ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 4 أبريل 2025 12:05 صباحاً - تم تصوير التعريفات الجمركية الضخمة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عشرات الدول على أنها «تبادلية»، مع مراعاة الحواجز غير الجمركية، مثل ضرائب القيمة المضافة وغيرها من التدابير المشابهة، لكن يبدو أن الحساب الفعلي الذي استخدمته إدارة ترامب ليس تبادلياً على الإطلاق.
وقالت رانا فوروهار محللة الاقتصاد العالمي في سي إن إن: «إن ترامب يستخدم سوق المستهلك الأمريكي، كورقة على طاولة قمار الاقتصاد العالمي». وأضافت: «إنها لعبة عالية المخاطر»، مضيفة أنها ستهز الأسواق. وتابعت فوروهار أن هذه الخطوة، ربما تحظى بدعم من عمال السيارات في الولايات المتحدة، لكنها ستؤثر سلباً في الحلفاء.
وتوقعت أن أوروبا سترد «بقوة»، بينما قد تتفاوت ردود الفعل في الأسواق النامية، حسب مدى اعتمادها على الولايات المتحدة في تحقيق الأمن الاقتصادي.
كما فرقت بين رسوم ترامب الجمركية خلال إدارته الأولى والإدارة الحالية، قائلة: «إن الضرائب كانت في السابق موجهة، وتركز بشكل أساسي على الصين، لكن هذا مختلف تماماً، هنا ترامب يعلن أنه سيلغى نظام بريتون وودز، سيلغى العولمة كما عرفناها»، في إشارة إلى اتفاقية عام 1944، التي أرست أسس النظام الاقتصادي لما بعد الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت: «أعتقد أنها ستكون بالتأكيد اللحظة الحاسمة في رئاسته. آمل ألا تدفع الولايات المتحدة والعالم إلى الركود».
وبحسب شبكة سي إن إن الأمريكية، تعد مطابقة تعريفات الدول، دولاراً بدولار، مهمة بالغة الصعوبة، لأنها تتضمن دراسة متأنية لجدول التعريفات الجمركية لكل دولة، ومطابقة مجموعة معقدة من المنتجات التي تُفرض عليها رسوم مختلفة. بدلاً من ذلك، يبدو أن إدارة ترامب استخدمت حساباً بسيطاً للغاية، العجز التجاري للدولة مقسوماً على صادراتها إلى الولايات المتحدة مضروباً في النصف.
هذا هو كل شيء. واقترح الصحافي جيمس سورويكي هذا الحساب للمرة الأولى في منشور على منصة «إكس»، ودعمه محللون من وول ستريت.
عجز تجاري
على سبيل المثال، بلغ العجز التجاري الأمريكي مع الصين في عام 2024 ما قيمته 295.4 مليار دولار، واستوردت الولايات المتحدة سلعاً صينية بقيمة 439.9 مليار دولار، هذا يعني أن فائض الصين التجاري مع الولايات المتحدة بلغ 67 % من قيمة صادراتها، وهي قيمة وصفتها إدارة ترامب بأنها «رسوم جمركية مفروضة على الولايات المتحدة»، ولكن الأمر ليس كذلك.
وقال مايك أورورك، كبير استراتيجيي التسويق في شركة جونز للتجارة، في مذكرة للمستثمرين: «في حين تم تصوير هذه الإجراءات الجمركية الجديدة على أنها رسوم جمركية «متبادلة»، اتضح أن هذه السياسة في الواقع تستهدف الفوائض».
وأضاف: «لا يبدو أنه تم استخدام أي رسوم جمركية في حساب معدل التعريفات».
آثار واسعة
وقد يكون للحساب البسيط الذي استخدمته إدارة ترامب آثار واسعة النطاق على الدول التي تعتمد عليها أمريكا في السلع، والشركات العالمية التي توردها.
وقال أورورك: «إن معرفة كيفية حساب هذه الرسوم تبرز أنها ستكون أشد وطأة على الدول التي تعتمد عليها الشركات الأمريكية اعتماداً كبيراً في سلاسل التوريد».
وأضاف: «من الصعب تخيل كيف أنه لن تُلحق هذه الرسوم ضرراً بالغاً بهوامش ربح كبرى الشركات متعددة الجنسيات».