الدوحة - سيف الحموري - د. محمد بن حمد: نهدف لأن يكون المريض مطمئناً بالمستشفيات

د. مريم عبد الملك: بذل أقصى الجهود لتعزيز السلامة

البروفيسور أبو سمرة: سلامة المرضى قضية مهمة للغاية

ناصر النعيمي: برامج تدريبية وطنية شاملة لتحسين الجودة

افتتحت وزارة الصحة العامة، أمس، المؤتمر العلمي للأسبوع القطري العاشر لسلامة المرضى، والذي ينعقد على مدى ثلاثة أيام بمشاركة نخبة واسعة من الخبراء والمختصين المحليين والدوليين، وممثلي المرضى وموضوعه الرئيسي «تحسين التشخيص من أجل سلامة المرضى».
يتحدث في المؤتمر 72 خبيراً محلياً ودولياً، وينعقد بطريقة مختلطة تجمع بين الحضور الفعلي في مقر المؤتمر والمشاركة من خلال تقنيات الاتصال عن بعد، ويشارك في رعايته كل من مؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ومستشفى المدينة الطبية العسكرية، ومستشفى «ذا فيو».
كما يتضمن المؤتمر سبع حلقات نقاشية تتناول موضوعات ومفاهيم مختلفة متعلقة بسلامة المرض، إضافة إلى عشر محاضرات تستعرض فيها مؤسسات صحية محلية ودولية تجاربها الناجحة في تحسين جودة وسلامة الخدمات المقدمة.

وأكد الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة برامج الوقاية من الأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة، أن دولة قطر مستمرة في الحرص على سلامة المرضى، والأسبوع القطري لسلامة المرضى 2024 للسنة العاشرة يتواصل، وكل عام بمسمى لهذا الموضوع.
وقال: سلامة المرضى من الأمور المهمة جداً، وكما جاء في قسم ابقراط، بألا تعمل أذى، وهدفنا أن يكون المريض مطمئنا في مستشفيات الدولة، من حيث توفر الجودة المتميزة، وقد حصلنا على الاعتماد الكندي في سلامة المرضى في عام 2017.
وأضاف: نطمح للاستمرارية والتأكيد على دور القطاع الخاص، الذي ينمو بصورة مستمرة، ومع نموه نحتاج إلى تركيز أكبر على الوقاية، والتقليل من المخاطر والشكاوى، لأن سلامة المرضى من الأمور الهامة لدينا.
وأشار إلى أن دولة قطر قطعت شوطا كبيرا في تحسين سلامة المرضى، وتوفير بيئة آمنة للمرضى.
وتابع: نجحنا في وضع مبادئ إرشادية لسلامة المرضى، خاصةً وأن الأطباء العاملين في قطر من دول مختلفة، وأن كلا منها بها أسلوب مختلف للعلاج، لذا حرصنا على توحيد نظام التعامل مع المرضى، مع اختلاف الثقافات والجامعات التي تخرج منها العاملون في القطاع الطبي في قطر، ونطمح لتقريب وجهات النظر بقدر الاستطاعة.

رعاية فعالة
وقالت السيدة هدى عامر الكثيري، مدير إدارة التخطيط الإستراتيجي والأداء والابتكار بوزارة الصحة العامة في كلمتها في افتتاح المؤتمر: «يحظى الأسبوع القطري لسلامة المرضى بأهمية كبيرة في تعزيز التعاون بين جميع المعنيين من أجل تقديم أفضل رعاية صحية للسكان بصورة آمنة وفعالة وعالية الجودة، وهو ما يمثل أولوية في مختلف الإستراتيجيات الصحية بدولة قطر».
وأضافت: «نحتفل هذا العام بمرور عقدٍ من الالتزام بالنهوض بجودة الرعاية الصحية وسلامتها، وما حققناه من تحسينات في سلامة المرضى، ونسعى لمواصلة مسيرة التحسينات، وهو ما يتضح جلياً من خلال شعار هذا العام الذي يؤكد أن سلامة التشخيص هي مفتاح الحصول على الرعاية الآمنة والفعالة».
وخلال المؤتمر تم تقديم عمل فني بالرسم على الرمال، حيث عرضت الفنانة شيماء المغيري من خلاله رحلة عشر سنوات مع الأسبوع القطري لسلامة المرضى، منذ إنشائه عام 2014.

تعزيز السلامة

وأكدت الدكتورة مريم علي عبد الملك، المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية على أهمية فعاليات الأسبوع القطري والتي تؤكد ضرورة بذل أقصى الجهود من أجل تعزيز سلامة المرضى، وذلك خلال مشاركتها في حلقة نقاشية بالمؤتمر حول أحدث التطورات في مجال سلامة المرضى بمشاركة نخبة من المتحدثين المحليين والدوليين.
وأضافت: «نؤمن أن الجهود المشتركة ضرورية وفعالة من أجل خلق نظام صحي قوي وأكثر قدرة على الاستجابة ومواجهة التحديات الصحية في دولة قطر».
 
