الدوحة - سيف الحموري - أكد عدد من المواطنين ان التوسع العمراني الكبير في منطقة الوكرة والوكير يستدعي المزيد من المرافق الخدمية لتلبية الحاجة المتزايدة نتيجة الزيادة السكانية وتخفيف الضغط على المرافق والخدمات الحكومية القائمة بما فيها الخدمات التعليمية والتجارية.
وقالوا لـ «العرب» إن الزيادة المطردة للسكان والتوسع العمراني الذي تشهده منطقة الوكرة والوكير يتطلبان التوسع في المشاريع الخدمية والتجارية، لمواكبة تلك الزيادة المطردة للسكان وللتكامل مع التوسع العمراني الذي تشهده مدينة الوكرة حالياً. ونوهوا بأن هيئة الاشغال العامة «أشغال» أعلنت تنفيذ العديد من المشاريع لتطوير الطرق والبنية التحتية في نطاق بلدية الوكرة، تخدم نحو 2000 قسيمة سكنية في شمال الوكير وغرب المشاف، بالإضافة إلى تطوير الطرق والبنية التحتية في غرب الوكرة، تخدم ما يقارب من 1200 قطعة أرض ما بين الاستخدامات السكنية والتجارية والعامة.
مواطنون: مدارس الوكرة لا تستوعب الأعداد المتزايدة من الطلاب
أكد المواطن راشد المري حاجة بعض المناطق المأهولة بالسكان في مناطق الوكرة للمدارس في مختلف المراحل التعليمية، مشيرا الى ان بعض المناطق تعاني من عدم وجود مدارس كافية تستوعب الأعداد المتزايدة من الطلاب، في ظل تجاوز بعض الصفوف المعدل العالمي المتعارف عليه من الأعداد.
وأشار المري الى ان افتتاح بعض مرافق البنية التحتية في مناطق الوكرة والوكير في السنوات الأخيرة لا ينفي الحاجة المستمرة لتوفير هذه الخدمات لمواكبة الزيادة السكانية الكبيرة التي تشهدها مناطق الجنوب، حيث تم افتتاح مركز صحي جديد خاص بالمواطنين غير المركز الصحي القائم، الى جانب وجود مركز صحي آخر يخدم منطقة الوكير.
وحول مدى الحاجة لإنشاء المراكز التجارية قال المري ان افتتاح شركة الميرة للمواد الاستهلاكية ثاني فروعها للبيع بالجملة في سوق الوكرة المركزي كان خطوة جيدة لكن لا تكفي لتلبية احتياجات الأهالي، مؤكدا انه تم صمم سوق الوكرة بطابع قطري وطبقًا لأحدث النظم العالمية بما يخدم جميع الفئات، ويمتد السوق على ما يقارب 230 ألف متر مربع ويقع على ملتقى شبكة الطرق الحديثة والرئيسية، ويضم السوق الجديد 74 محلا لبيع الخضراوات والفواكه وغيرها من المنتجات مثل العسل والتمور والتوابل بالإضافة إلى 102 محل تنشط في خدمة السوق من خلال بيع مستلزمات البيطرة ومحلات لوازم الرحلات وغيرها من السلع، كما سيتوفر على بقالات لبيع الضروريات التي يحتاجها أهالي المنطقة.
وأضاف المري أن منطقة معيذر الوكير في حاجة لتوفير المزيد من الخدمات الأساسية مثل المساجد، وأسواق الفرجان، وملاعب الفرجان، ومراكز تجارية أو فرع للميرة لتفادي الاعتماد على المناطق المجاورة خصوصا مع تزايد الكثافة السكانية بها الآن والزيادة المتوقعة في المستقبل القريب.
التوسع العمراني
من جانبه قال المواطن خلف سهيل، أحد سكان الوكرة، ان التوسع العمراني في مناطق الوكرة أدى إلى اتساع مساحة المدينة وتسبب بالضغط على جهات الخدمات لتوفير البنية التحتية لها من ماء وكهرباء وصرف صحي كما أدى ذلك إلى ارتفاع مستمر في أسعار الأراضي الصالحة لبناء مساكن وبالتالي دخول المضاربات الاستثمارية على تلك الأراضي فأصبح الطلب أكثر من العرض وما نتج عن ذلك من زيادة مستمرة في الاسعار.
وأكد سهيل انه كانت منذ عدة سنوات الوكرة مدينة صغيرة يكاد مركز صحي واحد ومدرسة واحدة ومركز تجاري واحد أن يكفي حاجة السكان، ولكن مع الزيادة السكانية الكبيرة في ظل استقطاب العديد من السكان وانخفاض أسعار الأماكن السكنية وقربها من الدوحة ومدينة مسيعيد الصناعية جذبت عددا كبيرا من المواطنين والمقيمين للإقامة بها ما أحدث تغييرا جذريا في الكثافة السكانية للبلدية وزيادة الضغط على الخدمات والمرافق.
