ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 4 يناير 2025 11:53 مساءً - تعتزم الصين تشديد الرقابة على تصدير التكنولوجيا المرتبطة بإنتاج المواد المستخدمة في صناعة البطاريات، في خطوة تهدف إلى حماية هيمنتها على سلسلة توريد حيوية وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية.
ووفقاً لإشعار صدر عن وزارة التجارة لجمع آراء الجمهور، اقترحت الحكومة إضافة تقنيات متنوعة، والتي يُستخدم بعضها في تكرير الليثيوم وإنتاج المواد الكيميائية الخاصة بالبطاريات، إلى قائمة العناصر الخاضعة للرقابة على التصدير.
ويبدو أن هذا الإجراء يهدف إلى حماية الابتكارات التي طورتها الصين خلال مسيرة صعودها من أجل الهيمنة على إنتاج البطاريات والسيارات الكهربائية عالمياً. تأتي هذه الخطوة في ظل تنافس متزايد مع الولايات المتحدة في مجالات تشمل المعادن الأساسية وأشباه الموصلات.
وقال يو ياكون، محلل في شركة «كوفكو فيوتشرز»: تظهر هذه الخطوة أن الحكومة تدرك أهمية الحفاظ على سرية هذه التقنيات المتقدمة الخاصة بالليثيوم، وأضاف أن الاستثمارات الخارجية التي تعتمد على هذه التقنيات ستخضع لرقابة أكثر صرامة.
وتستهدف القيود المقترحة مجموعة من العمليات المستخدمة لإنتاج المواد الكيميائية لبطاريات الليثيوم، بما في ذلك تقنية استخراج الليثيوم المباشر، وهي طريقة ناشئة تتمتع الصين فيها بخبرة كبيرة. تشمل القيود أيضاً بعض المركبات الكيميائية المحددة التي تُستخدم في تصنيع الكاثودات الأساسية لأداء البطاريات.
ولا تزال هذه الخطوة خاضعة لتعليقات الجمهور وقد تتغير، لكنها أثارت مخاوف لدى شركات البطاريات في الصين وبقية آسيا حول التداعيات المحتملة. تركز هذه الشركات بشكل خاص على تأثير الرقابة المشددة على استثمارات الصين المتزايدة في سلسلة توريد البطاريات خارج البلاد، خاصة في مشاريع الشراكة مع الشركات الأجنبية.
وقال بنغ شو، محلل في «بلومبرغ إن إي إف»: قد لا تؤثر القيود على المشاريع الحالية أو التي هي قيد الإنشاء، لكنها قد تؤثر على بعض الاستثمارات المستقبلية. وتشمل القيود الجديدة تقنيات تصنيع أنواع معينة من كاثودات الليثيوم- الحديد- الفوسفات، بالإضافة إلى كاثودات الليثيوم- الحديد- المنغنيز- الفوسفات، والحديد- الفوسفات. كانت الصين قد فرضت العام الماضي قيوداً مشابهة على تقنيات تصنيع المعادن الأرضية النادرة، ما أخضع الصادرات لمزيد من الرقابة المشددة.
وفي الشهر الماضي، أعلنت الصين حظراً على تصدير عدة مواد ذات تطبيقات تقنية وعسكرية عالية، كإجراء متبادل بعد تصعيد الولايات المتحدة لقيود التكنولوجيا ضد بكين. تعد الصين المورد العالمي الأول لعشرات المعادن الحيوية، ما أثار قلق واشنطن وعواصم أخرى بشأن هيمنتها.
وأصبح تصدير الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون والمواد فائقة الصلابة إلى أمريكا محظوراً، بينما فُرضت قيود أكثر صرامة على مبيعات الغرافيت. تُستخدم هذه المعادن في تطبيقات متنوعة تشمل أشباه الموصلات والأقمار الصناعية ونظارات الرؤية الليلية.