ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 2 أبريل 2025 08:09 صباحاً - يُعتبر بيل غيتس أحد أكثر العقول براعةً في اكتشاف المواهب، وقد كشف في مذكراته "شيفرة المصدر: بداياتي" عن أحد أذكى قراراته على الإطلاق وهو تعيين ستيف بالمر في مايكروسوفت. ما بدا كخطة توظيف اعتيادية تحوّل إلى واحدة من أنجح الشراكات في عالم التكنولوجيا، حيث قُدّرت قيمة هذه الصفقة لاحقًا بـ120 مليار دولار.
صداقة جامعية تُشكل مستقبل التكنولوجيا
في عام 1974، داخل أروقة جامعة هارفارد، كان بيل غيتس منهمكًا في صياغة رؤيته الثورية لمستقبل الحواسيب، هناك، تعرف على ستيف بالمر، الطالب صاحب الشخصية الذي اختلف عن النمط التقليدي لعشاق البرمجة، بفضل شخصيته القوية وطاقته المُعدية، وفقا لـ glassalmanac.
جاءت أولى الإشارات إلى بالمر عبر صديق مشترك وصفه قائلًا: "إنه يشبهك إلى حد كبير!" أثارت هذه العبارة فضول غيتس، الذي تأكد من دقتها عندما شاهد بالمر وهو يحفز الجمهور في مباراة كرة قدم بحماسة تفوق اللاعبين أنفسهم، سرعان ما تحولت اللقاءات العابرة بينهما إلى نقاشات طويلة حول ريادة الأعمال ومستقبل التكنولوجيا، وُلدت خلالها صداقة متينة.
لم يقتصر تأثير بالمر على الجانب الأكاديمي؛ بل قدم غيتس إلى نادي "فوكس" السري، الذي يجمع النخبة الطلابية، وهو عالم كان يمكن لغيتس أن يتجاهله لولا صديقه الجديد.
4% من الأسهم تُولد إمبراطورية تقنية
بعد تأسيس مايكروسوفت مع بول ألين عام 1975، وتعديل حصص الملكية لصالحه، أدرك غيتس حاجته إلى استراتيجي محنك لإدارة الأعمال بينما يركز هو على الابتكار التكنولوجي. هنا، عاد بالمر إلى الصورة.
في عام 1980، قدّم غيتس عرضًا غير مسبوق: 4% من أسهم مايكروسوفت مقابل انضمام بالمر إلى الفريق، كانت النسبة تبدو ضئيلة آنذاك، لكنها تحولت لاحقًا إلى ثروة طائلة، لم يخيب بالمر الظن؛ فأصبح العقل المدبر للعمليات التجارية، بينما قاد غيتس الرؤية التقنية، مما دفع الشركة إلى آفاق غير مسبوقة.
بحلول عام 2000، عندما تولى بالمر منصب الرئيس التنفيذي، كانت مايكروسوفت قد أصبحت عملاقًا تكنولوجيًا لا يُضاهى، وعند مغادرته الشركة عام 2014، بلغت قيمة حصته البالغة 4% أكثر من 120 مليار دولار، مكّنته من امتلاك فريق "لوس أنجلوس كليبرز" وترسيخ مكانته بين الأثرياء العالميين.
إرث شراكة غيرت العالم
لم يكن تعيين بالمر مجرد قرار تجاري ذكي، بل نقطة تحول صنعت تاريخ التكنولوجيا، لقد أثبتت هذه الشراكة أن التحالف الاستراتيجي بين العبقرية التقنية والذكاء الاستراتيجي يمكن أن يولد إمبراطوريات تقدر قيمتها بالمليارات، ويترك أثرًا خالدًا في مسيرة البشرية الرقمية.