الدوحة - سيف الحموري - قال السيد أحمد بن سالم اليافعي مدير عام قناة الجزيرة في رسالة للعاملين في القناة «بمناسبة مرور ثمانية وعشرين عاما على انطلاق الجزيرة» ما برحت الجزيرة ناهضة باعتبارها المنصة الإخبارية الأوسع انتشارا والأعظم مصداقية، والعلامة الفارقة في عالم الإعلام سواء حين كنتم تبنون منبراً للرأي والرأي الآخر، أو لاحقا حين كنتم تشيّدون جسرا بين مئات الملايين من الجماهير على اختلاف المنصات.
وأضاف «واجهتم في رحلة نجاحكم عشرات المحاولات لثنيكم وتعطيل مسيرتكم، لكن ثبتّم والجزيرة صامدين رغم كل الظروف، ولعل أصعبها العام المنصرم، حين فضحت حرب هذه الحكومة الإسرائيلية الوحشية زيف الادعاء الحضاري، فإذا بها تُخرج ما في باطنها من حقيقة التوحش الذي تؤمن به؛ قنابل وصواريخ ونيران في مواجهة البشر والحجر والكلمة والصورة، في حرب فاقت كل النماذج التاريخية في استعداء الصحافة بالهجوم الفعلي على الفرق العاملة فيها من الذين يؤمنون بقيم الحرية والعدالة، وترويعهم ومحاولة إلزامهم بسردية واحدة. في ظل هذا الهجوم،
وأكد أن الجزيرة ظلت وحدها تطارد الحقيقة في الميدان، أرضاً بأرض، وسماءً بسماء، ورصاصة بصورة أو كلمة، لم تهن أو تنكسر وتتراجع حين استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي طواقمنا ومكاتبنا في قطاع غزة والقدس ولبنان ورام الله.. فأضحت كل فلسطين مكتبا للجزيرة وانبرى عشرات المراسلين المنتشرين وقوفا بين الناس وفوق الدمار وتحت أزيز الرصاص يكشفون للجمهور حقيقة ما يحدث.
وتابع « بدا من الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبحث عن إعلام دعائي، يبرّر ولا يُحاسب، يُصفّق ولا يُناقش، وفي سبيل ذلك قتلت قواته خلال عام واحد أكثر من 182 صحفيا فلسطينيا، وبدا للعالم أجمع كما لو أن هناك ثأراً بينه وبين حرية التعبير والتغطية النزيهة، فاستهدفت قواته عائلات الصحفيين وأطقم الجزيرة بالقتل والتهديد وهدم المنازل، ثم من بقي منهم بالقنص وأغلقت في وجههم كل وسائل العلاج والطبابة، ضاربة عرض الحائط باتفاقيات لاهاي وجنيف والمناشدات الأممية والمنظمات الدولية لإخراج الزميل علي العطار والزميل فادي الوحيدي للعلاج بعد أن دخل في غيبوبة عقب استهدافه عمداً. بل تتمادى إسرائيل فتتّهم طواقمنا وصحفيينا على الأرض وتفبرك التهم بحقهم دون أساس سعيا لما قد يصل إلى تهديد أمنهم وحياتهم.