى ذكرناه والمواقف العملية المثيرة للغضب التى تعرضت لها ومدى نجاحك فى تطبيق وتقليد هذا المنهج فى معالجتها.. وأن تتابع ذلك وتسجله فى مفكرتك الخاصة يومياً لمدة شهر وسوف تشعر بالقوة النفسية وتزايد قدراتك فى السيطرة على الغضب.
❚ التفكير الإيجابي
- من سعادة العبد أخذ الحيطة واستعمال الأسباب مع التوكل على الله عز وجل.
- من سعادة العبد قدرته على كسب الناس واستجلاب محبتهم وعطفهم.
- إياك والحقد على الناس وحب الانتقام منهم وحسدهم على ما آتاهم الله من فضله « ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله «.
- إن ضجة الحياة وبلبلة الناس وتشويش الآخرين كفيل بإزعاجك، وهدّ قواك وتشتيت خاطرك وليس لك سكينة ولا طمأنينة إلا في كتاب ربك وذكر مولاك.
- السعادة سلوة خاطر بحق يحمله، وانشراح صدر لمبدأ يعيشه، وراحة قلب لخير يكتنفه.
❚ همسات
تجاهل الناس الذين يرددون كلمة مستحيل.
بقدر ما تركز مجهودك في موضوع ما تحقق النجاح المطلوب.
رؤيتك السلبية لنفسك بسبب فشلك في الحياة والنظرة الإيجابية تدفعك دائما للنجاح.
ما تخاف منه قد يحدث لك إذا استمررت في التفكير فيه.
لا تقارن نفسك بالآخرين وخصوصا الفاشلين.