ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 5 أبريل 2025 02:05 مساءً - شهدت الأسواق الأمريكية انهياراً حاداً بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية جديدة، مما أدى إلى خسائر تقدر بنحو 5 تريليونات دولار في يومين فقط.

وجاء الرد الصيني سريعاً، حيث أعلنت بكين فرض رسوم إضافية بنسبة 34% على الواردات الأمريكية، في تصعيد خطير للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

أغلقت الأسواق الأسبوع على وقع موجة بيعية عنيفة، مع تراجع مؤشر "ناسداك" إلى منطقة السوق الهابطة، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى دفع الاقتصاد العالمي نحو الركود، وفقا لـ financialexpres.

ولم تنفع محاولات الاحتياطي الفيدرالي لتهدئة المخاوف، حيث أكد رئيسه جيروم باول على وجود "مخاطر متزايدة" على النمو والتضخم، مما زاد من حالة الذعر في وول ستريت.

تداعيات اقتصادية واسعة

تشير التقديرات إلى أن القيمة السوقية للأسهم الأمريكية فقدت نحو 8 تريليونات دولار منذ بداية العام، مع توقع خبراء باركليز أن يتجاوز التضخم في الولايات المتحدة 4% هذا العام، بينما قد ينكمش الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير، مما يعزز مخاوف الركود. كما توقع محللو "سيتي بنك" تباطؤ النمو في منطقة اليورو بنقطة مئوية كاملة، بينما قد تشهد الصين تراجعاً في نموها إلى أقل من 5%.

وانعكست هذه التوقعات على أسواق النفط، حيث تراجعت الأسعار بأكثر من 6% ليصل خام برنت إلى أدنى مستوى في أربع سنوات. كما لوحظت مؤشرات قلق واضحة في أسواق السندات، حيث انخفض عائد السندات السويسرية لأجل عامين إلى ما دون الصفر لفترة وجيزة.

استعدادات لمواجهة العاصفة

مع إغلاق الأسواق خلال عطلة نهاية الأسبوع، يترقب المستثمرون تحركات السياسيين ومسؤولي البنوك المركزية لاحتواء الأزمة.

ويتوقع أن تشهد جلسة يوم الاثنين استمراراً للتقلبات الحادة، خاصة مع تزايد الحديث عن احتمال خفض الفائدة في اجتماع مايو المقبل، أو حتى قبل ذلك إذا تفاقمت الأوضاع.

يذكر أن هذه الموجة البيعية تعد الأسوأ منذ جائحة كورونا في 2020، لكن ما يميزها هذه المرة أنها ناتجة عن سياسات تجارية متعمدة، وليس عن أزمة صحية أو مالية طارئة. ويبقى السؤال: هل ستنجح الجهود الدولية في تهدئة الأوضاع، أم أن العالم على أعتاب أزمة اقتصادية جديدة؟