كتب باسل النجار - الجمعة 15 نوفمبر 2024 12:37 مساءً - بقلم: مسلم بن احمد العوائد
جاء في الاثر ان الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز رحمه الله، سأل الإمام التابعي الحسن البصري رحمه الله، الذي ولد في اخر عهد الفاروق رضي الله عنه، وحدّث عن بعض الصحابة الكرام، مثل عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم جميعا، ولد في بيت ام المؤمنين ام سلمه حيث كانت امه خادمة لها، ويقال ان ام المؤمنين ارضعته رضى الله عنها.
بمن أستعين على الحُكم يا بصريّ؟ قال: يا أمير المؤمنين، أما أهل الدنيا فلا حاجة لك بهم، وأما أهل الدين فلا حاجة لهم بك.
فتعجب عمر رحمه الله وقال له: فبمن أستعين إذن. قال: عليك بأهل الشرف، فإن شرفهم يمنعهم عن الخيانة.
هذا قبل…
اما بعد..
من هم اهل الشرف؟ هم اهل النزاهة والمروءة والنخوة، هم القادة الاقوياء الذين لا يخافون في الحق لومة لائم، الصدق والاخلاص والعدل والرحمة شعارهم، لا مراء ولا تقية ولا طائفية ولا مناطقية، هذه بعض صفات اهل الشرف، تمنع صاحبها عن العار والخيانه، الذي استعان بهم، يبشر – بعد توفيق الله – بالنجاح والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة.
اما من استعان بأهل الدناءة! فقد استعان بالظالم والفاسد والمذهبي والاقليمي والضعيف الذي يستمد قوته من برجه العاجي، تفوح الدناءة من قراراته ومقابلاته وخطاباته ومعاملاته، وإن حاول ان يسترها بمنصبه. الدناءة تعني الخِسة والانحطاط و الفشل والخوف والفقر والظلم والاقصاء وتداعياتها الخطيرة على اي مؤسسة رسمية او خاصة او اقل من ذلك او اكبر.
اخيرا…
يقول ابن خلدون في مقدمته :
لا تولوا ….. قيادة الجنود ومناصب القضاء والشؤون العامة لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الأبرياء وأبناء الشرفاء وإذلالهم بشكل متعمد نظراً لشعورهم المستمر بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم مما يؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط العروش ونهاية الدول.
ختاما…
هذه النصيحة الذهبية لا تنتهي صلاحيتها، بل ضرورة مُلِحّة في كل زمان ومكان لكل ذي امر ، قالها الفيلسوف الصيني كونفوشيوس الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد :”عندما يحكم الصالحون، يشعر الشعب بالراحة، أما عندما يحكم غيرهم، فلا أمان ولا عدالة”. الصالحون هم أهل الشرف.
وقالها بعده بقرنين ارسطو، أبرز الفلاسفة الإغريق ، الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد : “الشرفاء هم من يجلبون النور إلى العدالة، وإذا زال النور عن العدالة، فسَد الحُكم وضاع الحق”.
ختاما..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ما استخلف خليفة إلا له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه-( اهل الشرف)- وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه – ( اهل الدناءة) – والمعصوم من عصم الله