الدوحة - سيف الحموري - احتفل العديد من الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية والإدارات والشركات والمراكز في الدولة بليلة «القرنقعوه» والتي تصادف ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، وتُعد ليلة القرنقعوه عادة شعبية من الموروثات القديمة التي تتناقلها الأجيال وينتظرها الأطفال والكبار.
وأقامت المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» احتفالية مميزة بليلة القرنقعوه، وذلك ضمن فعالياتها الرمضانية، وفي إطار سعيها المتواصل لترسيخ العادات المرتبطة بتراث قطر الأصيل، وتعريف الأجيال الجديدة بالموروث الشعبي والتقاليد المتوارثة في شهر رمضان المبارك التي تعزز المحبة والتراحم والعطاء والألفة في نفوس الأطفال، حيث بدأت مئات الأسر والعائلات من المواطنين والمقيمين بالتوافد على الحي الثقافي «كتارا» بعد الإفطار والذي تزين بحلة من الأضواء اللامعة والمتلألئة، للاحتفال بالليلة التراثية التي تصادف ليلة النصف من رمضان المبارك، يصطحبون معهم أطفالهم الذين يرتدون ثيابهم التقليدية المزركشة والمطرزة بخيوط الذهب والفضة «السديري» للأولاد و»الزري» للبنات.
كما شاركت وزارة الداخلية في الاحتفالات بليلة القرنقعوه، حيث احتفلت إدارة الشرطة المجتمعية في الحي الثقافي «كتارا» من خلال توزيع هدايا القرنقعوه على الأطفال من أجل إدخال الفرحة والسعادة في نفوسهم، وفي مجمع لاندمارك احتفلت إدارة شرطة الأحداث مع الأطفال من رواد المجمع وعائلاتهم من خلال توزيع القرنقعوه عليهم وسط فرحة وسعادة من الأطفال.
كما شاركت إدارة الشرطة المجتمعية وإدارة أمن المنشآت والهيئات ممثلة في مبادرة «أنت مهم»، في فعاليات الاحتفال بليلة القرنقعوه التي نظمها النادي العربي الرياضي بهدف إحياء العادات والتقاليد المرتبطة بالتراث القطري الأصيل، شارك في الفعاليات إلى جانب الداخلية عدد من الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني، وتضمنت الفعاليات عددا من المسابقات الترفيهية والتراثية والأكلات الشعبية والأناشيد والأهازيج الوطنية والأشغال اليدوية.
من جهة أخرى، نظمت هيئة الأشغال العامة «أشغال» ممثلة في لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة بالتعاون مع قطر للسياحة والخطوط الجوية القطرية وأوريدو، فعالية خاصة احتفالا بليلة القرنقعوه، وذلك في ساحة كورنيش الدوحة، حضر الفعالية ممثلون عن الجهات المنظمة، بالإضافة إلى ممثلي ومنتسبي مركز الشفلح ومركز رعاية الأيتام (دريمة)، للمساهمة في تعريف هؤلاء الأطفال بالموروثات الثقافية وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والحياتية.
وشملت فعالية ليلة القرنقعوه سلسلة من الأنشطة التي تحتفي بالثقافة والتقاليد القطرية، وضمت هذه الأنشطة، المصممة خصيصاً للأطفال للتعلم والإبداع، عرض أزياء خاصة بملابس القرنقعوه التقليدية، وورش عمل حول تزيين البطولة التقليدية خاصة بالفتيات، والرسم مع عزام، وصناعة سوار السدو، كما تم تقديم فقرات مسرحية حول تقاليد القرنقعوه، وفقرات غنائية للأطفال، إلى جانب مسابقات ثقافية وأنشطة بناء الفريق تخللها العديد من الجوائز.
فيما نظم مركز النور للمكفوفين فعالية احتفالية بالقرنقعوه، بالتعاون مع الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية، ضمن عدد من الأنشطة التي يقدمها المركز لمنتسبيه بهدف تعزيز قدراتهم المعرفية وتقوية ارتباطهم بالمناسبات الشعبية عبر طرق هادفة ومميزة.
وجاءت الفعالية على هيئة أركان متجددة توزعت بين ركن التعريف بالملابس الشعبية، وركن صناعة توزيعات القرنقعوه، وركن بطاقات وفوانيس القرنقعوه، وركن تصميم المسجد، إضافة إلى أركان الرسم والحنة ودكان القرنقعوه.
واحتفل ميناء الدوحة القديم بليلة القرنقعوه في حي الميناء، حيث تم تنظيم الفعالية بين مباني حي الميناء والتي تجسد بتصاميمها وتداخل مبانيها العمارة والمنازل القطرية القديمة وبالأخص الواقعة في المدن والقرى الساحلية بالدولة.
وقد أقامت إدارة ميناء الدوحة القديم مجموعة من الفعاليات الشعبية التي تتناسب مع مختلف الفئات العمرية ، إلى جانب توزيع الهدايا والحلويات على الأطفال وزوار الميناء، وذلك في إطار التزام الميناء بالحفاظ على الثقافة القطرية الاصيلة وتراثها العريق، حيث تعتبر هذه الفعاليات جزءا من الفعاليات الرئيسية التي يسعى الميناء إلى ترسيخها في نفوس الأجيال القادمة وتعزيز التفاعل في أوساط المجتمع المحلي.
وعاشت مشيرب قلب الدوحة أجواء ساحرة وغامرة باحتفالات القرنقعوه، حيث قدمت للعائلات والصغار تجربة استثنائية. الصغار تجمعوا في ساحة النخيل في شارع سكة الوادي للمشاركة في عروض الأزياء التراثية، والتقاط صور لهم بتقنية 360 درجة وعرضها على شاشات مدينة مشيرب وواجهة مبنى M7، بينما حظي آخرون بتجربة استثنائية على متن ترام مشيرب، حيث حصلوا على أكياس الحلوى والمكسرات خلال جولتهم في شوارع وأحياء المدينة.
الجدير بالذكر أن»القرنقعوه»عادة تراثية قديمة نتوارثها ونجددها كل عام في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، وتهدف إلى تشجيع الأطفال وحثهم على الاستمرارية في الصيام حتى نهاية الشهر الفضيل، كما أنها مكافأة لهم على صومهم نصف شهر رمضان المبارك. كان الأطفال قديما يطرقون أبواب المنازل والبيوت القريبة بعد المغرب بغية ملء الأكياس التي معهم بشتى أنواع الحلوى والمكسرات التي يعدها الأهالي خصيصا قبل أيام من هذه المناسبة. ويصدح الأطفال في هذه الاحتفالية بالأهزوجة الشعبية الخالدة وكلماتها وعباراتها ذات الدلالات التي تمجد الجود والكرم «قرنقعوه .. قرقاعوه... عطونا الله يعطيكم.. بيت مكّة يودّيكم...».