الدوحة - سيف الحموري - دعا سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، لبناء شراكات ذكية ومبتكرة ومستدامة في مجال التعاون في التعليم الدولي تستفيد منها جميع الأطراف كضرورة مُلحة، لاسيما تعزيز برامج التبادل الطلابي ودعم المشاريع البحثية المشتركة؛ مما يسهم في تحقيق أهداف التعليم العالمية في ظل التحديات والشواغل التي يواجهها العالم، مثل: النزاعات والأزمات المتعددة الأبعاد، وتطوير استراتيجيات تضمن الحفاظ على رأس المال البشري والاجتماعي، وتُمكن الشباب من التنقل بثقة وحرية حول العالم، وقال لا سبيل لذلك إلا بالعمل مع الجامعات والمؤسسات التعليمية والبحثية والشركاء من جميع أنحاء العالم؛ لتحقيق أحلام الشباب وطموحاتهم وإعدادهم لقيادة المستقبل.
جاء ذلك في كلمته أمام مؤتمر التعليم الدولي الخامس والثمانين، والذي نظمه المكتب الكندي للتعليم الدولي بأتاوا خلال الفترة من 3-6 نوفمبر 2024، وشاركت فيه دولة قطر بوفد تربوي رفيع المستوى برئاسة سعادته؛ لمناقشة تعزيز التعاون في مجال التعليم الدولي، وكيفية تشارك الخبرات والمعارف والفرص وأفضل الممارسات، إذ أشاد سعادته بالمؤتمر كمنصة جمعت خبراء العالم لبحث قضايا تعليم الطلاب الدوليين، ودعمهم وتمكينهم من النجاح، كما دعا سعادته لإعادة التفكير في إدارة التعليم الدولي وتوجيهه بطريقة تضمن تأهيل الطلاب لقيادة المستقبل.
واستعرض سعادته أمام المؤتمر مسيرة قطر النهضوية وتطور التعليم وإنجازاته، مؤكدًا أن القيادة الرشيدة للبلاد قد أولت اهتمامًا كبيرًا بالاستثمار في التعليم؛ لأنه حجر الزاوية للتنمية المستدامة، والوسيلة الفعالة لتمكين الأجيال القادمة من مواجهة التحديات العالمية، وأنَّ منظومة التعليم في قطر شهدت تطورًا ملحوظًا في مجالات التحول الرقمي وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأن التعليم الدولي أصبح جزءًا لا يتجزأ من التجربة الأكاديمية الفريدة لدولة قطر، وذلك منذ انطلاق رؤيتها الوطنية 2030 في عام 2008، حيث رسّخت مكانة قطر كدولة متقدمة قادرة على تحقيق تنمية مستدامة وتوفير الرخاء الاقتصادي لشعبها.
كما سلط سعادته الضوء على المبادرات والمشاريع التي أطلقتها دولة قطر منذ تدشين استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024-2030، والمتضمنة إدخال منهجيات تعليمية حديثة وتقديم فرص تعليمية متنوعة تلبي اتجاهات الطلبة وميولهم، وتغذي سوق العمل بالمهارات المطلوبة، وإطلاق استراتيجية وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر 2024-2030، تحت شعار "إيقاد شعلة التعلم" لتطوير نظام تعليمي متكامل يهيئ الحياة المهنية الناجحة، ويعزز القيم والأخلاق وروح التعاون، ويحفز التفكير الناقد، ويسهم في إعداد جيل متميز ومتمكّن من مهارات القرن الحادي والعشرين.
ضم الوفد القطري المشارك في مؤتمر التعليم الدولي الذي ترأسه سعادة الدكتور النعيمي كلًا من الدكتور حارب محمد الجابري، القائم بمهام وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم العالي، والسيد ناصر محمد النعيمي، الملحق الثقافي لدولة قطر في الولايات المتحدة وكندا، والدكتورة رانية يسري محمد، مديرة إدارة المدارس ورياض الأطفال الخاصة، والسيدة سارة عيسى الشريم، مدير إدارة المناهج الدراسية ومصادر التعلم، والسيدة إيمان العشا، خبير تعليم بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي. كما حضر سعادة السفير الدكتور خالد بن راشد المنصوري سفير دولة قطر لدى كندا كلمة الوفد القطري في المؤتمر.
الجدير بالذكر أن مؤتمر التعليم الدولي جمع هذا العام أكثر من 1,300 مشارك من ممارسي التعليم الدولي وصناع السياسات، وأصحاب المصلحة من 50 دولة من حول العالم لإجراء حوار بنّاء عبر 75 جلسة نقاشية، وبمشاركة أكثر من 60 عارضًا؛ وذلك لتبادل الأفكار حول الابتكار وإعادة تنظيم التعليم الدولي واستشراف مستقبله، بما في ذلك كيفية إدارة المنح الدراسية، وتقديم خدمات البحث والمعلومات، وبرامج التدريب والتطوير المهني للمعلمين الدوليين، وذلك من منطلق أهمية دور التعليم الدولي كأفضل وسيلة لتعزيز التفاهم بين الشعوب، وتطوير روابط سياسية وثقافية واقتصادية مستدامة بين الدول، وأن القرارات التي يتخذها المؤتمر والاتجاهات التي يختارها ستؤثر في مستقبل التعليم الدولي في كندا وحول العالم على حد سواء.