حال قطر

 مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني ينظم محاضرة عامة بعنوان "حماية الأطفال في حالات الكوارث والطوارئ والأزمات"

الدوحة - سيف الحموري -  نظم مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري، محاضرة عامة بعنوان "حماية الأطفال في حالات الكوارث والطوارئ والأزمات"، قدمتها سعادة السيدة كيت فوربس رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، في مدرج المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
ناقشت السيدة كيت فوربس، خلال المحاضرة، التحديات الكبرى التي يواجهها الأطفال في مناطق النزاعات والكوارث، مؤكدة أن هذه الفئة تعد الأكثر هشاشة وتأثرا في مثل هذه الأوضاع القاسية.
وأشارت إلى عيش عدد من الأطفال في ظروف نزاع حول العالم بلغ نحو 400 مليون طفل، وفقا لتقارير /اليونيسف/، معتبرة أنه رقم ينذر بالخطر ويستدعي تحركا دوليا سريعا.
ولفتت إلى ما يواجهه هؤلاء الأطفال من أوضاع مأساوية تشمل النزوح القسري، والانفصال عن أسرهم، وتعرضهم لمخاطر التجنيد القسري والانتهاكات الجنسية، بالإضافة إلى الحرمان من التعليم والرعاية الصحية، مبينة أن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يضطلع بدور محوري في التصدي لهذه الأزمات، حيث تتواجد فرقه في مواقع استراتيجية حول العالم لتقديم الدعم العاجل والمستمر للأطفال المتضررين.
وأضافت فوربس أن الفرق تعمل في أثناء الأزمات وقبلها وبعدها لضمان توفير الحماية اللازمة للأطفال، وتأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء، والمأوى، والرعاية الصحية، مشيرة إلى أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين يعانون آثار الصدمات الناتجة عن النزاعات.
كما شددت رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، على أهمية تعزيز الأطر القانونية لحماية الأطفال في أوقات الأزمات، موضحة أن السياسات وحدها لا تكفي لتحقيق هذه الغاية، وأنه لا بد من وجود شراكات قوية بين المؤسسات الدولية والمحلية لضمان تنفيذ استجابات إنسانية فعالة على أرض الواقع.
ودعت إلى إشراك جميع أصحاب المصلحة في تصميم تلك الجهود، ومن ضمنهم الأطفال أنفسهم، لتعزيز الحلول المستدامة التي تحمي حقوقهم وتلبي احتياجاتهم، مشددة على ضرورة إدماج التعليم في خطط الاستجابة الإنسانية، لما يمثله التعليم من حق أساسي لهم لا يمكن تأجيله حتى في أوقات النزاع، وعلى ضرورة توفير بيئات تعليمية آمنة في المناطق المتضررة، حتى أصبحت ضرورة ملحة للحفاظ على مستقبل هؤلاء الأطفال ومنحهم فرصة بناء حياة مستقرة.
وفي هذا السياق، نوهت السيدة كيت فوربس إلى التأثيرات المتزايدة للتغيرات المناخية على الأطفال، مؤكدة أن التغيرات المناخية تعد أحد التحديات الجديدة التي يجب على المجتمع الدولي التعامل معها بحزم، لأن آثارها تهدد حياة ومستقبل ملايين الأطفال حول العالم.
من جانبه، اعتبر الدكتور غسان الكحلوت مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، الأطفال هم الأكثر هشاشة في الأزمات، سواء كانت طبيعية أو ناتجة عن نزاعات مسلحة، موضحا أن الحرب في غزة تذكرنا بتأثير النزاعات المدمر على الأطفال.
وقال "ونحن نحتفي باليوم العالمي لحماية التعليم، نتذكر أهمية حماية التعليم في ظل النزاعات، وهو واجب دولي يتطلب تضافر الجهود العالمية"، مشيدا بدور قطر الريادي في دعم المبادرات العالمية لضمان استمرار التعليم في بيئات آمنة حتى في أصعب الظروف، داعيا المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود وتوحيد الصفوف لحماية الأطفال من آثار الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية، بهدف ضمان مستقبل آمن ومستقر لهم.
بدوره، أشار سعادة السيد فيصل محمد العمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري، إلى التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية في ظل نزاعات معقدة وممتدة، وإلى كون الأطفال هم الفئة الأكثر ضعفا وتأثرا بتلك الأوضاع، حيث يواجهون مخاطر جسيمة على حياتهم وصحتهم وتعليمهم، مبينا إيمان الهلال الأحمر القطري بحق كل طفل في الحماية والرعاية، وعمله الدؤوب على تقديم الدعم العاجل لتأمين احتياجاتهم الأساسية وضمان سلامتهم الجسدية والنفسية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا