ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 27 يناير 2025 05:15 مساءً - في إطار الاحتفال باليوم العالمي للطاقة النظيفة، الذي يوافق 26 يناير من كل عام، استضافت هيئة كهرباء ومياه دبي فعاليتي «حديث الطاقة المتجددة» و«المرأة في الدبلوماسية»، اللتين نظمتهما وزارة التغير المناخي والبيئة والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، وذلك في مركز الاستدامة والابتكار التابع للهيئة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.
ألقى الكلمات الافتتاحية كل من معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة؛ ومعالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي؛ وفرانشيسكو لاكاميرا، مدير عام آيرينا، وذلك بحضور الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى «آيرينا»، وعدد من كبار الشخصيات، والوفود العالمية رفيعة المستوى.
وتعد فعالية «حديث الطاقة المتجددة» حلقة وصل ما بين الوكالة الدولية وممثليها الدائمين، والمجتمع الدبلوماسي في دولة الإمارات، ويجمع الحدث عدداً من الخبراء والمعنيين، الذين يشاركون تجاربهم وخبراتهم، ويتم من خلاله عرض الفرص والمشاريع وأفضل الممارسات في قطاع الطاقة المتجددة.
وتسهم فعالية «المرأة في الدبلوماسية» في تعزيز الشبكة الدبلوماسية، لا سيما فيما يخص الدور الرائد للمرأة في قطاع الطاقة المتجددة، حيث يتم تبادل الخبرات والمعارف وبناء الشراكات، التي تسهم في تسريع التحول نحو الطاقة المتجددة، والتعامل مع تداعيات التغير المناخي.
أمر ملح
وأكدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك التزام دولة الإمارات بانتقال عادل وشامل إلى الطاقة النظيفة، لافتة إلى أن جلسات اليوم ترسخ أهمية الشمول والتوازن بين الجنسين في دفع عجلة التنمية المستدامة، «أصبح تعاون العالم لمعالجة أزمة المناخ أمراً ملحاً أكثر من أي وقت مضى، فالعمل التعاوني هو الحل الأمثل للوصول لكل أهدافنا المناخية، خصوصاً أن عام 2024 كان أول عام تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
توفر حلول الطاقة النظيفة للعالم مساراً جدياً، لضمان أمن الطاقة منخفض الكربون على المدى الطويل. ونحن في دولة الإمارات نقود هذا التغيير، من خلال هدفنا الوطني لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وكذلك عبر العديد من المشاريع الكبرى للطاقة النظيفة داخل الدولة وخارجها، بما في ذلك في دول الجنوب العالمي».
منارة عالمية
في كلمته، أشار معالي سعيد الطاير إلى أن مركز الاستدامة والابتكار التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي يعد ترجمة عملية لتوجيهات القيادة الرشيدة، وتجسيداً لرؤية الهيئة الطموحة في هذا المجال. وأضاف معالي الطاير: «نسعى لترسيخ مكانة دبي منارة عالمية في الطاقة المتجددة والنظيفة، والاستدامة، والابتكار، مستلهمين مسيرتنا من المبادرات والإنجازات الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تسهم في تحقيق مستقبل مستدام، بما ينسجم مع الأهداف الطموحة للعمل المناخي العالمي، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
إن احتضاننا اليوم للفعاليتين المميزتين «حديث الطاقة المتجددة» و«المرأة في الدبلوماسية»، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» ووزارة التغير المناخي والبيئة، يحمل دلالة خاصة، فمركز الاستدامة والابتكار لا يقتصر دوره على كونه منصة للابتكار في تقنيات الطاقة النظيفة، بل يشكل مركزاً حيوياً لدفع التحول نحو مستقبل مستدام.
وتأتي هذه الفعاليات احتفاء باليوم العالمي للطاقة النظيفة، الذي يصادف ذكرى تأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، ويمثل نداء عالمياً للعمل وتوحيد الجهود نحو تحقيق انتقال عادل وشامل للطاقة المستدامة».