جودة التشخيص
قال البروفيسور عبد البديع أبو سمرة رئيس الجودة بمؤسسة حمد الطبية ومدير مركز الأيض والسكري والطب الباطني بالمؤسسة إن هذا الأسبوع متخصص لقضية سلامة المرضى حيث يجتمع جميع الجهات الصحية بالدولة الخاصة والحكومية للمشاركة في هذا الحدث.
وأشار إلى أن سلامة المرضى تتضمن الكثير من الأمور التي تتعلق بالرعاية الطبية للمريض، منذ دخوله للمستشفى وحتى تلقي الخدمة اللازمة، حيث يتم التركيز على أهمية توفير كافة الخدمات اللازمة والمناسبة لوضع الحالة الطبية له من كافة النواحي بحيث يتم تجنب حدوث أي أضرار قد تقع له وتؤمن له السلامة خلال تواجده في المستشفى.
وأضاف أن سلامة المرضى قضية مهمة للغاية وعادة ما تقوم المؤسسات الصحية ببحث حالة كل مريض وتصنيفه ومن ثم توفير الرعاية وفقا لحالته.
ولفت إلى أن هناك معايير كثيرة للجودة في مؤسسة حمد الطبية فمنها ما هو متعلق بالأماكن ومنها ما هو متعلق بالتشغيل وأخرى تتعلق بالكوادر البشرية وكيفية نقل المعلومات بينهم لمنع الأخطاء ومعايير تتعلق بالعلاج أو الإرشادات المناسبة لضمان سلامة وجودة الخدمات بما يزيد عن 100 معيار أو إجراء طبي يتم مراجعتها أو تحديثها بشكل مستمر لضمان مدة معالجتها وتعديل ما يتطلب تعديله منها.
وأضاف أن التشخيص الجيد للحالات يرتبط بسلامة المرضى أيضا حيث يقلل من فترة تواجد المريض بالمستشفى حيث إن كل يوم إضافي بالمستشفى يعرض المريض لإمكانية الإصابة بالتهابات أو السقوط أو التخثر ومن هنا تبرز أهمية تقليل مكوث المريض بالمستشفى وهذا الأمر يعتمد بشكل كبير على التشخيص الجيد والذي يتم في المؤسسة وفقا لمعايير وإرشادات عامة وفقا لكل مريض والأعراض التى تبدو عليه.

برامج تدريبية شاملة
أكد السيد ناصر النعيمي الرئيس التنفيذي لخبرات المرضى ومدير معهد حمد لجودة الرعاية الصحية، إطلاق برامج تدريبية وطنية شاملة تركز على تحسين الجودة وسلامة المرضى والرعاية المرتكزة على الشخص، تحت رعاية وزارة الصحة العامة، مشيراً إلى أن هذه المبادرات تهدف إلى رفع معايير الرعاية الصحية في قطر، وضمان انتقال سلس للخدمات بين مقدمي الرعاية الصحية في القطاعين العام والخاص.
وقال النعيمي: تتماشى البرامج مع الإستراتيجية الوطنية للصحة، لضمان تقديم رعاية متكاملة بين الرعاية الأولية والرعاية المستشفيات وإعدادات الرعاية البديلة، مما يؤدي إلى توحيد رحلة المريض وتحسين تجربته، وتم إطلاق أول نسخة تجريبية من البرنامج في ديسمبر 2023، بمشاركة 31 مشاركًا من تسع مؤسسات رعاية صحية قطرية، بما في ذلك مؤسسات بارزة بما في ذلك المستشفى التركي، ومستشفى أستر، ومستشفى الأهلي، ومستشفى أمان، ومستشفى العمادي، وسدرة للطب، وأسباير، ومستشفى ذا فيو، وعيادة الدوحة، وتبعها جلسة أخرى في مايو 2024 حيث تم تدريب 40 مشاركًا إضافيًا.
وأوضح أن دورة أساسيات تحسين الجودة تقدم مفاهيم رئيسية في تحسين الجودة، وتشمل نموذج التحسين، أهداف SMART، أدوات قياس البيانات، ومنهجيات عملية، تتضمن الدورة ورش عمل تفاعلية، تهدف إلى تعزيز قدرات المشاركين على تنفيذ مبادرات تحسين الجودة في مكان عملهم، تمكن هذه الدورة الأساسية العاملين في الرعاية الصحية من اختبار وقياس والإبلاغ عن التحسينات التي يتم إجراؤها في رعاية المرضى.

زيارة الوعي
قالت الدكتورة درية القحطاني- استشاري أول طب الأسرة مدير الخدمات المتكاملة والرعاية المستمرة في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية: دورنا رائد في مجال الرعاية الصحية الأولية، ونحن نشعر بالفخر كوننا جزءا من هذه الحملة التي ترمي إلى التشخيص الطبي الصحيح، سيما وأن التشخيص الصحيح يختزل علينا الكثير من الوقت في تقديم كامل الخدمة للمريض، كما أنه يحد من الأخطاء الطبية، وهذا يتطلب رفع وعي مقدمي الخدمة وأفراد المجتمع في هذا السياق.
وأضافت: تشارك المؤسسة في جناح ضمن المعرض المصاحب «للمؤتمر العلمي للأسبوع القطري لسلامة المرضى» لرفع وعي المجتمع بأهمية التشخيص الصحيح في الرعاية الصحية ويحسن جودة الخدمات المقدمة، فالتشخيص الخاطئ يؤدي إلى صياغة خطة علاجية غير صحيحة للمريض مما يترتب عليها الكثير من الأعباء.
وتابعت: حرصنا في هذا الجناح لطرح عدد من المسابقات والأنشطة لترسيخ وعي المجتمع بأهمية سلامة المرضى من خلال التشخيص الصحيح، وتعريف الزوار بإنجازات المؤسسة فيما يتعلق بسلامة المرضى، خاصة مبادرة Teach back والتي ترمي إلى التأكد من أن المريض قادر على استيعاب ما قاله له الطبيب عن حالته الصحية والخطة العلاجية وبالتالي يستطيع أن يشرح حالته لمقدم خدمة آخر وهذا يخفض الأخطاء الطبية.