الارشيف / حال قطر

الصحافة القطرية.. مسيرة الرواد والتجارب الخالدة

الدوحة - سيف الحموري - يواصل المركز القطري للصحافة «سلسلة تاريخ الصحافة الخليجية»، التي تتناول نشأة وتطور مسيرة الصحف الخليجية عبر الزمن، وأهمّ التجارب الصحفية الخالدة في محاولة لتوثيق جزء هامّ من تاريخنا الإعلامي.

ونتاول في هذه الحلقة تاريخ الصحافة القطرية، وأصداء إصدار مجلة «الدوحة» التي كانت من أوسع المجلات انتشارًا في الوطن العربي، ومجلة الأمة التي سرعان ما تراجعت، ولكن استمر كتاب «الأمة» الشهري الذي أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب لكبار الكتّاب والمفكرين الإسلاميين .

مرّت الصحافة القطرية بمرحلتَين؛ الأولى نشأة الصحف القطرية عام 1961م، واستمرّت حتى عام 1998م؛ حيث تمّ حل وزارة الإعلام بناءً على القانون رقم خمسة (5) الصادر عام 1998م، وتأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون، وكذلك هيئة الإذاعة والتلفزيون؛ لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الصحافة القطرية تمتاز بنمو وازدهار الصحف وتنوّع الإصدارات. المرحلة الأولى: نشأة الصحافة القطرية (1961 - 1998م).

تميزت نشأة الصحافة القطرية بعدة ملامح رئيسية، أهمها الاهتمام المبكر بالصحافة المدرسية، إذ أولت وزارة التربية والتعليم، الصحافةَ المدرسية عناية خاصة، وشجعت المدارس وساعدتها بكل الوسائل؛ كي تصدر صحفًا تعبّر عن الأنشطة الطلابية. وصدر الكثير من تلك الصحف المدرسية التي قام بتحريرها الطلاب أنفسهم مع إشراف وتوجيه من معلميهم ومشرفي الصحافة المدرسية. وحدث تنافس بين المدارس في كل من المرحلتين:

الإعدادية والثانوية حول إصدار الصحف المدرسية. وهكذا كانت البداية بإصدار مدارس وزارة التربية والتعليم مجلة قطر النموذجية على شكل كتاب؛ من حيث القطع والإخراج عام 1961م؛ وهو العام نفسه الذي صدرت فيه «الجريدة الرسمية» التي تعد أول صحيفة قطرية.

كان هناك سبق للصحف الحكومية مقارنة بالصحف الأهلية في النشأة؛ حيث أصدرت الحكومة القطرية أول جريدة رسمية لنشر القوانين والمراسيم الأميرية في 2 يناير عام 1961م باسم «الجريدة الرسمية». وبعد ذلك بعدة سنوات أصدرت إدارة الإعلام أول مجلة ثقافية حكومية في قطر باسم «الدوحة»؛ كي تؤدّي دورًا ثقافيًا تسهم من خلاله في إثراء الحياة الفكرية، ليس على الصعيد المحلي في قطر فقط، بل على الصعيد العربي أجمع، كما أصدرت وزارة التربية مجلة (التربية) في ديسمبر عام 1970م.

صدر العدد الأول من مجلة «الدوحة» في نوفمبر عام 1969 كمجلة تعنى بالثقافة والفنون في قطر. وفي عام 1976 أخذت توجهها العربي، لتعنى بشؤون الثقافة العربية من المحيط إلى الخليج، واستمرت حتى يناير عام 1986، عندما توقفت في ذروة مجدها في ظل رئاسة تحرير الناقد الراحل رجاء النقاش، حيث حققت شهرة كبيرة، وأصبحت صنوًا لمجلة العربي الثقافية الكويتية.  

واستأنفت المجلة الصدور مجددًا في نوفمبر 2007، وتماشيًا مع الأوضاع في الوطن العربي وما استجد عليها في العقدين الأخيرين، بدأت المجلة من عدد يونيو 2011 مرحلة جديدة من عمرها، جعلتها في قلب الأحداث دائمًا. وحظيت المجلة بأسماء كثيرة كتبت فيها على مدى سنوات صدورها، ومنها على سبيل المثال: يوسف إدريس، وناصر الدين الأسد، وجبرا ابراهيم جبرا، ومحمود السعدني، وفدوى طوقان، ومحمد جابر الأنصاري، وعز الدين المدني، ومحمد عبده يماني، وروكس بن زايد العزيزي، وألفريد فرج، ويوسف الشاروني، وعيسى الناعوري، والطيّب صالح، ومحمد الغزالي. وتميزت مجلة الدوحة بالكتاب المجاني، الذي كان يصدر كل شهر، إضافة إلى كتاب مترجم ربع سنوي. ويتميز كتاب الدوحة الشهري بتقديم كتابات النهضة العربية في النصف الأول من القرن العشرين.

وكان الكتاب الأول «طبائع الاستبداد» لعبدالرحمن الكواكبي، وبعده توالت الكتب من مختلف الاتجاهات الفكرية والفنية.. وفاجأت مجلة الدوحة الثقافية قُرّاءها بإعلان توقفها عن الصدور اعتبارًا من فبراير 2023.

الصحافة الأهلية ظهرت الصحافة الأهلية في بدايات عام 1970م؛ حيث شهد يوم الخامس من فبراير عام 1970م أول مجلة أهلية قطرية، وهي مجلة «العروبة» التي صدرت عن «مؤسسة دار العروبة» لصاحبها عبد الله حسين نعمة، ويسجل تاريخ الصحافة القطرية لها فضل السبق والريادة.

ولا شك أن مشروع إصدار مجلة في ذلك الوقت كان ينطوي على صعوبات ومشكلات ومخاطر كثيرة من النواحي الاقتصادية والفنية والتسويقية، ولكن تحمس ناشرها للفكرة، وتشجيع المسؤولين له جعلاه يمضي في تلك التجربة حتى كُتب لها النجاح.

Advertisements

قد تقرأ أيضا