وتابع معاليه: «تمثل فعالية «حديث الطاقة المتجددة» منصة تفاعلية تجمع بين الممثلين الدائمين للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وصناع القرار في المجتمع الدبلوماسي الإماراتي، والخبراء، لاستكشاف الفرص، ومشاركة قصص النجاح، وتبادل الرؤى وأفضل الممارسات في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، مع التركيز على حلول الطاقة المتجددة كأساس لمستقبل مستدام».
وأوضح معالي الطاير أن عدد موظفات الهيئة بلغ 1,938 يعملن في جميع إداراتها، ويشمل هذا العدد 797 موظفة في القطاع الهندسي والفني، ويعتبر الأكبر في الدولة حيث تشكل النساء الإماراتيات نسبة 84.83 % من إجمالي القوى النسائية العاملة في الهيئة.
آفاق جديدة
من جانبه، قال فرانشيسكو لاكاميرا، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»: «أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» على شراكتها المثمرة في هذه المبادرات، وإلى هيئة كهرباء ومياه دبي على كرم استضافتها لنا، ويسعدنا أن نحتفل باليوم العالمي للطاقة النظيفة هذا العام بالتزامن مع الذكرى السنوية لتأسيس «آيرينا» في 26 يناير 2009. هذه المناسبة تذكرنا بأهمية الطاقة المتجددة في دعم تحول قطاع الطاقة نحو مستقبل مزدهر للجميع، فالتوسع في استخدام الطاقة المتجددة يفتح آفاقاً جديدة لمواجهة تغير المناخ، وتعزيز التنمية المستدامة، والمساواة بين الجنسين، والحد من التلوث، مما يمهد الطريق لبناء مستقبل أفضل يقوم على أسس الطاقة النظيفة».
شراكة
من جهتها قالت الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: «تعكس الشراكة الدائمة لدولة الإمارات مع «آيرينا» التزامنا المشترك بتعزيز الحوارات الحيوية الفاعلة التي تدفع عجلة التحوّل الحقيقي، ومن خلال دعم التوازن بين الجنسين وتمكين القيادات في مجال الطاقة فإننا نعمل على توسيع الحضور، وإفساح المجال لوجهات نظر متنوعة وحلول مبتكرة، لمعالجة التحديات الأكثر إلحاحاً في مجال المناخ والطاقة في عالمنا».
واختتمت الجلسة بجولة ميدانية في مركز الاستدامة والابتكار التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي، حيث اطلع المندوبون وممثلو الدول على أحدث التقنيات في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشروع لتوليد الطاقة المتجددة في العالم في موقع واحد، وفق نظام المنتج المستقل.
دور محوري
تلت الكلمات الافتتاحية جلسة مشتركة لكل من فعالية «حديث الطاقة المتجددة» بدورتها الثامنة عشرة وفعالية «المرأة في الدبلوماسية» بدورتها العاشرة. وركزت الجلسة على تعزيز المساواة بين الجنسين والابتكار في مجال الطاقة، وأفضل الممارسات لإشراك المرأة في الدبلوماسية وقيادة الطاقة.
كما عززت الجلسة الأفكار المتعلقة بالشراكات بين القطاعات التي يمكن أن تدعم المساواة بين الجنسين والابتكار في مجال الطاقة. إضافة إلى ذلك سلطت الجلسة الضوء على إسهامات المرأة المحورية في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، وتميزها في توظيف الابتكار وأحدث التقنيات العالمية لتعزيز العمل المناخي العالمي وتسريع الانتقال نحو مستقبل منخفض الكربون.
جولة تعريفية
اختتمت الفعاليتان بجولة تعريفية في مركز الاستدامة والابتكار، تعرف من خلالها المشاركون إلى أحدث الابتكارات في مختلف مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة، واختبروا التجارب المبتكرة والعروض التفاعلية، التي يتيحها المركز لزواره والمعتمدة على أحدث التقنيات الإحلالية للثورة الصناعية الرابعة وتسلط الحلول المعروضة الضوء على الدور الرائد لدولة الإمارات والتقدم الكبير، الذي حققته في مجال تبني مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، من خلال مشاريع رائدة مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة.