ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 5 أبريل 2025 08:24 مساءً - أكد آلان تشان، الشريك المؤسس والمدير الإداري لشركة «فل فيجن كابيتال»، أن الإمارات رسخت مكانتها كمركز عالمي لابتكار حلول الطاقة الذكية، من خلال رؤيتها الطموحة وسياساتها الداعمة للاستدامة والاقتصاد الأخضر، مشيراً إلى أن الإمارات لا تواكب فقط التحولات العالمية، بل تسهم في تشكيلها عبر مبادرات رائدة وشراكات استراتيجية عابرة للحدود.

وقال إن النموذج الإماراتي في مجال الطاقة يعد من أكثر النماذج نضجاً وتكاملاً في المنطقة، إذ يجمع بين الابتكار التكنولوجي، والدعم الحكومي، والاستثمار طويل الأجل في البنية التحتية، ما يخلق بيئة فريدة لتسريع التحول نحو الطاقة المتجددة.

وأشار تشان إلى أن «فل فيجن كابيتال» تتبنى فلسفة استثمارية متقدمة تقوم على التفريق بين «الإلكترونات» التي تمثل الطاقة القائمة على الكهرباء، مثل الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات، و«الجزيئات» التي تشمل وقود الهيدروجين والوقود المستدام للطيران. وقال: «رغم تركيز معظم المستثمرين على الإلكترونات، فإننا نؤمن بأن الابتكار الحقيقي يكمن في الجزيئات، لأنها تمثل الحل الأمثل للقطاعات الثقيلة مثل النقل والصناعة».

وأضاف: الإمارات كانت من أوائل الدول التي تبنّت هذا التوازن، إذ تسير على مسارين متوازيين لتأمين مستقبل الطاقة من خلال مشاريع الطاقة الشمسية العملاقة، واستثمارات استراتيجية في تقنيات الهيدروجين الأخضر.

وسلط الضوء على أبرز التحديات التقنية التي تواجهها دول المنطقة، مثل تخزين الطاقة في ظل درجات الحرارة العالية. وأوضح أن الإمارات تعاملت مع هذا التحدي بذكاء عبر دعم تقنيات متقدمة، منها بطاريات النيكل-هيدروجين التي طورتها شركة «إينرفينيو»، إحدى شركات محفظة «فل فيجن كابيتال»، والتي تتميز بكفاءة عالية في البيئات القاسية. وأكد أن هذه البطاريات تمثل نقلة نوعية في مجال التخزين الآمن والمستدام للطاقة، وتفتح آفاقاً جديدة أمام نشر الطاقة الشمسية على نطاق أوسع.

واعتبر تشان أن البنية التنظيمية في الإمارات تُعد من الأكثر تقدماً على مستوى العالم في مجال دعم الطاقة النظيفة، مشيداً بمبادرات مثل رؤية أبوظبي 2030 واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050. وقال إن هذه السياسات لا تقتصر على جذب الاستثمارات، بل تسهم في بناء منظومة متكاملة للابتكار تشمل الجهات الحكومية، والمستثمرين، والشركات الناشئة.

وتحدث تشان عن جائزة تيرا للطاقة الذكية، التي أطلقتها شركته لدعم الحلول المبتكرة في الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن الجائزة أصبحت منصة عالمية تستقطب نخبة الشركات الناشئة من أكثر من 59 دولة. وأوضح أن الجائزة تقدم أكثر من مجرد تمويل، إذ تشمل أيضاً الإرشاد الاستراتيجي، وربط الفائزين بشبكات الصناعة العالمية، وفرص تطبيق المشاريع على أرض الواقع. وأضاف: «نعمل على تقليل الفجوة بين النماذج الأولية والتطبيق التجاري من خلال تسريع الابتكار وتوفير الحاضنات المناسبة».

وسرد تشان عدداً من قصص النجاح التي خرجت من رحم جائزة تيرا، أبرزها شركة Hydro X التي طورت حلاً ثورياً لنقل الهيدروجين بطريقة آمنة وفعالة باستخدام حامل مائي غير سام ولا يتطلب درجات حرارة أو ضغطاً عالياً. وأكد أن هذه المشاريع تعكس كيف يمكن للابتكار أن يحوّل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية واعدة.

وشدد على أن الإمارات تمتلك كل المقومات لتكون مركزاً عالمياً لتقنيات الطاقة النظيفة، بدءاً من بنيتها التحتية، مروراً بإمكاناتها البشرية، ووصولاً إلى شراكاتها الاستراتيجية مع كيانات رائدة مثل Towngas، والتي توفر دعماً تقنياً ومالياً للمشاريع الطموحة.

واختتم تشان حديثه بالإشارة إلى أن مستقبل الطاقة في الإمارات والمنطقة سيرتكز على الابتكار في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الطاقة، وتقنيات البطاريات الصلبة، والوقود الأخضر. وقال إن جائزة تيرا ستواصل لعب دور محوري في اكتشاف وتطوير هذه التقنيات بما يواكب أهداف الإمارات في الحياد الصفري وقيادة التحول المناخي العالمي.