م.علي أبو شريدة العذبة: الكثافة السكانية تتطلب مراجعة الطاقة الاستيعابية للخدمات
استعرض المهندس علي أبو شريدة العذبة، أهم الخدمات التي تواجه ضغطاً كبيرا من الزيادة السكانية المطردة في مناطق الوكرة والوكير، بما فيها الخدمات الصحية، مشيرا الى وجود مركزين صحيين يخدمان أهالي المنطقة، أحدهما مركز صغير والآخر مركز رئيسي يماثل مستشفى حمد العام لكنه لا يلبي حاجة السكان في ظل وجود العديد من الفئات الصحية للمراجعين في المركز وهو ما يعكس الحاجة لإضافة عدة مراكز أخرى جديدة لتجنب زيادة الضغط على المراكز الصحية وتأخر توفير الخدمات للمواطنين في مناطق الوكرة والوكير، مع التأكيد على جهود وزارة الصحة في تلبية الاحتياجات المتزايدة للجمهور من خدمات الرعاية الصحية الأولية مع مراعاة التوزيع الجغرافي والكثافة السكانية لكل منطقة يتم افتتاح مركز صحي بها.
وأشار العذبة الى حاجة المنطقة كذلك الى الخدمات التعليمية في ظل التحاق بعض الطلاب بالمدارس في مدينة مسيعيد نظرا لعدم قدرة المدارس المتوفرة في الوكرة على استيعاب المزيد من الطلبة، موضحا أن الحل يتمثل في العمل على فتح مدارس جديدة تلبي احتياجات أهالي المنطقة، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة سكانية.
وأكد أن الزيادة السكانية تتطلب توفير المزيد من الخدمات التجارية وتلبية الحاجات المتزايدة لمجتمع الوكرة المتنامي، داعيا إلى زيادة اسواق الفرجان لتلبية حاجة السكان لاسيما في منطقة شمال الوكرة لما تمثله من أهمية كبيرة لسكان المناطق وتلبية حاجتهم المتزايدة للمحال التجارية.
ونوه بضرورة تسريع وتيرة اعمال مشاريع البنية التحتية في الوكرة واستكمال الخدمات للمناطق التي ما زالت تنتظر تطوير شبكات الطرق والصرف الصحي والبنية التحتية بشكل عام.
وأضاف: أن أعضاء المجلس البلدي السابقين والعضو الحالي لم يدخروا جهداً في خدمة أبناء الوكرة، لكن ولله الحمد ان بلادنا في تطور وتقدم دائم وهو ما يتطلب المزيد من الجهد والمتابعة لمواكبة التطور وضمان الأفضل.
ولفت إلى أن الوكرة تحتاج إلى تطوير الخدمات في شاطئ الوكرة «سيف الوكرة» والتنسيق مع الجهات المختصة لاستكمال ما تبقى من مشاريع خدمية وتطوير الأخرى منها، كما أشار إلى معالجة التكتل السكاني من خلال اقتراح مناطق لتخطيطها كقسائم سكنية والتوسع لتخفيف الضغط عن مدينة الوكرة، حيث إن الكثافة السكانية الكبيرة تتمركز في مدينة الوكرة، مما يدعو إلى مراجعة الطاقة الاستيعابية للبنية التحتية من شبكات كهرباء وتمديدات المياه وشبكات الطرق ومواقف المركبات وغيرها من الخدمات الأخرى.
م. أحمد الجولو: التوسع الرأسي يُخفض تكاليف البنية التحتية
في تعليقه على التوسع العمراني وتزايد النمو السكاني المتزايد في العديد من المناطق بما فيها الوكرة، طرح المهندس أحمد جاسم الجولو، رئيس مجلس إدارة جمعية المهندسين القطريين السابق، فكرة التوسع العمراني العمودي كخيار اقتصادي في ظل النهضة العمرانية والنمو السكاني المتزايد في البلد، لافتا الى دوره في التخفيف من تكاليف البنية التحتية المتمثلة في التمديدات وشبكات الصرف الصحي والطرق والمياه والكهرباء وغيرها من الخدمات، وأوضح الجولو ان التوسع العمودي يحقق سرعة إنجازية في البناء ربما لا يوفرها التوسع الأفقي، وذلك لاتخاذه خيار التكرار، بشكل يتوافق مع سرعة النمو الديموغرافي والكثافة السكانية المتزايدة في دولة قطر.
وقال الجولو: ربما كان التمدد الأفقي هو الخيار الموضوعي في الماضي القريب لتوفر الأراضي المحيطة بالأحياء السكنية وبأسعار معقولة، وانخفاض أعداد سكان المدن قياسا بما هو عليه الآن، إلا انه في السنوات الأخيرة اصبح واضحا ضرورة الانتباه لظاهرة الاستمرار في التمدد الأفقي وجدوى الاتجاه للتمدد العمودي لأسباب موضوعية عدة من بينها التكلفة الباهظة لتشغيل البنية التحتية.
