ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 31 مارس 2025 09:33 مساءً - تواصل أسعار الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة. هذا الصعود الكبير جاء على خلفية تصاعد التوترات التجارية العالمية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة من حكومات مثل كندا وفرنسا، التي هددت باتخاذ إجراءات انتقامية. نتيجة لهذه التوترات، تراجعت أسواق الأسهم العالمية بشكل حاد، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب.
أدت التوترات التجارية المتصاعدة إلى حالة من عدم اليقين الاقتصادي، حيث تُعتبر الحروب التجارية عاملا رئيسيا يدفع المستثمرين نحو الذهب. وكما أشار بوب هابركورن، كبير محللي السوق في آر.جيه.أو فيوتشرز، في إفادة لوكالة رويترز، فإن «المخاوف بشأن الرسوم الجمركية جعلت الذهب أكثر جاذبية كملاذ آمن، ونتوقع أن تصل العقود الآجلة إلى 3100 دولار قريبا». وقد يؤدي استمرار هذه التوترات إلى المزيد من الارتفاع في أسعار الذهب، خاصة إذا استمرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.
تلعب سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورا محوريا في تحديد اتجاه أسعار الذهب. أشار الفيدرالي مؤخرا إلى إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، لكنه لمح إلى إمكانية خفضها لاحقا هذا العام إذا استمر التباطؤ الاقتصادي.
ويعني خفض أسعار الفائدة تقليل عوائد الأصول البديلة مثل السندات، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية كأداة للتحوط. وفقا لمحاضر اجتماعات الفيدرالي وتصريحات جيروم باول، فإن خفض أسعار الفائدة قد يدعم استمرار ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة.
بيانات التضخم
ينتظر المستثمرون صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكية (PCE)، التي تُعد المقياس المفضل للفيدرالي لتقييم التضخم. إذا أظهرت البيانات تباطؤا في التضخم، فقد يعزز ذلك من احتمالات خفض أسعار الفائدة، وبالتالي دعم أسعار الذهب. أما إذا كانت البيانات إيجابية، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل فرص خفض الفائدة، مما قد يُبطئ من وتيرة ارتفاع الذهب.
صناديق الاستثمار
أظهرت تقارير مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة شهدت تدفقات قوية نحو الذهب، ما يعكس ثقة المستثمرين في الذهب كوسيلة للتحوط من تقلبات الأسواق. كما أشارت البيانات إلى أن البنوك المركزية عززت من احتياطياتها من الذهب كجزء من استراتيجيات تنويع الأصول، مما ساهم في رفع أسعار الذهب عالميا.
أسواق الأسهم
تزامنا مع انخفاض أسواق الأسهم العالمية نتيجة التوترات التجارية، شهد الذهب 17 مستوى قياسيا هذا العام. في حال استمرار تراجع الأسهم العالمية، سيبقى الطلب على الذهب مرتفعا كوسيلة للتحوط من المخاطر، وهو ما يدعم استمرار ارتفاع الأسعار. وعلى العكس، فإن أي انتعاش في الأسواق قد يؤدي إلى تراجع الطلب على الذهب، مما قد يحد من استمرار الصعود.
توقعات مستقبلية
توقعت مؤسسة جولدمان ساكس أن تستمر أسعار الذهب في الصعود إلى مستويات تتراوح بين 3100-3300 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025، مدعومة بتدفقات صناديق الاستثمار المتزايدة، وارتفاع الطلب من البنوك المركزية، واستمرار الضبابية الاقتصادية. كما أن احتمالات خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة قد تدفع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة، بينما قد تؤدي أي انفراجة في التوترات التجارية أو انتعاش الأسواق المالية إلى الحد من ارتفاع الأسعار.
وذكر بنك "أوف أميركا" أنه في حال ارتفاع الطلب الاستثماري على الذهب بنسبة 10 في المئة، فمن المحتمل أن يصل سعر الأوقية إلى نحو 3,500 دولار خلال العامين المقبلين.