ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 2 يناير 2025 12:05 صباحاً - شهدت المرافق السياحية والفنادق ومراكز التسوق في الدولة بشكل عام، وفي دبي بشكل خاص، خلال عطلة رأس السنة نشاطاً استثنائياً نتيجة تدفق العائلات والأفراد على المولات، ومراكز التسوق والمدن الترفيهية والمطاعم، وذلك بالتوازي مع نشاط حركة الطيران، التي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الزخم السياحي، وزيادة التدفقات من مختلف الأسواق.
وانعكست التدفقات السياحية على إشغال الغرف الفندقية، وأسعارها التي ارتفعت، بالتوازي مع ارتفاع الطلب، حيث تراوحت نسب إشغال الفنادق في دبي بين 95 - 100 %، لا سيما في الفنادق القريبة من مواقع الاحتفالات ومنطقة برج خليفة.
وأعادت شركات الطيران هيكلة رحلاتها، بما يتناسب مع حجم الطلب على كل وجهة، من خلال زيادة عدد رحلاتها على الوجهات، التي شهدت طلباً مرتفعاً، أو تغيراً في نوعية الطائرات بأخرى ذات سعة مقعدية أكبر، بهدف الاستحواذ على أكبر حصة من المسافرين، لتعزيز إيراداتها.
مبيعات قياسية
وسجلت المحال مبيعات قياسية، مقارنة مع الفترة الماضية، خصوصاً المحال التي تبيع مستلزمات الهدايا والذهب والمجوهرات، في حين ارتفع الإقبال على أماكن الترفيه والتسلية والمطاعم، التي استقطبت أعداداً كبيرة من الزوار والمتسوقين، الذين فضلوا قضاء أوقات من إجازة العيد في مراكز التسوق.
وتعتبر عروض الألعاب النارية التي تنظمها دبي ليلة رأس السنة، عاملاً مهماً في جذب الزوار العرب والأجانب من الخارج، إضافة إلى مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين داخل الدولة، كما تعكس فخامة وضخامة هذه العروض، مدى العناية الخاصة التي توليها الإمارة لصناعة الترفيه.
وقالت مصادر عاملة في قطاع السياحة والسفر، إن حركة السياحة والطيران، تسجل مستويات نمو قوية، خلال عطلة العيد، في ظل زيادة التدفقات السياحية على مراكز التسوق من السوق المحلي والأسواق الخارجية، مشيرين إلى أن نشاط حركة الطيران من وإلى دبي، ومواصلة كل من طيران الإمارات وفلاي دبي عملياتها التوسعية، أسهم في زيادة التدفقات السياحية من الأسواق الخارجية إلى الإمارة، خلال العطلة.
تنظيم الاحتفالات
وقال ياسين دياب المدير العام لوكالة «الفيصل للسفريات والسياحة»، إن حجم الطلب على السفر وصل إلى ذروته قبيل ليلة رأس السنة، مشيراً إلى أن نشاط حركة السفر سجل مستويات نمو كبيرة في الاتجاهين.
وأضاف أن النشاط السياحي في دبي، يمكن ملاحظته من خلال اكتظاظ المطاعم والمولات والمدن الترفيهية والمرافق السياحية، مشيراً إلى أن الإمارة نجحت في تكريس مكانتها العالمية، واحدة من أهم الوجهات السياحية خلال عطلة رأس السنة، في ظل نجاحها وتميزها في تنظيم الاحتفالات، بالإضافة إلى الأجواء المثالية التي تتمتع بها.
نشاط استثنائي
من جهته، قال محمد عوض الله الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق، إن دبي تشهد نشاط سياحي استثنائي على الصعيد الداخلي والخارجي، الأمر الذي انعكس على إشغال الفنادق ونشاط المطاعم، مشيراً إلى أن حجوزات كثير من الفنادق في دبي تجاوزت 90 %، ووصلت إلى 100 % في بعض الفنادق القريبة من منطقة برج خليفة.
وأوضح عوض الله، أن القطاع الفندقي في دبي، يعوّل بشكل عام على فترة الأعياد والعطل، لتعزيز الإيرادات، لذلك حرصت فنادق دبي على استنفار جميع كوادرها، بهدف الاستحواذ على أكبر شريحة ممكنة من النزلاء من الأفراد والعائلات، وتقديم أعلى مستويات الخدمة.
وقال إن النشاط السياحي الذي تشهده دبي خلال الفترة الحالية، ينعكس على مختلف القطاعات الاقتصادية في الإمارة، بما فيها الفنادق والطيران والمطاعم والتجزئة والمواصلات وغيرها، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحدث حراكاً اقتصادياً مع بداية العام الجديد.
السياحة الداخلية
وقال أيمن عاشور المدير العام لفندق البندر روتانا، إن دبي شهدت في عطلة نهاية العام انتعاشاً ملحوظاً في قطاع السياحة الداخلية، ما يعكس قوة هذا القطاع في دعم الحركة السياحية في الإمارة. ويؤكد استمرار جاذبية دبي كوجهة سياحية عالمية، حيث تُعد السياحة الداخلية ركيزة أساسية في رفع نسب الإشغال الفندقي، خاصة خلال موسم الأعياد والعطلات.
وتشير التوجهات إلى تسجيل نسب إشغال فندقي عالية، تصل إلى 100 % في العديد من المنشآت الفندقية، مدعومة بمجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التي تستقطب الزوار من داخل الدولة وخارجها. وتلعب الفعاليات مثل مهرجانات التسوق، وعروض الألعاب النارية، والحفلات الموسيقية دوراً رئيساً في جذب العائلات والأفراد لقضاء أوقات ممتعة في دبي.
وأضاف عاشور أن السياحة الداخلية تمثل مصدراً مهماً لتعزيز الطلب على الخدمات الفندقية، خاصة في ظل التحديات العالمية التي تواجه قطاع السياحة. تُسهم هذه الحركة المحلية في دعم الاقتصاد الوطني، وضمان استمرارية عمل المنشآت الفندقية بكفاءة، ما يعزز من تنافسية دبي كوجهة سياحية.