ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 5 أبريل 2025 11:35 صباحاً - أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة بمناسبة "يوم التحرير"، مستهدفاً غالبية الدول حول العالم، بما في ذلك جزر غير مأهولة تسكنها طيور البطريق والفقمات.
ووصف ترامب هذه الخطوة بأنها ضرورية لإنهاء "استغلال دافعي الضرائب الأمريكيين لعقود"، حيث ستتراوح الرسوم بين 10% و54%، مع تحميل الصين النسبة الأعلى. أما المملكة المتحدة، فستخضع لرسوم 10% وسط مفاوضات مع رئيس الوزراء كير ستارمر.
لكن المفاجأة كانت إدراج جزر هيرد وماكدونالد الأسترالية - الواقعة في القارة القطبية الجنوبية - ضمن القائمة، رغم عدم وجود سكان فيها إلا من البطاريق والفقمات، وبرر البيت الأبيض القرار بأن الجزر "تقع ضمن الخطة الاقتصادية للرئيس"، حتى وإن كانت تبعد 4100 كم عن الساحل الأسترالي.
ردود فعل ساخرة:
علق أنتوني سكاراموتشي، مدير اتصالات ترامب السابق، مازحاً: "البطاريق خدعتنا لسنوات!"
بينما غرّد توم مالينوفسكي، عضو الكونغرس السابق: "حان الوقت لمواجهة استغلال بطاريق هيرد وماكدونالد!"
وتساءل مغردون: "ماذا تبيع البطاريق لأمريكا؟!" و"تخيل أنك بطريق مضطر لإيجاد عمل لدفع الرسوم!"
وكتب آخر: "لقد اعتقدتم أن كونكم طيور بطريق من شأنه أن يحميكم من رسوم ترامب الجمركية".
وقال ثالث: "تخيل أنك بطريق تعيش على جزيرة بلا سكان ولا صناعة، وفجأة تجد نفسك مجبرًا على البحث عن عمل من أجل دفع رسوم ترامب الجمركية؟"
انتشرت صور بطاريق أفلام مثل "مدغشقر" و"Happy Feet" تعبيراً عن السخرية من القرار.
كما فُرضت رسوم جمركية باهظة بنسبة 29% على صادرات جزيرة نورفولك الأسترالية، وهي جزيرة بركانية تقع على بُعد 600 ميل شرق كوينزلاند، وهذه الرسوم أعلى بكثير من الرسوم الجمركية المفروضة على البر الرئيسي الأسترالي بنسبة 10%.
وقد أثار هذا الخبر حالة من الارتباك بين بعض سكان جزيرة نورفولك البالغ عددهم 2188 نسمة.
وقال ريتشارد كوتل، مالك شركة خلط الخرسانة في الجزيرة، يوم الخميس: "جزيرة نورفولك هي نقطة صغيرة في العالم". "نحن لا نصدر أي شيء. لقد كان مجرد خطأ".
الخطوة أثارت استهجاناً واسعاً، خاصةً أن الجزر لا تضم أي نشاط صناعي أو بشري، مما يطرح تساؤلات حول جدوى فرض رسوم على كائنات تقضي معظم وقتها في الماء!
تستعد الشركات والمستثمرون لتداعيات الرسوم الجمركية الجديدة على كل ما تستورده الولايات المتحدة تقريبا، والتي دخلت حيز التنفيذ اليوم السبت.
تُطبق الرسوم الجمركية البالغة 10%، التي أعلن عنها الرئيس ترامب هذا الأسبوع، على جميع الدول تقريبًا. وسترتفع الرسوم الجمركية في 9 أبريل على بعض الدول التي يستهدفها البيت الأبيض.
بعد الإعلان عن الرسوم الجمركية، انحدرت بورصة وول ستريت إلى مستوى قياسي منخفض استمر يومين، مما أدى إلى خسارة 6.6 تريليونات دولار من قيمتها السوقية.
ردّت بعض الدول بالفعل بفرض رسوم جمركية جديدة على البضائع الأمريكية. أعلنت الصين، ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، أنها ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 34% على البضائع الأمريكية ابتداءً من يوم الاثنين، كما يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية مماثلة، في المقابل، صرّح ترامب يوم الجمعة بأن فيتنام عرضت خفض رسومها الجمركية على البضائع الأمريكية إلى الصفر، في محاولة لتخفيض الرسوم البالغة 46% التي خطط لها لاقتصاد التصنيع الصاعد.
وأكدت الإدارة الأمريكية مرارًا وتكرارًا أنها لن تمنح سوى استثناءات قليلة، إن وُجدت، من الرسوم الجمركية، لكن المسؤولين تراجعوا لاحقًا عن هذا القرار، ونشروا قائمة استثناءات تغطي واردات بقيمة 644 مليار دولار تقريبًا، وفقًا لحسابات مؤسسة الضرائب.