ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 9 أبريل 2023 12:25 صباحاً - نجحت العروض الرمضانية المبكرة على السيارات بالإمارات في رفع المبيعات بنسبة 25 %، خاصة أن هذه العروض أرست وفراً على المستهلكين بلغ سقفه 20 ألف درهم، تمثل في البرامج المجانية شاملة التأمين والصيانة والضمان، وحزمة من خدمات ما بعد البيع.
وأكد عدد من وكالات السيارات لـ«حال الخليج» الحرص على تقديم صفقات جذابة للمشترين المحتملين، لذلك قاموا بمد فترة العروض لما بعد رمضان لتستمر حتى نهاية أبريل الجاري، لافتين إلى أن وصول كميات كبيرة من السيارات مع بداية الموسم أسهم في التسليم الفوري لما يصل إلى 30 % من الحجوزات التي تمت منذ بداية طرح العروض الرمضانية، حيث استطاعت طلبيات التوريد تلبية الحجوزات السابقة وإرساء وفر نسبي بالمخزون لتحفيز حركة الإقبال وتسهيل البيع خلال فترة العروض الحالية.
شحنات منتظمة
وقال ميشال عياط، الرئيس التنفيذي لشركة «العربية للسيارات» ورئيس مجموعة أعمال وكلاء السيارات في دبي، إنه لا توجد مؤشرات تدل على احتمال ارتفاع الأسعار، بناءً على الملاحظات لطرازات السيارات الشهيرة لعام 2023.
وأضاف: إن المشترين في الإمارات ممن يبحثون عن سيارات جديدة، يمكنهم الشعور بالطمأنينة، حيث لم تشهد أسعار الموديلات الجديدة الزيادات نفسها التي تم تسجيلها خلال طروحات 2021 و2022 بنسبة تتراوح من 10 % إلى 30 % تبعاً للطراز. ومع ذلك، ستقتصر الزيادات إن وجدت على الطرازات الفاخرة.
وأوضح: لقد أصبحت التكاليف المتزايدة لتمويل السيارات تشكل مصدر قلق للمشترين، ويرجع ذلك أساساً إلى وجود مؤشرات على زيادة الحذر من جانب المستهلكين في الإمارات بشأن مستويات إنفاقهم. وحرصاً من وكلاء السيارات على تجاوز هذه التحديات، فإنهم يلجأون إلى الضمانات الممتدة والتأمين المجاني لتعويض التكاليف الإضافية، الأمر الذي يحفز المشترين للتعبير عن تقديرهم لاستقرار الأسعار والمزايا الإضافية التي يحصلون عليها.
وأشار إلى أن الوكلاء في الإمارات يستقبلون الآن شحنات منتظمة من السيارات من مواقع مختلفة، بما في ذلك الشرق الأقصى وأوروبا بتكلفة أقل لتسليمها للمشترين. ومن الأسباب الأخرى لاستقرار الأسعار، القوة النسبية للدولار وبالتالي للدرهم لارتباطه به، مقابل العملات الرئيسية طوال معظم أشهر 2022، حيث ساعد هذا الأمر في تقليل تكاليف الشحن بنسبة تتراوح من 5 % - 10 % خلال النصف الثاني من العام ذاته، ويتوقع استمرارية الانخفاض في المستقبل.
وأكد أنه يمكن لمشتري السيارات في الإمارات توقع استلام سياراتهم الجديدة في غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من تاريخ تقديم طلب الشراء، مقارنة بأوقات التسليم طويلة المدى التي شهدها سوق السيارات خلال العامين الماضيين، ليصبح قطاع السيارات من أوائل القطاعات الاستهلاكية التي يتوقع لها أن تشهد نمواً قوياً بعد التحديات المرتبطة بالوباء منذ 2020.
وقال: أدى نقص أشباه الموصلات في العامين الماضيين إلى انتظار المشترين الجدد لشهور عديدة لاستلام سياراتهم (مع استمرار الوضع ذاته بالنسبة للطرازات المتميزة والفاخرة). وفي العام الجاري، بات مصنعو السيارات واثقين من حصولهم على كميات كافية من رقائق أشباه الموصلات، حتى تتمكن من حل مشكلة تأخير تسليم الطلبات، وعندما ينجح المصنعون في ذلك، يمكن للوكلاء التعهد بتسليم الحجوزات بشكل أسرع للمشترين، والحفاظ على مستويات مخزون كافية من الموديلات المطلوبة.
تثبيت الأسعار
من جانبه، قال هشام الصحن، المدير العام لشركة «إنتر إيميرتس موتورز» إحدى شركات علي وأولاده القابضة: إن سياسة «إم جي» هي تثبيت الأسعار لجذب أكبر شريحة من العملاء حتى في ذروة أزمة أشباه الموصلات وارتفاع معدلات التضخم.
وأضاف أنه في حال حدوث زيادات في الأسعار نتغلب عليها بالعروض الرمضانية الإضافية والتي تقصد بها القيمة المضافة على السعر مثل تزويد عازل حراري للسيارة أو صيانة مجانية أو خدمات طريق، وهذه الأمور تسعد العملاء بشكل كبير، موضحاً أن هذه العروض الرمضانية أسهمت في زيادة المبيعات بنسبة 25 %.
