الارشيف / حال قطر

جامعة قطر: مشروع بحثي مبتكر للأمن الغذائي بالمناطق القاحلة

الدوحة - سيف الحموري - كشفت جامعة قطر عن مشروع بحثي مبتكر لتعزيز استدامة الأمن الغذائي والمائي في المناطق القاحلة. وقاد الفريق البحثي الدكتور عمار أبو لبدة، أستاذ مشارك في الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر.
وقالت الجامعة في بيان أمس «إن المشروع يهدف إلى تحسين النظام البيئي المحلي لتعزيز استدامة المياه وأمن الغذاء في قطر، بالإضافة إلى تقييم نمذجة متكامل للترابط بين النظام البيئي، والمياه، والغذاء.
وأضافت: أن البحث يهدف إلى تعزيز النظام البيئي المحلي في قطر من خلال مكافحة التصحر وتعزيز التنوع البيولوجي بين النباتات المحلية، لافتة إلى إمكانية أن تكون هذه الاستراتيجية ضرورية لتحسين الأمن الغذائي واستدامة المياه، حيث يؤثر التصحر بشكل كبير على الرعي الطبيعي وتوافر المياه الخضراء.
وأوضحت الجامعة أن إنتاج الأعلاف في دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك قطر، ضروري باعتباره المصدر الرئيسي لتغذية الماشية.
لافتة إلى أن الرعي الطبيعي المُستدام يخدم النظام البيئي والأمن الغذائي والمائي عن طريق تقليل استهلاك المياه لزراعة محاصيل الأعلاف الخضراء، مما يخفف الضغط على إنتاج العلف المكثف ويتيح المزيد من الأراضي الزراعية للمحاصيل الأخرى.
ويدرس المشروع فوائد إعادة تخضير المراعي الطبيعية لتحسين استدامة المياه.
وأكدت الجامعة أن الفريق البحثي يهدف إلى تطوير نموذج شامل لتقييم إمكانية تحسين النباتات المحلية المناسبة للرعي، وبالتالي تعزيز استدامة المياه والأمن الغذائي من خلال « الروابط المتبادلة بين المياه والغذاء والنظام البيئي (FWEco) ولتقديم استراتيجيات مستدامة في قطر، يأخذ هذا النموذج في الاعتبار الترابط بين المياه والمراعي والثروة الحيوانية وإنتاج العلف، ويتضمن تأثيرات التغيرات المناخية.
ويتضمن البحث تجارب ميدانية وتحليلا مكانيا باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بعد لإنشاء توصيف كمي شامل للنظم البيئية في قطر.
وأشار البيان الصادر عن الجامعة إلى هيكلة الدراسة على ست مراحل،
المرحلة الأولى فهم العلاقة بين الغطاء «النمو النباتي والمتغيرات المناخية» تدمج هذه المرحلة 30 عامًا من البيانات الجوية والاستشعار عن بعد لتحليل نمط الهطول واحتياجات المياه للنباتات الصحراوية في المحميات الطبيعية في قطر باستخدام مؤشر الاختلاف الطبيعي للغطاء النباتي (NDVI).
وبحسب البيان فإن المرحلة الثانية تحدد احتمالية وفترة العودة لأحداث هطول الأمطار المُثلى: بعد تحديد الظروف المُثلى لهطول الأمطار للنباتات الصحراوية المحلية سيتم تنفيذ نمذجة لتقدير احتمالية الحصول على أحداث الأمطار المثلى لنمو الغطاء النباتي.
وتحلل المرحلة الثالثة التغيرات في مواسم الجفاف خلال الأربعين عامًا الماضية عبر تصنيف وتحليل شدة الجفاف الشهري من 1983 إلى 2022 باستخدام مؤشر الهطول الموحد (SPI) لفهم تأثيرها على النباتات الصحراوية.
وتشمل المرحلة الرابعة،  تحديد تأثير تغيُّر المناخ على رطوبة التربة ونمو الغطاء النباتي المحلي بتطوير نموذج توازن المياه وإجراء تجارب ميدانية باستخدام الطائرات بدون طيار لمراقبة رطوبة التربة ونمو النباتات في المحميات الطبيعية في قطر.
وتشمل المرحلة الخامسة اختيار الموائل المناسبة في قطر لمجتمعات النباتات المحلية المختلفة، وتحديد الموائل المناسبة للنباتات المعمرة المحلية من خلال دمج الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية وتحليل المناخ ونوع التربة والارتفاع.
وتقوم المرحلة السادسة بتطوير نهج شامل لـ «الترابط بين الغذاء والماء والنظام البيئي (FWEco) وتهدف إلى تقديم ممارسات وأولويات مستدامة لمستقبل دولة قطر.
وأوضح أن النتائج المستخلصة من هذه المراحل سوف توفر توصيفًا بيئيًا واضحًا للأنظمة البيئية الطبيعية في قطر، مما يمكن الفريق من استخدام هذه البيانات لتطوير سيناريوهات لمواقع الرعي المثلى لتحسين استدامة المياه والأمن الغذائي من خلال استخدام 10٪ و20٪ و30٪ من أراضي قطر كمراع طبيعية خاضعة للرقابة.
كما يهدف البحث إلى الإجابة على أسئلة أساسية حول جدوى استبدال إنتاج العلف بالرعي الطبيعي واستدامة استخدام الري التكميلي للنباتات المحلية في قطر.

Advertisements

قد تقرأ أيضا