«العرب» ترصد تنفيذ 7 مشاريع تطوير
رصدت «العرب» مشاريع هيئة الأشغال العامة «أشغال» في مدينة الوكرة، والتي تشمل مشاريع للطرق الرئيسية ومشاريع البنية التحتية والصرف الصحي والمباني. واستطاعت العرب رصد نحو 7 مشاريع في مدينة الوكرة. مثل مشروع طريق الوكرة الرئيسي الذي يمتد بطول 9 كيلومترات من تقاطع المطار بالدائري السابع وصولاً لطريق مسيعيد وتقاطع وعب بحير بالجزء الجنوبي من طريق الدوحة السريع حيث ستشمل الأعمال توسعة الطريق إلى ثلاثة مسارات تستوعب 6000 مركبة في الساعة في كل اتجاه بدلاً من مسارين تستوعب 4000 مركبة في الساعة في كل اتجاه وهو ما سيحقق انسيابية مرورية كبيرة ويختصر زمن الرحلات أمام القادمين من الدوحة في اتجاه الوكرة والمناطق الجنوبية، لاسيما وأن المشروع سيتضمن إنشاء أربع تقاطعات جديدة وتحويل الدوارات الحالية إلى تقاطعات بإشارات ضوئية فضلاً عن إنشاء نفق يوفر تدفقاً مرورياً حراً في كلا الاتجاهين. وتضمن المشروع إنشاء مسارات للدراجات الهوائية والمشاة بطول 6.1 كيلومتر تمتد من تقاطع المطار حتى محطة الريل راس بو فنطاس. ويشكل طريق الوكرة الرئيسي نقطة ربط استراتيجية وحلقة وصل رئيسية بين مدينتي الدوحة والوكرة، حيث يرتبط بشكل مباشر مع الطريق الدائري السابع والجزء الجنوبي من طريق الدوحة السريع (طريق الوكرة الموازي) وصولاً لطريق مسيعيد، كما يتكامل طريق الوكرة الرئيسي مع المترو.
مدارس
وفي مشاريع المباني أكملت الهيئة مشروع بناء مدرسة سعود بن عبدالرحمن النموذجية المستقلة للبنين. وتتكون المدرسة من مبنى رئيسي من طابقين ومبان ملحقة مثل: غرفة الحارس، غرفة البستاني، غرفة السائقين، غرف لوحات كهربائية رئيسية وغرف للمضخات. تبلغ المساحة الإجمالية للمدرسة حوالي 9150 م2 تقريباً. وتتضمن المدرسة أيضاً على مواقف للسيارات وللحافلات وملاعب خارجية ومساحات خضراء. ويحيط بالمدرسة سور خرساني سابق التجهيز. ويتكون المبنى الرئيسي من 25 فصلاً دراسياً بالإضافة إلى أقسام أخرى وتتسع المدرسة لحوالي 625 طالباً. وما يعزز المبنى الرئيسي هو الهيكل الخرساني أما القاعات الأخرى فمكسوة بالهيكل الصلب وتتمتع بتكييف مركزي.
مستشفيات ومراكز
وفي قطاع الصحة أكملت الهيئة مشروع بناء مستشفى الوكرة في عام 2007، والذي تم تشييده على أرض بمساحة 303.533 م2، تقع جنوب الوكرة وتخدم المنطقة من مسيعيد إلى الوكرة والوكير وحتى جنوب الدوحة، مما يسهل الخدمات الطبية للمواطنين والمقيمين بهذه المناطق ويسهم في تخفيف الضغط على مستشفى حمد. وتستوعب المستشفى 321 سريرا، وتخدم كل التخصصات الطبية، وتضم عيادات خارجية، وطوارئ عامة للكبار والأطفال والنساء والولادة ووحدة غسيل الكلى.
ونفذت الهيئة مراكز صحية في خمس مناطق من ضمنها الوكرة وتقع المراكز على مساحات مختلفة تتناسب مع الخدمات التي يقدمها المركز والكثافة السكانية في المنطقة.
المقابر
ونفذت الهيئة مشروع مقبرة الوكرة الجديدة والتي تضمنت إنشاء مسجد، ومكاتب، ومنطقة غسل الموتى، وسكن للموظفين، ومستودعات مظللة، ومواقف سيارات مظللة وتكملة السور الخارجي.
البنية التحتية
وفي مشاريع البنية التحتية أكملت الهيئة مشروع تطوير الطرق والبنية التحتية في منطقة غرب الوكرة، وبلغت أعمال الطرق في المشروع حوالي 26 كلم تمتد على 85 شارع تقريباً. يغطي المشروع مساحة إجمالية تبلغ 4.8 كيلومتر مربع. وانشأت الهيئة تقاطعات مع إشارات مرورية ودوارات لتسهيل حركة السير في المنطقة، ووفرت أنظمة إنارة الشوارع وإنشاء مواقف للسيارات، ومسارات مخصصة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية وتنفيذ أعمال الرصف، وتركيب اللوحات الإرشادية واللافتات المرورية لتعزيز السلامة، والبنية التحتية منها إنشاء شبكة تجميع وتصريف مياه الأمطار، وشبكة الصرف الصحي وتطوير شبكة الري، وصممت شبكة ضخ وتوزيع مياه الصرف الصحي المعالجة.