زخم الطلب
وقال سامر دويعر مدير مبيعات فولكس فاجن بوكالة «علي وأولاده»، إن العروض المبكرة التي تم طرحها قبيل رمضان ممتدة حتى نهاية أبريل، الأمر الذي عزز استفادة الوكلاء من زخم الطلب وحركة البيع التي يشهدها القطاع حالياً، إضافة لتمكين أكبر قدر ممكن من العملاء للحصول على القيمة المضافة المدمجة في العروض لهذا العام والتي تشمل إرساء باقة مجانية لخدمات ما بعد البيع متمثلة في برامج الضمان والصيانة المجانية والتأمين.
وأضاف: إن ذلك قلص كلفة تملك المركبات وخدمات ما بعد البيع على العملاء لفترات تتجاوز 3 سنوات مما أحدث توازناً كان مطلوباً في الحركة البيعية مقابل الارتفاع النسبي في الأسعار المباشرة للسيارات والمطبق بنسبة 1 % منذ بداية 2023.
وأوضح أن خطط تسليم السيارات المباعة لم تكن عائقاً كبيراً خلال الموسم، حيث تم توريد طلبية جديدة من السيارات مع بداية الموسم الرمضاني متمثلة في حوالي 170 سيارة لبت 50% منها حجوزات سابقة للعروض الرمضانية، فيما استطاعت الوكالة بالنصف الآخر تلبية التسليم الفوري للحجوزات التي تمت منذ انطلاق العرض الحالي، فيما تطبق الوكالة مع الشركة المنتجة خطط تسليم مرنة تتراوح ما بين شهرين أو ثلاثة على الأكثر لتلبية الحجوزات المتزايدة.
دفعات جديدة
من جانبه أكد أيمن البيجاوي مدير المبيعات والتسويق لعلامتي «جي أم سي» و«شيفروليه» في وكالة «بن حمودة»، أن وصول دفعات جديدة من السيارات في السوق المحلي ساعد في تلبية التسليم الفوري لنسبة تصل إلى 30 % من حجوزات العروض الرمضانية، وهو ما أسهم بدوره في زيادة معدلات الحجوزات للاستفادة من تقلص فترة التسليم إلى جانب الوفورات التي ترسيها العروض والتي تصل إلى حد 20 ألف درهم كقيمة ممنوحة للمشترين مقابل حزمة خدمات ما بعد البيع المجانية بالكامل والتي تتنوع ما بين العلامات والموديلات المطروحة، وتشمل الضمان الممدد من قبل الوكيل إلى 5 سنوات وبرامج الصيانة التي تصل إلى 3 سنوات وخدمات التأمين التي تصل في بعض طرازات السيارات إلى 7 آلاف درهم إلى جانب خدمة التسجيل وخدمات الطرق والأنشطة المتعلقة بالتعديلات الإضافية على المركبات، إضافة إلى الهدايا العينية الفورية على مختلف الطرز المباعة.
وأضاف أن الموسم الرمضاني الحالي حقق حتى انتهاء الثلث الأول من الشهر نمواً تجاوز 20 % في حجوزات العملاء مقابل الفترة نفسها من العام الماضي، متوقعاً أن تزداد الحجوزات بشكل ملحوظ خلال العرض الحالي مع توسيع فترة الاستفادة منه سواء بطرحه بشكل مبكر قبيل شهر رمضان أو مقابل استمراريته حتى نهاية أبريل الجاري إلى جانب تنوع موديلات السيارات المطروحة ومرونة خطط التسليم وتقلص فترات الانتظار مقارنة بالعام الماضي.
تنامي الطلب
وتوقع سليمان الزبن، مدير عام «هيونداي الإمارات»، نائب رئيس مجموعة قطاع السيارات في أبوظبي، وعضو مجلس إدارة مجموعة عمل وكالات السيارات في دبي، تنامي الطلب على الشراء بفضل الثقة التي تتمتع بها العلامة التجاريّة لدى المستهلك.
أمّا على صعيد التغير في عادات الشراء والاستهلاك لدى المستهلكين، لا يزال العملاء يفضلون زيارة المعارض مباشرة، ونلاحظ خلال رمضان ارتفاع عدد الزيارات بعد فترة الإفطار بمختلف معارضنا وفروعنا، ويرجع ذلك إلى أن العملاء يفضلون مشاهدة السيارة ومعاينتها عن قرب، إلى جانب التمتع بتجربة قيادة، فهذه العادات لم تتغيّر.
وأكد أن أن مؤسسة جمعة الماجد تنطلق في عملياتها من أولويات محددة، ومنها خدمة العملاء وتعزيز سعادتهم وبناء علاقات دائمة معهم، لذلك نقوم دائماً بإجراء أبحاث واستبيانات تتعلّق بالتواصل مع العملاء في السوق، للاطلاع على أبرز احتياجاتهم، والتحقق من فوائد العروض التي نقدّمها لهم لتلبية طموحاتهم ومختلف أذواقهم، لذلك تكون عروضنا دائماً منسجمة مع ما يحتاج إليه العملاء لضمان رضاهم.
وقال إننا نحرص على تقديم عروض مميزة وحصريّة خلال المواسم التي يزيد فيها الإقبال على شراء السيارات، ومنها شهر رمضان المبارك ونهاية العام. ونسعى دائماً إلى توفير مزايا فريدة تُلبي احتياجات العملاء، بدءاً من الإكسسوارات الإضافية والضمان من الشركات المصنعة لمدة خمس سنوات، إلى جانب الاستفادة من الدفعات الشهريّة الميسّرة.
تابعوا حال الخليج الاقتصادي عبر جوجل نيوز