ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 17 نوفمبر 2024 11:15 مساءً - يتنافس العديد من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة على لفت انتباه رجال الأعمال والمستثمرين إلى أفكارهم ومحاولة إقناعهم بالاستثمار في مشاريعهم مقابل نسب محددة من خلال عرض عشرات الأفكار المبتكرة يقدمها برنامج «شارك تانك دبي» أسبوعياً على شاشة تلفزيون دبي.
ويستفيد رواد الأعمال من مجموعة النصائح التي يقدمها المستثمرون لهم، ومن بينهم رجل الأعمال اللبناني إيلي خوري، عضو لجنة تحكيم البرنامج، الذي أسس بعد 30 عاماً من الخبرة في مجال التسويق وعالم الاستثمار، شركة «فيفيوم هولدينج»، وهو يوظف اليوم خبراته وعلاقاته للاستثمار في المواهب والأفكار وبناء العلامات التجارية الناجحة.
مشاركة إيلي خوري في الموسم الثاني لـ«شارك تانك دبي» تعكس مدى حرصه على دعم رواد الأعمال وتحفيزهم لمواصلة المضي في طريق تحقيق طموحاتهم، حيث أكد خوري في حوار خاص مع «حال الخليج الاقتصادي» أن البرنامج يتيح تأمين التمويل والمعلومات حول السوق واكتساب المصداقية لرواد الأعمال الطموحين، كما يوفر للمستثمرين أنفسهم العديد من الفرص الاستثمارية الفريدة، منوهاً بأن «شارك تانك دبي» يعالج جميع تحديات الشركات الناشئة.
توفير التمويل
- من وجهة نظرك كرائد أعمال ومستثمر، ما هي أبرز التحديات التي تواجهها الشركات الناشئة اليوم، وكيف يساعدها «شارك تانك دبي» على تخطي هذه العقبات؟
تواجه الشركات الناشئة اليوم تحديات في تأمين تمويل، والوصول إلى معلومات حول السوق، واكتساب مصداقية.
ويعالج «شارك تانك دبي» هذه المشاكل ليس من خلال توفير الدعم المالي فحسب، بل أيضاً من خلال إبراز الشركات الناشئة وإتاحة وصولها إلى رواد أعمال ومستثمرين مخضرمين. وغالباً ما تكون هذه التجربة الحافز الذي تحتاج إليه لتجاوز الحواجز الأولية.
- بعيداً عن التمويل، يشدد «شارك تانك دبي» على الإرشاد والعلاقات، بتقديرك، إلى أي مدى هذه العناصر أساسية لمساعدة الشركات الناشئة على النمو والنجاح، لا سيما في بيئة دبي الديناميكية؟
الإرشاد والعلاقات أساسيان، فهما يوفران للشركات الناشئة معلومات أساسية لا تأتي إلا مع الخبرة، فالسوق الديناميكي والتنافسي لدبي يسمح بالحصول على توجيه من أولئك الذين سلكوا مسارات مشابهة بتسريع النمو والحد من الخطوات الخاطئة. ويساعد هذا التوجيه رواد الأعمال على التركيز على النمو المستدام والنجاح على المدى الطويل.
- برأيك، ماذا يمكن لـ«شارك تانك دبي» أن يضيف في المواسم المقبلة؟ هل سيتم تطوير بعض جوانب البرنامج لدعم رواد الأعمال بشكل أكبر؟
يمكن للمواسم المقبلة أن تواصل التكيف مع الحاجات المتغيرة لرواد الأعمال عبر تعزيز عنصر الإرشاد، فتقديم توجيه مستمر يتخطى البرنامج – عبر شبكة من المستشارين، والمرشدين، والمشاركين السابقين – لا يقدر بثمن.
ومن شأن هذه المقاربة أن تقدم دعماً متواصلاً يساعد الشركات الناشئة على الانتقال من مرحلة نمو إلى أخرى بفضل وجهات نظر الخبراء.
- برأيك ما هي السمات التي يجب أن يتمتع بها رواد الأعمال الذين يأملون ترك أثر يدوم في عالم أعمال يسير بخطى سريعة كالذي نعيش فيه اليوم؟
القدرة على الصمود والتكيف والقدرة على إحاطة أنفسهم بمواهب رائعة، فالقدرة على الإصغاء، والتصرف بحزم، ومواجهة الانتكاسات من دون فقدان التركيز هي ما يميز رواد الأعمال المثابرين عن الباقين، فمناخ الأعمال اليوم يكافئ أولئك الذين يستطيعون الابتكار الآن مع الحفاظ على رؤية طويلة الأمد.
- شاركت في الموسم الأول من برنامج «شارك تانك دبي»، ما الذي دفعك إلى العودة في الموسم الثاني؟
لطالما كان دعم رواد الأعمال وإرشادهم أولوية بالنسبة لي، وذلك قبل فترة طويلة من مشاركتي في «شارك تانك دبي». وأعاد الموسم الأول تأكيد الأثر الذي يمكن للتوجيه والخبرة أن يتركاه على مسيرة رائد أعمال، إذ يعدانه لمواجهة التحديات الأولى والصمود في وجهها، كما سمح لي البرنامج بالتواصل مع شركات ناشئة بارزة ومستثمرين آخرين، ما جعل قرار العودة في الموسم الثاني قراراً سهلاً.
- بالعودة إلى الموسم الثاني، كيف تصف تطور الشركات الناشئة والأفكار المقدمة مقارنة بالموسم الأول؟ هل لاحظت أي توجهات أو مقاربات جديدة؟
في الموسم الثاني، رأينا مجموعة متنوعة من الشركات الناشئة، وصل العديد منها مستعداً بشكل أفضل ومدركاً أكثر لما يبحث عنه برنامج «شارك تانك دبي» والمستثمرون.
وبفضل الشهرة المكتسبة من الموسم الأول، فهم مؤسسو الشركات مستوى الجدية المطلوب وجاؤوا مستعدين للاستفادة من وجهات النظر التي شاركها المستثمرون.
وأظهر عدد من الشركات الناشئة فهماً قوياً لنماذج أعمالها واستراتيجياتها، إلا أنه لا يزال هناك مجال للمزيد من التحسن لجعل عروضها أكثر إقناعاً.
- تضمن «شارك تانك دبي» مجموعة متنوعة من المستثمرين الضيوف الذين أضافوا خلفيات فريدة على اللجنة وتناوبوا فيها، كيف عززت وجهات النظر المتناوبة هذه ديناميكية البرنامج؟
أتى المستثمرون الضيوف بوجهات نظر جديدة تحدت طريقة تفكيرنا وأضافت أبعاداً جديدة على عملية صنع القرار، وأثرت خلفياتهم المتنوعة في ديناميكية البرنامج، إذ أعطت الجمهور فرصة لرؤية وجهات نظر متنوعة ووجوه جديدة، ما أبقى الجميع مهتمين.