ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 29 يناير 2025 12:05 صباحاً - هجرت أعداد كبيرة من الأثرياء البريطانيين المملكة المتحدة، في موجة غير مسبوقة بحسب «آي إم آي إنسيدر»، حيث غادر المملكة المتحدة مليونير كل 45 دقيقة خلال عام 2024، ليصل الإجمالي إلى 10800 مليونير، بزيادة 157% عن عام 2023، حسبما نقل الموقع عن تقريري «هنلي آند بارتنرز» و«ثروة العالم الجديد».
وذكر «آي إم آي إنسيدر» أن «لوحة هجرة الثروات» من «هنلي آند بارتنرز» كشفت أن الإمارات تحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم في استقبال الأثرياء خلال عام 2025، حيث انتقل 6700 مليونير منهم إلى الإمارات من جميع أنحاء العالم، بينهم ما لا يقل عن 1000 بريطاني.
ووجد المحللون أن أكثر من 10,000 مليونير غادروا المملكة المتحدة في عام 2024، بزيادة هائلة بلغت 157% عن عام 2023. كما أظهرت الأرقام أن المملكة المتحدة فقدت عدداً من السكان الأثرياء أكثر من أي دولة أخرى العام الماضي، باستثناء الصين.
وقال رجل الأعمال البريطاني الشهير ستيفن بارتليت، إن المملكة المتحدة تواجه «هجرة ضخمة للمليونيرات من أصحاب الثروات الكبيرة»، حيث ينتقل العديد منهم إلى دبي أو أبوظبي، حيث أصبحت الإمارات بسرعة وجهة رئيسية للمغتربين الذين يبحثون عن فرص جديدة، في بيئة معيشية وتجارية مواتية.
في الوقت نفسه، لا يتوقع حدوث تراجع في النزوح المستمر لأصحاب الملايين من بريطانيا، حيث أكدت ميزانية حزب العمال في أكتوبر 2024 أن إلغاء وضع غير المقيمين سيبدأ اعتباراً من أبريل 2025، وسيتم استبداله بنظام قائم على الإقامة.
بالتالي سيخضع دخل غير المقيمين خارج بريطانيا لنظام ضريبة الميراث في المملكة المتحدة. وحسب «بي بي سي» قال حزب العمال إنه سيمدد فترة تحويل الأموال من الخارج إلى داخل بريطانيا من عامين إلى ثلاثة أعوام. وجاء هذا التمديد بعد أن كشفت الأرقام نزوحاً كبيراً للأثرياء خلال العام الماضي.
وكانت راشيل ريفز، وزيرة الخزانة البريطانية، قالت بمنتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، إنها تدرس تمديد تلك المدة بشكل أكبر لجعلها أكبر جاذبية. وتأتي تصريحات ريفز عقب مخاوف من أن التغييرات المخطط لها قد تدفع الأثرياء إلى مغادرة المملكة المتحدة بأعداد تضر بالاقتصاد البريطاني.
وقال مستشارو ضرائب لصحيفة «فايننشيال تايمز» إن التمديد كان خطوة جيدة إلا أنه على الحكومة البريطانية أن تذهب إلى أبعد من ذلك، لأنه لا يكفي لوقف هجرة الأثرياء. في حين طالب آخرون بتسهيل انتقال الأثرياء إلى البلاد، خاصة في ظل رئاسة ترامب، حيث يبحث الأثرياء عن مواطن للإقامة لا تعاني الانقسامات أو الاستقطابات السياسية، واليقين الاقتصادي.
عام تحول
على صعيد متصل، قال موقع «هنلي جلوبال» إن مشهد هجرة الثروات شهد عاماً تحولياً آخر في سنة 2024، إذ انتقل 134 ألف فرد من ذوي الثروات العالية إلى أماكن إقامة جديدة في جميع أنحاء العالم. وقد تجاوز هذا التوقعات الأولية، مدفوعاً بالتدفقات القوية إلى الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وإيطاليا، إلى جانب المغادرة الأعلى من المتوقع من المملكة المتحدة.
وبالنظر إلى سنة 2025، تشير التوقعات إلى زيادة أكبر في هجرة المليونيرات، فمن المتوقع أن يسعى 142 ألف فرد من ذوي الثروات العالية الذين تبلغ ثرواتهم السائلة القابلة للاستثمار مليون دولار أو أكثر إلى آفاق جديدة.
ويمثل هذا أكبر موجة هجرة للثروات تم توثيقها على الإطلاق ويبرز تغييرات جوهرية في كيفية تعامل الأفراد الأثرياء مع التخطيط الجغرافي والمالي.وتمثل الإمارات مثالاً لنموذج جديد ناجح في خضم هذه التحولات فقد خلق برنامج التأشيرة الذهبية، إلى جانب السياسات الصديقة للعملات المشفرة والبنية التحتية ذات المستوى العالمي، جاذبية قوية للثروة العالمية.